رمضان 2022.. "القيروان" التونسية تتزيّن لاستقبال الشهر الكريم
تتزيّن مدينة القيروان التاريخية والتي تبعد 160 كيلومتراً عن العاصمة تونس، استعداداً لاستقبال شهر رمضان المبارك.
زينة توشح سور المدينة الذي يعود إلى العهد الأغلبي، بألوان جميلة في زواياه، علاوة على الزينة التي تُجمّل المساكن والمساجد والمعالم الدينية، فالقيروان مدينة عريقة بتاريخها الضارب في القدم، فمنها انطلقت حملات الفتح نحو الجزائر والمغرب وإسبانيا وأفريقيا.
ولا تتجمل القيروان لأهاليها فحسب، بل أيضاً لاستقبال زوّارها من جميع المحافظات التونسية ليزوروا مسجد عقبة بن نافع الفهري الشامخ الذي أسسه الأغالبة، ومقام الصحابي أبي زمعة البلوي حلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالقيروان هي رقاد لعدد من صحابة الرسول ويُطلق عليها الفقهاء "رابعة الثلاث"، بعد مكة والمدينة المنورة والقدس.
وما زالت القيروان تحتفظ ببعض التفاصيل الرمضانية البسيطة، فمدفع رمضان الذي يعود للعهد العثماني، لا يزال موجوداً في أعلى برج سور القيروان المسمى بـ"بريجة" والذي أُعيد بناؤه في العهد الحسيني، ليطلق البارود منه إيذانا بحلول موعدي الإفطار والإمساك.
كما يحرص التونسيون من مختلف جهات البلاد على اقتناء الأواني النحاسية التي تشتهر بها القيروان، فمن عادة العائلات التونسية شراء الأواني الجديدة كل سنة بمناسبة شهر رمضان.
وتضم القيروان سوقاً للنحاس من أكبر وأشهر أسواق النحاس في تونس، يباع فيه الأواني النحاسية عتيقة الشكل وكذلك أواني نحاسية مستحدثة وعصرية الشكل.
ذلك بالإضافة إلى محلات تنظيف الأواني النحاسية القديمة وتلميعها، ويطلق على ذلك بالعامية التونسية "تقصدير"، وذلك من أجل تلميع الطناجر العتيقة وتجديدها فرحاً بقدوم رمضان.
كما تنطلق محلات الحلويات في إعداد "المقروض القيرواني" الأصيل الذي يفوح منه عبق التاريخ، ويميز هذه المدينة منذ قرون طويلة.
مدينة 300 مسجد
قال شكري السالمي، عضو بالمجتمع المدني بالقيروان لـ"العين الإخبارية" إن مدينته التاريخية تزدهر استعداداً لشهر رمضان وتتوشح بأجمل أنواع الزينة إيذاناً بهذه المناسبة الروحانية.
وأوضح أن أهالي القيروان ينتظرون هذا الموعد الديني بفارغ الصبر السلع الخاصة بهذا الشهر، ويعدّون البهارات بأنفسهم إضافة إلى تنظيف المنازل ودهنها وتجديد المفروشات وشراء أوان جديدة.
وتابع: القيروان بلد الـ300 مسجد، وهي أول مدينة إسلامية بنيت بالمغرب العربي في سنة سنة 50 هجرياً، لذا فهي تمثل مقصداً روحانياً متميزاً، علاوة على التظاهرات الصوفية التي يتم تنظيمها خلال هذا الشهر وقبله.
وأضاف: "القيروان كانت حاضنة للثقافة الموسيقية أيضاً، فمرّ بها زرياب والموصلي والموسيقى الأندلسية لتجعل منها مدينة منفتحة على كل الفنون، وتجعل سكانها منفتحين على الفنون ومحبين الأجواء الروحانية والدينية".
aXA6IDE4LjIyMC4yMDAuMzMg جزيرة ام اند امز