رمضان الإمارات.. العالم يجني ثمار دبلوماسية الخير
مساعدات إماراتية غذائية وإغاثية وصحية تصل تباعا لمختلف أنحاء العالم تتوج بها الإمارات دبلوماسية الخير وترسّخ مكانتها كعاصمة للإنسانية.
وعلى الرغم من أن تلك المساعدات مستمرة على مدار العام، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، إلا أن تلك المساعدات تزداد خلال شهر رمضان الكريم، نظرا لما يحمله هذا الشهر من خصوصية تجسد معاني الرحمة والتسامح والكرم والعطاء والنبل.
وتتواصل في الإمارات مبادرة "المليار وجبة" الأكبر بالمنطقة لتوفير دعم غذائي يصل إلى مليار وجبة للفقراء والجوعى في 50 دولة حول العالم.
ومع التفاعل الواسع من المتبرعين والمساهمين من الأفراد ورجال الأعمال والشخصيات المشهود لها بالعمل الإنساني والمؤسسات والشركات والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية ومؤسسات العمل الخيري والإنساني والمجتمعي، بدأت عمليات التوزيع مبكراً في 6 دول هي الأردن، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، ومصر، والهند، ولبنان.
بالتوازي مع تلك المبادرة، أرسلت الإمارات مساعدات إنسانية منذ مطلع رمضان الجاري إلى عدد من الدول من بينها أوكرانيا واليمن والصومال والسودان.
مبادرات ومساعدات تجسّد حرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة وتؤكد نهج العمل الإنساني الراسخ الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة للشعوب كافة التي تمر بظروف صعبة، سواء كانت بسبب كوراث طبيعية أم حروب وأزمات سياسية أم صحية.
المليار وجبة
نجحت مبادرة "المليار وجبة" بعد نحو أسبوعين من إطلاقها في تسجيل نحو 117.5 مليون وجبة، تضاف إلى إجمالي 220 مليون وجبة حققتها حملة "100 مليون وجبة" التي انطلقت رمضان الماضي.
وتأتي تلك المبادرة استكمالا لها، ويصبح مجموع ما تحقق حتى الآن نحو 337.5 مليون وجبة، بحسب موقع المبادرة.
ويتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير، بعد إضافة حصيلة مزادات "أنبل رقم" الخيرية الداعمة لمبادرة "المليار وجبة"، والتي حققت هي الأخرى أرقاما فاقت التوقعات في أول أيامها.
وحقق مزاد "أنبل رقم" الخيري للأرقام المميزة في دبي، والذي نظمته، مساء السبت، "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" بالتعاون مع "الإمارات للمزادات" وبدعم من هيئة الطرق والمواصلات بدبي وكلٍ من "دو" و"اتصالات"، 53 مليون درهم في أقل من ساعتين، ستذهب كاملةً لمساندة جهود مبادرة "المليار وجبة"، الأكبر في المنطقة لتوفير الدعم الغذائي المباشر من دولة الإمارات للفقراء والمحتاجين في 50 دولة، والتي وصلت بذلك إلى تحقيق 391 مليون درهم حتى الآن من هدفها النهائي.
أرقام تكشف نهج الخير والعطاء الإماراتي الراسخ، والذي يعد قيمة إنسانية مستدامة تتجاوز حدود الجغرافيا لتمد يد العون للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.
وتتواصل مزادات "أنبل رقم" الخيرية لدعم مبادرة المليار وجبة هذا الأسبوع على أرض دولة الإمارات.
ومبادرة المليار وجبة أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في 2 أبريل/نيسان الموافق الأول من شهر رمضان 2022.
ولا يمر يوم منذ إطلاق الحملة إلا ويشهد تبرعات مليونية من رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية والخاصة والمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات.
وتستهدف المبادرة الأكبر في المنطقة توفير دعم غذائي يصل إلى مليار وجبة للفقراء والجوعى في 50 دولة حول العالم، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030 ومن ضمنها هدف القضاء على الجوع في العالم.
وتعد المبادرة ترجمة على أرض الواقع لمبادئ الخمسين، التي تعد خارطة طريق استراتيجية لتحقيق الريادة الإماراتية بمختلف المجالات، للخمسين سنة المقبلة.
وينص المبدأ التاسع من تلك المبادئ على أن "المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً".
ولا ترتبط المساعدات الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة. والاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات.
مساعدات لأوكرانيا
ومع تفاقم الأزمة الأوكرانية، أطلقت دولة الإمارات مساعدات إنسانية لدعم أوكرانيا في ظل الظروف الراهنة.
وقبل 3 أيام تم تسيير طائرة مساعدات تحمل 50 طناً من المساعدات الغذائية، وسيارات إسعاف مجهزة طبياً ضمن جسر جوي إغاثي متصل منذ مارس/آذار الماضي، للمساهمة في تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين الأوكرانيين، وذلك إلى مدينة وارسو ببولندا.
وصرح سالم أحمد سالم الكعبي، سفير الإمارات لدى جمهورية أوكرانيا، بأن بلاده تدعم جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وتحرص على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي إلى جانب تكثيف الجهود المبذولة لدعم الاحتياجات الإنسانية للمدنيين المتضررين في كييف.
ويصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم على أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط الماضي، بأنه "عملية خاصة" تهدف إلى نزع سلاح البلاد واجتثاث الأشخاص الذين يصفهم بالقوميين الخطرين.
بينما تعتبر دول غربية الهجوم بأنه حرب اختارت موسكو شنها، وفرضت تلك الدول عقوبات على روسيا بهدف شل اقتصادها.
ومنذ 24 فبراير/شباط الماضي. قتل آلاف الأشخاص، وشرد قرابة 10 ملايين أوكراني داخليا وخارجيا، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وتدعم الإمارات جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة بما يخدم الأمن والاستقرار والسلم الإقليمي والدولي.
وبموازاة جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل الأزمة، تنشط أيضا الجهود الإنسانية للإمارات للتخفيف من وطأة الأزمة.
مساعدات للصومال
وقبل أسبوع، وصلت إلى ميناء مقديشو باخرة مساعدات إماراتية تحمل 572 طنا من المواد الإغاثية، سيرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لمساندة النازحين والمتأثرين من الجفاف في الصومال ودعم أوضاعهم الإنسانية.
وتتضمن المساعدات المواد الغذائية الأساسية لتوفير احتياجات 600 ألف شخص.
ويأتي تحريك هذه الشحنة من المساعدات في إطار توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهيئة، بتقديم كل ما من شأنه أن يلبي احتياجات الأشقاء في الصومال من المساعدات الإغاثية التي يحتاجها المتأثرون من الجفاف في ظروفهم الحالية، والحد من حجم المعاناة الإنسانية في بلادهم.
وتمضي دولة الإمارات في تعزيز العلاقات مع الشعب الصومالي، وتقديم كل عون ممكن لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في ربوعه.
وشهدت العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة بعد الاعتذار الذي قدّمه محمد حسين روبلي، رئيس وزراء الصومال الفيدرالية، يناير/كانون الثاني الماضي، عن الحادث الذي وقع في أبريل/نيسان من عام 2018 ومصادرة أموال ومساعدات مقدّمة من الدولة لدعم الشعب الصومالي لدى وصولها إلى مطار مقديشو.
ورحبّت دولة الإمارات بالاعتذار، فيما أوضحت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية أنّ مبادرة روبلي تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتقديراً للدور الإماراتي الهادف لدعم الشعب الصومالي وحكومته.
مير رمضان لليمن
يأتي هذا فيما تواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي توزيع مئات الأطنان من مواد المير الرمضاني في عدد من المحافظات اليمنية.
ويستفيد من برنامج المير الرمضاني وإفطار الصائم حوالي 7 ملايين شخص، في محافظات شبوة وحضرموت وتعز والحديدة وجزيرة سقطرى.
تأتي هذه المبادرة تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر، بتوفير متطلبات رمضان للأشقاء في اليمن.
وتضطلع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بدور إنساني كبير على الساحة اليمنية، وتتحرك فرقها الإغاثية في كل اتجاه خاصة في المحافظات التي تشتد بها وطأة المعاناة، وتنفذ عملياتها الإغاثية بناء على التقييم الميداني الذي تجريه تلك الفرق للوقوف على طبيعة الاحتياجات وتوفيرها على وجه السرعة، وفي كل عام تعزز هيئة الهلال الأحمر عملياتها الإغاثية للمتأثرين، وتخصص مساعدات إضافية في رمضان لتوفير احتياجات الصائمين خلال الشهر الفضيل.
وإضافة لجهودها الإنسانية تدعم دولة الإمارات كل الجهود الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة تضم كافة الأطراف اليمنية لضمان ترسيخ الاستقرار والسلام، وبما ينعكس على ازدهار وتنمية اليمن.
ورحبت الإمارات بالتطورات الأخيرة المتعلقة بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، معربة عن أملها أن تسهم في دفع جهود السلام.
مساعدات رمضانية للسودان
وقدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات رمضانية عاجلة للسودان، لتلبية احتياجات آلاف الأسر في ولايات الخرطوم، وجنوب كردفان، كسلا، النيل الأزرق، نهر النيل، الجزيرة والولاية الشمالية.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي "أم الإمارات".
ووجهت الشيخة فاطمة بنت مبارك هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بسرعة إيصال المساعدات لتوفير احتياجات الصائمين من المواد الضرورية والمستلزمات الرمضانية، وإيلاء عناية خاصة للأسر المتأثرة بالأوضاع الصحية الراهنة، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التي فرضتها ظروف جائحة كوفيد-19.
وشرعت الهيئة في تنفيذ توجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك، وحركت على الفور جسرا جويا من خمس طائرات غادرت تباعا إلى الخرطوم، نقلت مئات الأطنان من المواد الغذائية الضرورية، يرافقها وفد من الهيئة للإشراف على إيصال المساعدات إلى مستحقيها في الولايات السودانية المعنية بالتنسيق مع سفرة الدولة.
ويعيش السودان اضطرابا سياسيا أدى لتراجع في الأوضاع الاقتصادي وغلاء طاحن صعبت معه الحياة في هذا البلد مترامي الأطراف.
وتدعم دولة الإمارات العربية المتحدة كل ما يصب في مصلحة الشعب السوداني ويحقق تطلعاته نحو التنمية والاستقرار والازدهار.
وشددت الإمارات على أهمية الحوار والتفاهم بين شركاء المرحلة الانتقالية لتجاوز التحديات التي تواجه العملية السياسية وصولا إلى التوافق الوطني الذي يقود البلاد للاستقرار والوحدة وتوجيه الجهود نحو البناء والتنمية.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA== جزيرة ام اند امز