مسابقات القرآن بالإمارات.. جهود رائدة لتكريم حفظة كتاب الله
أصوات ندية تصدح بآيات الذكر الحكيم وسط تنافس على حفظ كتاب الله وفهمه.. مشهد يميز دولة الإمارات في شهر رمضان.
مشهد تشهده مسابقات محلية ودولية تقام في مختلف إمارات الدولة خلال شهر القرآن تشجع وتحفز على حفظ كتاب الله والعمل بتعاليمه ونشر قيم الإسلام المعتدلة لاسيما بين صفوف النشء والشباب وأجيال المستقبل.
من أبرز تلك المسابقات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وجائزة التحبير للقرآن الكريم وعلومه، وجائزة عجمان للقرآن الكريم، ومسابقة الشارقة للقرآن الكريم.
جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم
تعد جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم التي أسسها ويرعاها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي من أبرز مسابقات القرآن الكريم عالميا.
وتم، مساء أمس الجمعة، الاحتفال بختام الدورة الخامسة والعشرين من مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم بحضور الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وذلك في قاعة ندوة الثقافة والعلوم بدبي.
وقام الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم بتكريم العشرة الأوائل، إضافة إلى تكريم الشيخ إبراهيم بن الأخضر بن علي القيّم، الفائز بجائزة الشخصية الإسلامية للدورة الخامسة والعشرين، وهو عَلَمٌ من أعلام القرّاء الذين اشتهروا بسعة العلم والمهارة والإتقان في قراءة القرآن، وتولّى إمامة المصلين في بيت الله الحرام، والمسجد النبوي الشريف، الذي يتولّى فيه مشيخة القرّاء، وله إسهاماتٌ جليلة في خدمة كتاب الله وتعليمه، كما شارك في تأسيس جوائز ومسابقات قرآنية.
واستقبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في مجلس الشندغة بدبي مساء الجمعة، أصحاب الفضيلة العلماء والوعاظ والمقرئين الأجلاء ضيوف رئيس الدولة، وضيوف جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وأعضاء لجنة التحكيم، ورئيس وأعضاء اللجنة العليا المنظمة للجائزة.
وأكد أن دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة تحافظ على نهج الوسطية والاعتدال والتسامح، وتسعى دائماً إلى نشر أسباب المحبة والتسامح، كي يسود السلام والتراحم كافة ربوع المعمورة، لافتا إلى أهمية اتباع خطاب معتدل يسهم في تفعيل ثقافة الحوار وبناء جسور المحبة والتعاون بين الأمم والشعوب.
وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فضيلة الشيخ ابراهيم بن الأخضر بن علي القيّم، الفائز بجائزة الشخصية الإسلامية ضمن الدورة الخامسة والعشرين من مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، كما هنّأ العشرة الأوائل في المسابقة، متمنياً لهم جميعاً التوفيق في خدمة كتاب الله، والمساهمة في التشجيع على حفظ القرآن الكريم.
وتحتفل جائزة دبي الدوليّة للقرآن الكريم خلال رمضان هذا العام بيوبيلها الفضي بمناسبة تأسيسها قبل 25 عاما نجحت خلالها أن تتبوأ مكانة متقدمة بين المسابقات القرآنية على مستوى العالم، واستطاعت أن تتوسع من مجرد فرعين في بداية تأسيسها عام 1997 إلى أن بلغت الآن 14 فرعا، الأمر الذي يعكس دور الإمارات الكبير في الاهتمام بالقرآن الكريم ورعايتة وتكريم حفظته وتحفيز الهمم نحو الإتقان في الحفظ، والبراعة في التجويد، والإبداع في الصوت، والحُسن في الأداء.
جائزة التحبير
أيضا انطلق خلال الشهر الفضيل دورة جديدة من جائزة التحبير للقرآن الكريم وعلومه في نسختها الثامنة، تحت رعاية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، وذلك تحت عنوان "دورة عام الخمسين" لتستمد موضوعاتها من أهدافها الأساسية في نشر قيم الإسلام السمحة، ومن رؤية دولة الإمارات وسعيها لتعزيز الإنجازات في الخمسين عامًا المقبلة.
وكانت اللجنة العليا المنظمة للجائزة قد بدأت في استقبال طلبات المشاركة من جميع أنحاء العالم اعتباراً من 28 مارس/ آذار الماضي.
ووفق البرنامج الزمني للجائزة فسيستمر قبول الطلبات حتى اليوم السبت 15 رمضان ليبدأ بعد ذلك الفرز والتقييم والتحكيم حتى إعلان النتائج أواخر الشهر الفضيل في كافة فئات الجائزة التي خصصت لفئات عمرية متنوعة ولكافة الجنسيات.
وأشار الدكتور أحمد سبيعان الطنيجي مدير عام الجائزة ورئيس اللجنة العليا المنظمة للجائزة إلى أنه تم تخصيص مسابقة بهذا العام تحت عنوان "مسابقة الخمسين" وقد خصصت لكافة أفراد المجتمع على مستوى دول العالم لإظهار مدى معرفتهم وفهمهم للقرآن الكريم وعلومه وروح الإسلام ووسطيته والتسامح والإنسانية وتراث وإنجازات دولة الامارات العربية المتحدة، وهي عبارة عن 50 سؤالا متنوعا يتم طرحها بواقع 5 أسئلة يومياً في جميع المجالات الوطنية والمجتمعية والدينية والتربوية والسلوكية، وذلك من خلال الموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالجائزة.
وتضم الجائزة ثلاث فئات رئيسية هي فئة الترتيل للقرآن الكريم، وفئة الخطابة، وفئة مسابقة الخمسين التي ستكون وفق محاور وطنية واجتماعية ودينية وثقافية تعزز رؤية حكومة دولة الإمارات الثاقبة، وفي جميعها فئات فرعية وأقسام واشتراطات خاصة، تخضع لتحكيم من لجنة مختصة حسب كل فئة.
جائزة عجمان للقرآن
وفي عجمان، ينظم "مركز حميد بن راشد النعيمي لخدمة القرآن الكريم" باقة متنوعة من الفعاليات الرمضانية خلال الشهر الفضيل بهدف تعزيز دور وحضور القرآن الكريم في شهر التنزيل وتوفير بيئة قرآنية مفعمة وثرية.
وقال حسين الحمادي المدير التنفيذي للمركز إن أنشطة وفعاليات المركز المتعددة تأتي في سياق حرص الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان وتوجيهات الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي بتوفير كل ما يلزم لإحياء الشهر الفضيل وإثرائه في إمارة عجمان.
وأكد الحمادي سعي المركز إلى تعزيز دور الإمارة في مجال نشر ثقافة العناية بالقرآن الكريم وإحيائه في الشهر الفضيل.
ومن أبرز فعاليات المركز خلال شهر رمضان التصفيات النهائية لجائزة عجمان للقرآن الكريم بدورتها الخامسة عشرة وهي المرحلة الأخيرة من مسابقات الجائزة إضافة إلى مسابقة ناشئة القرآن الرمضانية بدورتها الأولى والتي تستهدف الفئات العمرية الصغيرة والدورة المكثفة الربيعية لحفظ القرآن الكريم بدورتها العاشرة وهي لكل الأعمار وتستهدف المنتسبين لدور حفظ القرآن الكريم خلال المواسم على امتداد السنة.
كذلك ينظم المركز "مسابقة نور الهمم لحفظ القرآن الكريم" بدورتها الثانية وتستهدف ذوي الهمم وأصحاب طيف التوحد وذلك بالشراكة مع جمعية الإمارات للتوحد.
أما خامس فعاليات المركز فتتمثل في مبادرة "شكرا لكم" و هي مبادرة تقوم علي توزيع المصحف الشريف خلال الشهر الفضيل وتستهدف فئة خدم المنازل الناطقين بغير العربية من خلال توزيع 250 مصحفا باللغة الفلبينية و250 باللغة الإثيوبية و250 باللغة الإندونيسية.
مسابقة الشارقة
أيضا من أبرز المسابقات القرآنية الرمضانية على الصعيد المحلي "المسابقة الرمضانية لموظفي الدوائر الحكومية بإمارة الشارقة".
وقد أنهت مؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية، أمس الجمعة، اختبارات المتقدمين للمسابقة الرمضانية في دورتها السادسة والمخصصة لموظفي حكومة الشارقة في حفظ سورتي الواقعة والسجدة.
وجرت الاختبارات بمقر المؤسسة في مدينة الشارقة بعد أن تم توزيع المشاركين على مدى أربعة أيام متواصلة ليتم اختبارهم أمام لجان التحكيم.
وبلغ عدد المقبولين 127 متسابقا ومتسابقة منهم 62 من الذكور، و65 من الإناث وأقيمت الاختبارت حضورياً مع الأخذ في الاعتبار بالتزام المتسابقين بالإجراءات الاحترازية وإبراز المرور الأخضر.
وأظهرت أجواء المسابقة حضورا لافتا واهتماما من قبل دوائر وهيئات حكومة الشارقة المركزية واللامركزية في تشجيع موظفيها للمشاركة في المسابقة وقدم المتسابقون مشاركات متميزة على مستوى الحفظ والأداء.
وأكدت مؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية أن تنظيم المسابقة الرمضانية يأتي سنويا بهدف حفز الكوادر الوظيفية على مراجعة القرآن الكريم خلال الشهر الفضيل وتشجيعهم لحفظ القرآن الكريم على اختلاف مواقع عملهم ودرجاتهم الوظيفية
وأنهت لجان التحكيم استقبال الراغبين والراغبات في المشاركة وبيان حفظهم وتلاواتهم الندية التي جرى اختيارها لهذه الدورة وشملت سورتي الواقعة والسجدة من كتاب الله تعالى.
ومن المقرر الإعلان عن أسماء الفائزين في 28 إبريل / نيسان الجاري على أن يتم إقامة حفل لتكريم الفائزين والفائزات في المراكز العشرة الأوائل سواء للذكور وللإناث.