«سنفاضل بين مَن يعيش ومَن يموت».. اختبار قاس لمستشفى أطفال في غزة (خاص)
تقول إدارة مستشفى الرنتيسي للأطفال في قطاع غزّة إنها تلقّت تحذيراً من السلطات الإسرائيلية بإخلاء المكان تمهيداً لقصفه.
يقول الدكتور مصطفى الكحلوت، مدير المستشفى، لـ"العين الإخبارية"، إن إدارة المستشفى تلقت اتصالاً تحذيرياً بإخلاء المكان من المرضى والنازحين.
ويؤكد أن التحذير لا يقع في نطاق التهديد، إذ تعرَّضت جنبات المستشفى ومحيطه للقصف صباح يوم السبت الماضي.
ويتابع: "الأمور في المستشفى ربما تخرج عن السيطرة قريباً وستكون حياة نزلاء المستشفى على المحك إذا استمر الوضع على ما هو عليه لعدة أسباب، أبرزها أن مستشفى الرنتيسي أكبر مستشفيات الأطفال في فلسطين ويضم جميع أقسام تخصصات الأطفال".
وبحسب الكحلوت، فإن أدوية أمراض أورام الأطفال والفشل الكلوي على وشك النفاد، بالإضافة إلى أن الوقود بات في آخر مراحله ما ينذر بخروج المستشفى من الخدمة تماماً.
ويوضح أن "إخلاء المستشفى" يعني خروج ما يزيد على 120 طفلاً مريضاً في جميع التخصصات إلى العراء بلا مأوى، وتشريد 3000 نازح أيضاً.
ويتخوف الكحلوت من أن استمرار الوضع على ما هو عليه من نقص الأدوية والوقود، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى لجوء المستشفى إلى المفاضلة بين الأطفال لمَن يُعالج أو يموت خلال الأيام والساعات المقبلة.
ثمة مشكلة أخرى جسيمة يعانيها النزلاء تتلخص في نقص المواد الغذائية للنازحين والأطفال المرضى على حد سواء، بما يؤثر بشكل مباشر على الحالة الصحية للمرضى الذين هم أصلاً يُعالجون من أمراض خطيرة.
ولم يستقبل المستشفى منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي أي أدوية جديدة بيد أن السبب في بقائه صامداً هو أن كثيراً من المرضى لم يتمكنوا من المجيء إلى المستشفى خلال الأيام الأخيرة بسبب ويلات الحرب، ما وفّر أدوية وصلت إلى مراحلها الأخيرة خلال هذه الأيام، وفقاً لمدير المستشفى.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xNDcg جزيرة ام اند امز