رذيلة واغتصاب في الميتافيرس.. "العين الإخبارية" ترصد حكم الزنا في الواقع الافتراضي
في الأشهر الأخيرة، كثر الحديث عن الميتافيرس، والواقع الافتراضي، باعتباره مستقبل البشر التكنولوجي في السنوات المقبلة.
في 9 ديسمبر/ كانون الأول 2021، أطلقت شركة ميتا لعبة Horizon Worlds في الولايات المتحدة وكندا بعد اختبار تجريبي استمر عاما.
نائبة رئيس أبحاث الميتافيرس في شركة Kabuni Ventures للتكنولوجيا، نينا جين باتيل، انضمت إلى اللعبة في 2022، وقالت إنها فوجئت بعد 60 ثانية فقط من الانضمام، بالأفاتار الأنثوي الذي يمثلها يتعرض لتحرش لفظي، ثم اغتصاب جماعي من مجموعة من الأفاتارات الذكور، مما دفعها للتفكير في مقاضاة من اغتصبوها "افتراضيًا".
تحركات لحل القضية
يقول جوزيف جونز، رئيس Bosco Legal Services، وهي وكالة تحقيق متخصصة في الإنترنت والسوشيال ميديا، إنه "من غير المحتمل أن يتحول الاغتصاب الافتراضي إلى قضية قانونية قوية تتعلق بالتحرش الجنسي؛ باعتبار أن التحرش في الميتافيرس واقعة غير مسبوق لا تغطيها القوانين الحالية.
لكنه يقول إن القضية ستعتمد على التعليقات التي أدلى بها المغتصبون الافتراضيون، وما إذا كانت صورتها الرمزية تكشف عن أي معلومات يمكن التعرف عليها، مثل اسمها.
ويوضح جونز لـusatoday أن البديل قد يكون قضية تشهير إذا كانت الشخصية الافتراضية التي تعرضت للتحرش أو الاغتصاب شهيرة إلكترونيًا "لديها العديد من المتابعين"، ويمكنها كذلك تقديم أمر تقييدي مدني لمنع حدوث ذلك مرة أخرى؛ لأن الأفاتارات الذكورية قد تكون مجهولة الهوية أو بيصعب تعقبها.
شركة ميتا المالكة للتطبيق أعلنت أنها بصدد إطلاق أداة للأشخاص الذين يستخدمون منصاتها الاجتماعية للواقع الافتراضي للحفاظ على حدود المساحة الشخصية، وستجعل الأداة الشخصية الجديدة المستخدمين يشعرون وكأن لديهم ما يقرب من 1.2 متر بين الصورة الرمزية الافتراضية الخاصة بهم والآخرين.
بعد الإبلاغ عن حالات اغتصاب في الواقع الافتراضي، وقيام شركة ميتا بوضع أداة للتباعد الشخصي، سألت "العين الإخبارية" علماء في الأزهر الشريف في مصر: هل من يقوم بالتحرش أو الاغتصاب في الميتافيرس يكون عليه إثم؟
الاغتصاب في الميتافيرس
يقول الدكتور السيد سليمان، من علماء الأزهر الشريف، إن التحرش الجسدي لابد أن يتم بالملامسة، أو لفظيا من خلال ألفاظ واضحة أو تعريضية تنتهك خصوصية الأنثى.
ويضيف سليمان في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن التواجد في الميتافيرس لا يترتب عليه أحكام شرعية أو عقلية، لأن هذه الشخصيات الكرتونية لا تعبر عن الشخصيات الحقيقية لأصحابها.
وأكد سليمان أن الإنسان لا يحاسب على أفعاله في الميتافيرس لا قانونًا ولا عقلاً ولا شرعًا، لأن هذا الوجود لا يمت للواقع بصلة.
وأوضح العالم الأزهري أن الإنسان إذا استخدم الميتافيرس للتعرض للآخرين أو للوصول للمواقع الإباحية، يأثم على فعله، لكن لا توجد تهمة توجه له أو عقوبة لمعاقبته.
وأضاف سليمان: "ازاي هتعاقب واحد على واقع افتراضي؟، هو يأثم على نيته لو مارس البذاءة، ولكن ليس هناك عقوبة ولا نستطيع أن نقرر عقوبة، مثل من يشاهد المواقع الإباحية لا يعاقب قانونًا لكنه يأثم عند الله.
وتابع: "لأن الميتافيرس واقع نتخيل فيه وهو ليس من الحقيقة، فهو خيال، وإذا كان سيؤدي لمعصية نأمر الشخص بالاستعاذة لصرف التخيلات عنه".
لا عقوبة
ويوافقه في الرأي الدكتور عبدالسلام عبدالمنصف لاشين، أحد علماء الأزهر الشريف، الذي أكد أن العقوبة تكون على ممارسة الرذيلة، لكن ما يحدث في الميتافيرس لا يعاقب عليه الشرع.
وأوضح لاشين في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أنه رغم عدم وجود عقوبة، إلا أن من يفعل ذلك في الميتافيرس يأثم عليها كمن يشاهد الأفلام الإباحية.
تشريعات ضابطة
أما الدكتور سامي عوض العسالة، مدير التفتيش الديني السابق بوزارة الأوقاف المصرية، فيقول إنه بعيدا عن السلبيات والأضرار، يجب أن يكون هناك محاذير وضوابط لاستخدام التكنولوجيا الجديدة، مطالبًا بوضع تشريع لضبط التعامل معها.
العسالة رأى، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن هذا التشريع سيمنع الخروج عن الثوابت والقيم والأديان والذوق، حتى لا تحدث فوضى ومشاكل وجرائم.
وأكد العسالة أنه يجب استخدام التكنولوجيا الحديثة لخدمة الأفراد والمجتمع والدين، وأن نستفيد منها ونأخذ إيجابياتها، ونرفضها إذا كانت تتعارض بشكل كامل مع قيمنا.
وطالب العسالة بعرض هذه القضايا على المختصين في الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية لإبداء الرأي الشرعي، حتى يكون هناك انضباطًا في الرأي الديني المقدم للناس فيما يخص التكنولوجيا الجديدة.
أما سليمان، فيرى أنه لا يجوز إصدار قوانين تعاقب على الواقع الافتراضي، لأنه خيال، ولا تعتبر الأحداث فيه أفعالاً تستوجب العقوبة.