باحثون عن الإنتاج السريع للقاحات كورونا: العالم لا يعيد اختراع العجلة
تحتاج مشروعات اللقاحات إلى وقت قد يصل في بعض الأحيان إلى 11 عاما، فكيف تم إنتاج لقاحات كورونا بهذه السرعة؟
هذه إحدى الأسئلة التي ترددها بعض الجماعات المناهضة للقاحات، في إطار سعيها لإقناع الآخرين بالإحجام عن تناول لقاحات كورونا الجديدة، وهو "حق يراد به باطل"، كما يرى بعض الخبراء
وقال الدكتور معتز عبدالله، استشاري الفيروسات بجامعة الزقازيق (شمال شرق القاهرة) لـ"العين الإخبارية": "صحيح أن مشروعات اللقاحات قد تأخذ وقتا طويلا، ولكن الاستثمار الذي تم في هذا المجال على مدار سنوات طويلة مكن الباحثين من التحرك سريعا في هذا الإطار".
وضرب مثلا بـ"تقنية الناقلات الفيروسية"، التي يستخدمها لقاح (أكسفورد–استرازينكا"، حيث يتم استخدام أحد فيروسات "الأدينو" التي تسبب نزلات البرد عند الشمبانزي كوسيلة لحمل المادة الوراثية الخاصة ببروتين "سبايك"، الخاص بفيروس كورونا المستجد، لحقنها في الخلايا البشرية.
وأضاف: "هذه التقنية استخدمها فريق جامعة أكسفورد منذ سنوات بعيدة في لقاحات عدة، منها لقاح الإيبولا والملاريا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، والاختلاف سيكون فقط في المادة الوراثية، التي ستكون في حالة كورونا هي الجزء الأكثر وضوحا في الفيروس وهو بروتين سبايك"، وانطلاقا من ذلك "العالم لا يخترع العجلة من جديد، فنحن أمام تقنية مجربة وتم استخدامها قبل ذلك".
وعلى الرغم من أن تقنية "مرسال الحمض النووي الريبوزي" تستخدم لأول مره في لقاحات ( فايزر–بيونتك) و(موديرنا)، إلا أن الدكتور نبيل إمام استشاري الفيروسات بجامعة المنوفية (دلتا النيل بمصر) يرى أيضا أن "العالم لن يعيد اختراع العجة من جديد"، فالأبحاث عليها بدأت منذ السبعينيات وتطورت عاما بعد آخر، وجاءت أزمة جائحة كورونا لتمنحها دفعة إلى الأمام.
وتستخدم هذه التقنية الجديدة معلومات وراثية (mRNA) تسمح لخلايا الجسم بإنتاج البروتين الفيروسي في سيتوبلازم الخلايا ثم عرضها لجهاز المناعة، حتى يتم تدريبه والتعرف عليه، وبناء ذاكرة مناعية ضد الفيروس.
ومن التقنيات الأخرى المستخدمة تقنية الفيروس الموهن أو المضعف، والتي تعتمد عليها بعض اللقاحات الصينية، وهي التقنية الأقدم، ومن المفترض أن تكون آلياتها وطريقة تصنيع اللقاح باستخدامها مجربة ومستخدمة أكثر من مرة، كما يقول "إمام".
وأضاف: "إلى جانب ذلك فإن الهيئات الصحية التي تمنح الترخيص للأدوية واللقاحات تتأكد من دقة بيانات التجارب السريرية التي أجريت على اللقاحات، ولا يكون هناك احتمال ولو بسيط في مرور لقاح لم يتم التأكد من مأمونيته وفعاليته".