الرقة.. قوات سوريا الديمقراطية تتقدم في مواجهة قناصة وألغام داعش
قوات سوريا الديمقراطية حققت مزيدا من التقدم في الرقة معقل تنظيم داعش الإرهابي الأبرز في سوريا بعد سيطرتها على حيّ في شرق المدينة
حقّقت قوات سوريا الديمقراطية، الجمعة، مزيداً من التقدّم في الرقة، معقل تنظيم "داعش" الإرهابي الأبرز في سوريا، بعد سيطرتها على حيّ في شرق المدينة، رغم مقاومة شديدة يبديها عناصر التنظيم.
- معركة الرقة.. "سوريا الديمقراطية" تتقدم وغارات التحالف تقتل 30 داعشيا
- "قوات سوريا الديمقراطية" تسيطر على 35 % من الرقة
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن: "بعدما سيطرت بشكل كامل على حي البتاني في شرق مدينة الرقة الخميس، انطلقت قوات سوريا الديمقراطية إلى حي الرميلة المجاور ليل الخميس-الجمعة".
وأضاف في تصريح عبر الهاتف أن "اشتباكات عنيفة تدور بين الحيين"، مشيراً إلى أن "مقاومة تنظيم داعش عبر القناصة والطائرات المسيرة والألغام تعرقل تقدم قوات سوريا الديمقراطية" وهي فصائل عربية وكردية يدعمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وفي حيي المشلب والصناعة، المجاورين لحي البتاني والواقعين تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، شاهدت مراسلة فرانس برس مباني مدمّرة بالكامل، ومنازل انهارت جدرانها وأخرى اخترقها الرصاص، في دمار يدل حجمه على شراسة المعارك التي شهدها هذا الحيّان.
ويمتلئ الشارع بطوله بخليط من مظاريف رصاص فارغة وحجارة وثياب وأحذية مرمية في كلّ ناحية، فضلا عن سيارات محترقة، وأخرى لم يبقَ منها سوى هياكلها.
ولاحظت المراسلة أن المنازل بدت خالية تماماً من المدنيين، ولم يكُن هُناك سوى مقاتلين يتّخذون من المنازل مقرّات لهم، يجلسون أمامها أو يطلّون على شرفاتها.
ولم تُفارق طائرات التحالف الدولي أجواء المدينة التي دوّى فيها انفجار ضخم تبيّن لاحقاً أنه ناتج عن غارة جوية ضد موقع للإرهابيين، وفقَ ما قال مقاتل كان يقف على شرفة منزل يشاهد منه تصاعد الدخان.
وكان مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية في حيّ الرميلة المجاور قال، الخميس، إن عناصر تنظيم "داعش" يستخدمون سيارات مفخخة في المدينة القديمة لعرقلة تقدم قوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف المقاتل الذي اتخذ "آبو" اسماً حركياً له (30 عاما): "كلما تراجعوا.. يزرعون الألغام خلفهم".
وأوضح "آبو" أن "المدنيين العالقين في الرقة، وغالبيتهم في وسط المدينة، لا يتمكنون من الفرار خلال النهار بسبب قناصة تنظيم داعش".
ومن المدنيين القليلين في المدينة عبدالحليم عليوي (56 عاما)، ووالدته العجوز التي استلقت بجانبه على الأرض بعدما تمكن مقاتلو سوريا الديمقرطية من فتح طريق آمن لهما للفرار.
وقال عليوي: "قبل 10 أيام كنا جالسين أمام المنزل نتحدث، فسقطت علينا جمرة نار، ودخلنا مسرعين إلى البيت. أختي نعيمة أصيبت في بطنها ونزفت. بقيت على قيد الحياة 6 أيام ثم ماتت. وأخي محمد أيضا مات.. ولا تزال جثتهما في المنزل".
وأضاف: "حاولنا الفرار مرات عدة إلا أن (تنظيم) داعش أرجعونا".
وسيطر تنظيم "داعش" على الرقة في بداية 2014، وفرض على سكانها قوانينه المتطرفة، ومارس فظائع مثل قطع الرؤوس والأطراف في الساحات العامة والرجم.
وحاصرت قوات سوريا الديمقراطية الرقة أشهراً عدة قبل اقتحامها في 6 يونيو/حزيران 2017، وباتت تسيطر على نحو 30% منها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNS4xNDkg جزيرة ام اند امز