إنفوجراف.. معركة الرقة.. دائرة الأعداء المتحالفين
حتى تحقق الأطراف الثلاثة "أمريكا وتركيا والأكراد"، أهدافها لابد من إزاحة داعش .. فهل يؤدي العدو المشترك إلى تشكيل تحالف؟
في الهجوم على مدينة الموصل العراقية التي سقطت بأيدي تنظيم داعش الإرهابي في 2014، جرى التنسيق في عملية تحريرها بين التحالف الدولي ضد داعش وبغداد وسلطات كردستان العراق، ذلك أن الأطراف الثلاثة عدوهم واحد ومصلحتهم مشتركة.
وبينما يستعد التحالف خلال الأسابيع القليلة المقبلة لعزل العاصمة الثانية للتنظيم الإرهابي "مدينة الرقة السورية" بالكامل، تمهيدا للتحرك باتجاهها، تثور إشكالية أن الوضع في سوريا معقد للغاية، لوجود عدد كبير من المجموعات المتخاصمة، لكنها تشترك في هدف واحد، وهو عداء تنظيم داعش.
ويرى مراقبون أن هذا الوضع المعقد للغاية قد يزيد من صعوبة العملية العسكرية في الرقة، إلا إذا نجحت أمريكا في جمع الأعداء المتخاصمين على تحالف وقتي من أجل القضاء على داعش.
وقال القائد العام للقوات المشتركة للتحالف الدولي الفريق ستيفن تاونسند أمس الأربعاء، إن الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد عزل مدينة الرقة بالكامل تقريبا ثم التحرك باتجاهها، مضيفا أنه خلال الأشهر الستة المقبلة سنرى الموصل والرقة تنتهيان من سيطرة تنظيم داعش".
وقبل هذا التصريح بأربعة أيام، أعلن تحالف قوات سوريا الديمقراطية، الذي يضم مقاتلين أكراد وعرب وتركمان وأرمن، وتشكل وحدات حماية الشعب الكردي النواة الرئيسية له، أنهم بدأوا مرحلة جديدة من العمليات ضد تنظيم داعش في الرقة.
وقال التحالف في بيان إن العملية تهدف إلى عزل ريف الرقة عن المدينة، وذلك لقطع الطريق إلى معقل متشددي التنظيم في دير الزور.
ويبدو من التصريحين وجود تنسيق عملياتي بين التحالف الدولي وتحالف قوات سوريا الديمقراطية، وهو تنسيق لا يخفيه الطرفان، بل يصل –أحيانا- إلى درجة الدعم الاستخبارتي والعسكري، وهو ما يرفضه طرف مهم من أطراف الحرب على داعش، وهي تركيا.
وشدد وزير الخارجية التركى "مولود جاويش أوغلو" أمس الأربعاء 8 فبراير فى مؤتمر صحفى مع نظيره السعودى عادل الجبير، على رفض بلاده للدعم الأمريكي الذي تحظى به قوات سوريا الديمقراطية، مطالبا الإدارة الأمريكية الجديدة بعدم التعاون مع الميليشيات الكردية بسوريا.
لكن مولود أوغلو قال في نفس الوقت، إن هناك تعاونا أمنيا بين أنقرة وواشنطن فى الحرب ضد داعش، مشيرا في هذا الإطار إن عملية درع الفرات التي أطلقتها أنقرة بسوريا، حققت تقدما كبيرا في الحرب على داعش بمدينة الباب السورية، مضيفاً أن الهدف القادم هو "الرقة".
وتمثل الرقة بالنسبة لتركيا محطة مهمة في خطتها لتأمين حدودها مع سوريا من مخاطر داعش و" حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي.
وتمثل المدينة ذاتها بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية، التي تتهمها أنقره بالعمل لصالح حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، محطة هامه في سبيل تحقيق حلم الدولة الكردية.
وتحتاج الولايات المتحدة لكلا الطرفين في حربها ضد تنظيم داعش، حيث إنها لجأت لاستخدام المتاح من الأدوات المحلية، تجنبا للمغامرة بزج قواتها خاصة بعد تجربتها المريرة في أفغانستان والعراق.
وحتى تحقق الأطراف الثلاثة "أمريكا وتركيا والأكراد" أهدافها لا بد من إزاحة داعش من الرقة السورية.. فهل يساعد العدو المشترك أصحاب المصالح المتنافرة على تشكيل تحالف وقتي، للعمل على تنحيته، حتى ينفرد كل منهما بالآخر؟.. في انتظار ما ستسفر عنه الشهود القادمة.
aXA6IDMuMTIuMzQuMTkyIA== جزيرة ام اند امز