متلازمة نادرة مرتبطة بكورونا تهدد هؤلاء الأطفال
توصل باحثون بريطانيون إلى أن الأطفال ذوي البشرة السمراء أكثر عرضة بنسبة 15 مرة من الأطفال البيض للإصابة بمتلازمة نادرة مرتبطة بفيروس كورونا المستجد.
وقالت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، الأربعاء، إن دراسة بريطانية مشتركة أجراها أطباء في مستشفى "إيفلينا" للأطفال في لندن، وكلية "كينجز كوليدج لندن" وجدت أن الأطفال الأكثر فقراً أو الذين كان لدى أسرهم عامل واحد على الأقل في الخطوط الأمامية لمواجهة كورونا معرضون لخطر أكبر من حالة تسمى متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال والتي أطلق عليها العلماء "PIMS-TS".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحالة النادرة ظهرت بعد فترة وجيزة من الموجة الأولى من "كوفيد-19"، وشهدت معاناة الأطفال من استجابات التهابية شديدة للعدوى بكورونا مع حاجة العديد منهم إلى العلاج في العناية المركزة، وذلك على عكس شكل العدوى التي يتعافى منها معظم الأطفال بشكل سريع.
وحلل الباحثون الارتباط بين العرق والحرمان الاجتماعي والاقتصادي والمخاطر وشدة الأعراض لدى الأطفال في جنوب شرق إنجلترا الذين تم تشخصيهم بمتلازمة "PIMS-TS" في الفترة الزمنية بين فبراير/شباط ويونيو/حزيران 2020.
ووجدت الدراسة أنه من بين 70 طفلاً تم تشخيص إصابتهم بمتلازمة "PIMS-TS" خلال الفترة الزمنية، تم إدخال 46 طفلاً وحدات العناية المركزة في مستشفى جنوب لندن.
وأظهرت النتائج التي تم نشرها في دورية "أرشيفات أمراض الطفولة"، أن الأطفال المعرضين لخطر متزايد هم من ذوي البشرة السمراء والآسيويين والمجموعات العرقية الأخرى، وأولئك الذين يعيشون في المناطق الفقيرة، وتلك العائلات التي لديها عامل واحد على الأقل في الخطوط الأمامية.
وكانت حالات "PIMS-TS" أعلى بشكل ملحوظ في الأطفال من المجموعات العرقية السوداء، مع 25 حالة لكل 100 ألف حالة، فيما ظهرت 1.6 حالة لكل 100 ألف حالة من الأطفال البيض و6.4 حالة لكل 100 ألف من الأطفال الآسيويين.
كما كانت مدة الإقامة في المستشفى أطول بنسبة 38٪ للأطفال ذوي البشرة السمراء مقارنة بالبيض، واحتاج تسعة من كل 10 أطفال سود إلى استخدام أجهزة التنفس الصناعي، وفقاً للصحيفة.
وشكّل الأطفال الذين لديهم عامل في الخطوط الأمامية في أسرهم نصف العدد الإجمالي من الحالات، مع 21٪ منهم يعمل أحد أفراد الأسرة في نظام الرعاية الصحية.
ونقلت الصحيفة عن المحاضرة في علم الأوبئة والإحصاءات في "كينجز كوليدج" لندن، جوليا فورمان، قولها إن "خطر الإصابة بكورونا وشدة الأعراض ارتبط بالعرق والوضع الاجتماعي والاقتصادي، وفي هذه الدراسة، لاحظنا نفس الأنماط أيضاً ولكنها كانت أكثر خطورة عند الأطفال".
وأضافت: "الفوارق الكبيرة التي وجدناها في هذا البحث مقلقة، فهناك حاجة ماسة إلى العمل لفهم أسباب هذه التفاوتات وتحديد طرق معالجتها".
من جانبه، قال الطبيب في مستشفى إيفلينا لندن، الدكتور جوناثان برود: "دراستنا مهمة للغاية لأنها الأولى من نوعها التي تقيم التأثير الصحي المباشر للوباء على الأطفال والشباب الذين تم تشخيصهم بـ"PIMS-TS".
وتم اكتشاف متلازمة "PIMS-TS" لأول مرة بمستشفى إيفلينا لندن في أبريل/نيسان الماضي بعد إدخال 6 أطفال العناية المركزة، ويمكن أن تشمل أعراض المتلازمة حمى طويلة، وطفح جلدي أحمر واسع الانتشار، وإسهال وقئ.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0MiA= جزيرة ام اند امز