ما الذي تعلمه الأطفال من جائحة كورونا.. وكيف نجوا منها؟
مكتسبات مهمة حازها الأطفال خلال جائحة كورونا، بعضها بفضل التطور التكنولوجي والآخر بدعم من الأسر والحكومات التي وضعت سلامتهم نصب أعينها.
وبالتزامن مع يوم الطفل الإماراتي 15 مارس/آذار 2021، الذي يحل بعد عام من تصنيف تفشي فيروس "كوفيد-19" جائحة عالمية، نستعرض بعضا من أهم الدروس التي تعلمها الأطفال خلال الحدث وكيف نجحوا في التعامل معه.
ويتجلّى الهدف من يوم الطفل الاماراتي في توعية كافة فئات المجتمع بحقوق الطفل وضمانها لكي ينمو في بيئة صحية وآمنة وداعمة لما لديه من قدرات ومهارات، ما يعود بالنفع على المجتمع ككل.
التعليم عن بعد
رغم أن عدد الأطفال الذين أصيبوا بفيروس كورونا أو المرشحين للإصابة أقل بكثير من البالغين، فإن معظم الدول أتاحت للتلاميذ التعليم الإلكتروني (عن بعد)، في خطوة مهمة للغاية باعتباره جزءا من إعادة صياغة المستقبل بشكل أكثر تطورا.
إفساح المجال أمام الأطفال لتلقي دروسهم عبر الإنترنت أو ضمن نظام هجين يقوم على الدمج بين الإلكتروني والحضور المدرسي الجزئي، هدفه حمايتهم من خطر الإصابة بالفيروس التاجي في المقام الأول، وتدريبهم على الاستغلال الأمثل للتكنولوجيا في أوقات الأزمات.
دروس كثيرة استفادها الأطفال من الجائحة العالمية، لكن يظل تأهيل التلاميذ للتعامل مع التطور التكنولوجي والتعليم عن بعد من أهمها، والذي تطلب تكاملا بين دوري المدرسة والأسرة.
وبينما تمحور دور المدرسة والمعلمين حول إلقاء الدروس، وتزويدهم بالمهارات والمعارف والأدوات التي تمكن من توفير بيئة تعلم صحية، بجانب الدعم النفسي للطلبة، فإن دور أولياء الأمور يتخطى الإشراف على الطالب أثناء تلقيه الدروس عبر قنوات "التعلم عن بعد" والمتابعة مع المدرسين، إلى بث الروح الإيجابية في نفوس أبنائهم بعيداً عن لغة التشاؤم والسلبية.
خلال عام الجائحة، أطلقت العديد من الدول حزمة مبادرات تعليمية داعمة للأطفال، بهدف تزويدهم بالمهارات والمعارف والأدوات العصرية التي تمكن من توفير بيئة تعلم إلكتروني صحية، وعلى رأسها المنصات التعليمية.
الجانب الصحي والنفسي
واكتسب الأطفال منذ تفشي فيروس كورونا العديد من العادات الصحية التي تحميهم من الأمراض إذا أصبحت ضمن روتينهم اليومي، على رأسها كيفية الاهتمام بالنظافة وأهمية التطهير ومراعاة التباعد الاجتماعي للوقاية من الميكروبات بشكل عام، وفيروسات البرد والإنفلونزا وكورونا بشكل خاص.
واتخذت معظم الدول الكثير من الإجراءات الهادفة لحماية الأطفال من مخاطر انتشار الفيروس التاجي، مع إطلاق المبادرات التوعوية للصغار وعائلاتهم بخطورة كورونا وكل الأمراض المعدية، وكيفية اتخاذ التدابير الوقائية منه، ما يسهم في تنشئة أجيال أكثر اهتماما بصحتها وحفاظا على أرواحها.
والتوعية ليس فقط ما وفرته الدول للأطفال، إذ أتاح عددا منها تقديم برامج الرعاية الصحية من المنازل أو عن بعد، بهدف حماية الصغار من دخول المستشفيات والأماكن التي قد يلتقطون منها العدوى.
الجانب النفسي للأطفال كان له نصيب كبير من اهتمام الحكومات، خاصة بعد تطبيق الإغلاق العام بمعظم الدول وحرمان الصغار من اللعب والتنزه والالتقاء بقرنائهم.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأطفال (اليونيسيف)، في تقرير أصدرته في مارس/آذار 2021، إن 332 مليون طفل في العالم تأثروا نتيجة الإغلاقات العامة على المستوى الوطني والقيود التي فُرضت على التنقّل بسبب الجائحة.
وأضافت: "كانت السنة الماضية طويلة خصوصاً على الأطفال. فعندما تكون بعيداً عن أصدقائك وعن أحبائك الذين يقطنون بعيداً عنك، يوماً بعد يوم، فإنك تتعرض لتأثير كبير".
لذا أطلقت الجهات المختصة بأغلب الدول ورشا تأهيلية للأطفال لمساعدتهم في تخطي الأزمة النفسية ودعم صحتهم العقلية، وهذا ما يعرف باسم "المقاومة أو المرونة".
والمرونة هي القدرة على التعافي من التجارب الصعبة، ولعبت هذه الكلمة دورا مهما لتأهيل الأطفال بعد أشهر من العزلة والقلق والملل والعزل داخل المنزل.
أهمية مصطلح "المرونة" تكمن في قدرته على تأهيل جيل جديد على مواجهة الانتكاسات والتحديات واستغلالها لتعلم أشياء جديدة وتطويرة مهاراتهم.
ورغم أهمية تسليط الجائحة الضوء على الصحة النفسية للأطفال والتي كانت تغفل بعض الدول عنها، فإن مكتسب لم شمل الأسرة لا يقل أهمية عنه، إذ نجح الإغلاق العام الذي طبق بكل دول العالم في التقريب بين الوالدين وأبنائهم وفتح مجالا لخلق اهتمامات مشتركة، ما عزز من صحتهم النفسية وعوضهم غياب الصداقات.
aXA6IDMuMTQzLjIxNC4yMjYg جزيرة ام اند امز