بعد ارتفاع حالات التسمم بمطهرات كورونا.. 8 نصائح لحماية الأطفال
تضاعفت حالات التسمم بين الأطفال منذ تفشي فيروس كورونا نتيجة زيادة استخدام مطهرات الأيدي للوقاية من الوباء. فكيف نحمي الصغار من أضرارها؟
أصبحت المنظفات ومعقمات اليدين التي تحتوي على الكحول عنصرا ضروريا داخل المنازل منذ اجتياح "كوفيد-19"، وارتفعت مبيعاتها بعد تخزين العائلات كميات كبيرة منها باعتبارها من أهم وسائل الوقاية من الفيروس، ما يفاقم من مخاطر التعرض لحالات التسمم بين الأطفال.
ونقل موقع "The New York Times" عن مركز السموم الأمريكي قوله إن "بيانات أظهرت أنه خلال الوباء كانت هناك زيادة كبيرة في حالات التعرض لمطهر اليدين المبلغ عنها بين الأطفال دون سن 6 سنوات".
وتحدث المركز عن "تلقي المزيد من المكالمات حول الأطفال الصغار الذين تناولوا المعقمات التي تحتوي الكحول عن طريق الخطأ منذ الوباء".
جنون التطهير
بعد مرور أكثر من عام على تفشي فيروس كورونا وبدء جنون تخزين المطهرات والمعقمات لأول مرة، حذر مركز مكافحة السموم الأمريكي من تركها في متناول يد الأطفال داخل المنازل، ما ضاعف من حالات الإصابة بالسموم.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن الجمعية الأمريكية لمراكز مكافحة السموم قولها: "في العام الماضي كان هناك أكثر من 20000 حالة تعرض لمطهر اليدين للأطفال دون سن السادسة، بزيادة قدرها 40% عن عام 2019".
وقال الدكتور جوستين أرنولد، المدير الطبي لمركز معلومات السموم في فلوريدا في تامبا، إن "معظم حالات التعرض تضمنت الأطفال في عمر سنتين وأقل الذين تناولوا المطهر".
ورأى أن "في كثير من الحالات لم يتم تسجيل أي أعراض، ما يعني أن الطفل ربما يكون قد أخذ طعمًا أو لعقًا قصيرًا فقط، وهو أمر لن يتسبب عادةً في آثار صحية كبيرة، لكن في حالات أخرى عانى الأطفال من القيء والسعال وتهيج الفم".
وترجع زيادة حالات إصابة الأطفال بالتسمم بشكل أساسي إلى تخزين المطهر بشكل غير صحيح وعدم الإشراف على الأطفال الصغار أثناء استخدامه، لذا من المهم أخذ هذا الأمر في الاعتبار.
وفقا للصحفية الأمريكية، استمرت الزيادة الطفيفة في حالات تسمم الأطفال خلال الأشهر الأخيرة. مثلا في يناير/ كانون الثاني كان هناك 34% من حالات التعرض لمطهرات الأيدي المبلغ عنها بين الأطفال دون سن السادسة مقارنة بالعام السابق.
وذكرت الرابطة الأمريكية لمراكز مكافحة السموم أن هناك "زيادة في نسبة التعرض للمنظفات المنزلية مثل عبوات منظفات الغسيل السائلة والمبيض والمنظفات متعددة الأغراض ومنظفات الصرف الصحي ومنظفات الأفران قدرت بـ10% بين الأطفال دون سن السادسة خلال الأشهر الأولى من الوباء".
ماذا سيحدث إذا ابتلع الطفل معقم اليدين؟
عندما يتعلق الأمر بمطهر الأيدي، وهو شيء نصل إليه بانتظام عندما نكون بالخارج ونضعه في أيدينا للتخلص من الجراثيم، فمن السهل أن نتخلى عن حذرنا، ما يضاعف من إمكانية بلعه من الأطفال.
ويحتوي مطهر اليدين على 60 إلى 95% من الكحول. إذن ماذا سيحدث إذا ابتلع الطفل معقم اليدين؟
تقول الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) إن ابتلاع كمية صغيرة فقط من المطهر يمكن أن يسبب التسمم الكحولي للأطفال، وتشمل أعراضه النعاس وانخفاض نسبة السكر في الدم والنوبات والغيبوبة، وقد تكون قاتلة.
أيضا من أعراض ابتلاع معقمات اليدين الحالات العقلية المتغيرة والارتباك والخمول والغثيان والقيء، ويمكن لبعض الأطفال الوصول إلى غرفة الطوارئ كما لو كانوا في حالة ثمل.
الدكتورة ديان كاليلو، إخصائية سموم الأطفال والمديرة الطبيّة لمركز السموم في نيوجيرسي الأمريكية، قالت إن "الطفل الذي يزن 20 رطلاً إذا شرب ملعقة كبيرة أو اثنتين من المعقمات يمكن أن يُسكر ويبدو أنه مخمور قليلاً".
وأضافت: "كلما زادت الجرعة يمكن أن يشعروا بالنعاس الشديد ويواجهون صعوبة في التنفس، تمامًا كما نلاحظ في حالة التسمم الحاد بالكحول عند البالغين".
وحذرت الطبيبة المختصة حتى من شرب كمية متواضعة من معقمات الكحول، قائلة: "الأطفال أكثر عرضة من البالغين لتجربة انخفاض خطير في نسبة السكر في الدم، ما قد يجعلهم يعانون من السبات العميق بعد 6 إلى 10 ساعات من الاستهلاك".
ويمكن أن يؤدي تناول المطهر إلى التهيج في الحلق أو المعدة، خاصةً إذا احتوى على كحول الأيزوبروبيل، وهو مكون موجود غالبًا في الكحول المحمر.
بينما حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من مطهرات الأيدي التي قد تحتوي على الميثانول، والتي يمكن أن تكون سامة إذا تم تناولها، مشددة على ضرورة ألا تحتوي مطهرات الأيدي على هذا المركب أبدًا.
ويعد الميثانول ساما إذا ابتلع أو بعد الاستخدام المتكرر على الجلد، وقد يسبب الغثيان أو القيء أو الصداع أو عدم وضوح الرؤية أو العمى أو النوبات أو الغيبوبة أو التلف الدائم للجهاز العصبي أو الوفاة.
وقالت الدكتورة كاليلو: "يمكن أن تموت من شرب الميثانول"، مشيرة إلى أن امتصاص الجلد لهذا المركب الخطر ضئيل للغاية.
نصائح لوقاية الأطفال من تسمم المطهرات
- الاحتفاظ بجميع معقمات اليدين بعيدا عن متناول الأطفال وأنظارهم حتى لو كانت زجاجة صغيرة موجودة في حقيبة اليد.
- معاملة المطهرات مثل الأدوية في المنزل، والتنبيه على الأطفال عدم الاقتراب منها وخطورة تجربتها.
- الإشراف على الأطفال أقل من 6 سنوات عند استخدامهم مطهرات اليدين، والتأكيد على عدم تذوقه.
- استخدام عبوات معقمات الأيدي التي تحتوي على أغطية أمان تقليدية لمنع الأطفال من تناول السائل.
- الاعتماد على غسل يديك بالماء والصابون العادي لتنظيفهما وتطهيرهما، باعتباره أفضل طريقة لمنع انتشار العدوى وتقليل خطر الإصابة بسموم المعقمات.
- حال عدم توفر الصابون يفضل استخدام معقم اليدين الذي يتحوي على 60% من الكحول، لتقليل أضراره على الطفل إذا ابتلعه.
- إذا ابتلع طفلك مطهرًا لليدين فلا تحاول التسبب في التقيؤ، واحصل على إرشادات سريعة من مركز مكافحة السموم الموجود بالبلد الذي تقيم فيه.
- إذا أدخل الطفل معقم اليدين إلى عينيه، فيمكن استخدام أي سائل نظيف للعين بعد التعرض للمواد الكيميائية.