تسمم الفيتامينات.. احترس من سموم قاتلة تدخل فمك
رغم أن الفيتامينات تساعد على تعزيز الصحة لكن الخبراء تحدثوا عن أهمية التأكد من حاجة الجسم إليها أولا.
أصبح تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية عادة لدى الكثير ممن يعتقدون أن الاهتمام بالحصول عليها يفيد الجسم ويقي من الأمراض، لكن المفاجأة أنها قد تمثل خطورة على صحة الإنسان، خاصة في حالة عدم خضوعها لإشراف طبيب أو الاستمرار عليها لفترات طويلة.
ورغم أن الفيتامينات تساعد على تعزيز الصحة العامة، لكن خبراء التغذية تحدثوا عن أهمية التأكد من حاجة الجسم إليها أولا، فضلا عن استشارة الطبيب لمعرفة الجرعات التي يجب تناولها.
التسمم الفيتاميني
الدكتور مجدي نزيه عزمي، أستاذ ورئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية في مصر، حذر من خطورة تناول الفيتامينات دون الحاجة المرضية إليها، معتبرا أن تناولها من باب الوقاية خطأ كبيرا، وأيضا تناولها دون استشارة طبيب خطأ أكبر.
وقال رئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية في مصر لـ"العين الإخبارية"، إن الفيتامينات المحضرة معمليا أو صناعيا يتم تناولها فقط في حالة نقصها الشديد في الجسم والاحتياج إليها مصحوبة بحالة مرضية.
وأضاف أن كثيرا من الدراسات أوضحت وجود فارق كبير بين معدلات الامتصاص للصورة الكيميائية للفيتامين الطبيعي في جسم الإنسان والصورة الكيميائية للفيتامين المُصنع، إذ يؤدي الأخير لما يسمى بـ"حالة التسمم الفيتاميني".
وأوضح الطبيب المختص أن حالة "التسمم الفيتاميني" تحدث نتيجة الإفراط في تناول المغذيات وتسبب تسمما، وهي عبارة عن تضرر شديد في الكبد "مايسترو الجسم"، ما يؤدي للإصابة بحالات قيء وغثيان وهزيان وما إلى ذلك.
وشدد على أن الفيتامينات المحضرة كيميائيا لا تغني إطلاقا عن الوفاء باحتياجات الجسم من الفيتامينات الطبيعية الموجودة في الأطعمة المختلفة، معتبرا أن في حالة التغذية الجيدة المتكاملة والمتوازنة لا يوجد داع لتناول الفيتامينات المحضرة معمليا.
كما شدد على ضرورة الاعتماد على التغذية السليمة لاحتوائها على مركبات عضوية نادرة وإنزيمات وهرمونات طبيعية لا يمكن تصنيعها، قائلا: "المستحضرات الكيميائية لا تعوض التغذية الطبيعية، ولا بد من تناول كل فرد وجبة غذائية متكاملة للحصول على كل ما يحتاجه الجسم".
إشراف طبي
الدكتورة ليندا جاد الحق، استشاري التغذية العلاجية في مصر، حذرت من خطورة تناول الفيتامينات دون إشراف طبيب لتحديد الجرعات والمدة حسب احتياج الجسم، حتى لا تؤدي لمضاعفات خطيرة، معتبرة أن الإفراط في تناولها خطأ وإهمالها خطأ أيضا.
وقالت ليندا لـ"العين الإخبارية"، إن الأصل في تناول الفيتامينات وجود مشكلة في الجسم ونقص في أنواع معينة من العناصر الغذائية لم نحصل عليها من الطعام فتحدث مشكلة معينة، لذا نعوض النقص بالفيتامينات المصنعة لكن تحت إشراف طبيب".
وأوضحت أن هناك مجموعتين من الفيتامينات، الأولى تذوب في الماء مثلb وc وغيرها، وهي لا تشكل خطورة على الجسم، والثانية تخرن في الدهون وتسبب مشاكل خطيرة ناتجة عن تكون سموم تؤثر على القلب والمخ والكبد والكلى، ومنها a وd وe وk وغيرها.
وتحدثت الطبيبة المختصة عن الفيتامين الوقائي، وقالت: "لا نتناوله بانتظام يوميا، ممكن مرة أو اثنين أسبوعيا أو لمدة معينة، لكن لا نستمر عليه لفترات طويلة لأن زيادة الفيتامينات تؤدي لمضاعفات ومشاكل في الكلى والكبد والقلب وهكذا".
حذرت أيضا من تناول الصغار للفيتامينات اعتباطيا دون الرجوع لبروتوكول فيتامينات الأطفال الذي يحدد الجرعة التي يحتاجها كل عمر، مشيرة إلى وجود أنواع من الفيتامينات لا بد أن يحصل عليها الطفل في شهور محددة من عمره حتى لا يصاب بأمراض معينة مثل الكساح وغيره.
فيتامينات طبيعية
وزارة الصحة المصرية أصدرت أواخر يوليو/تموز تحذيرا من خطورة الإفراط في تناول الأدوية والفيتامينات دون إشراف طبي، خاصة ما يتعلق بفيروس كورونا المستجد، لما تسببه من خطورة كبيرة على صحة الإنسان.
وقالت الوزارة المصرية، في بيان رسمي، إن الإفراط في تناول الفيتامينات قد يؤدي إلى زيادة في ترسبات الأملاح على الكلى وفي الجسم بشكل عام، كما أنه قد يؤدي إلى تقليل فاعليتها وتأثيرها على الجسم.
وشددت على أن تناول الأدوية والفيتامينات يجب أن يكون تحت إشراف طبي ولفترات زمنية محددة، مؤكدة أهمية التغذية السليمة والمتوازنة لتحفيز جهاز المناعة ومقاومة الأمراض.
وقالت: "هناك مصادر طبيعية يمكن من خلالها الحصول على الفيتامينات دون تناولها في صورة أقراص، مثل البروتين المتوافر في اللحوم والدواجن والأسماك والبيض، وكذلك في مصادر نباتية مثل الفول والعدس واللوبيا والفاصوليا الجافة، والحبوب مثل الأرز أو المكرونة أو الخبز أو البليلة أو الشوفان أو الفريك".
وتحدثت "الصحة المصرية" عن أهمية تناول كميات معتدلة من الدهون والزيوت الصحية غير المشبعة والمصنعة مثل زيت الزيتون وبذر الكتان (الزيت الحار) وعباد الشمس وزيت الذرة وفول الصويا، مع ضرورة الابتعاد عن الدهون المشبعة والمصنعة الموجودة في اللحوم الدهنية بنسبة كبيرة والأطعمة المصنعة والمعلبة والوجبات السريعة المقلية، كونها ضارة بالصحة وتسبب زيادة الوزن وأمراض القلب والشرايين.
وعددت الأغذية الغنية بفيتامين "سي"، وقالت إنها تتمثل في الموالح وتشمل (البرتقال، اليوسفي، الليمون، الفراولة، الجوافة، الفلفل الحلو الملون)، وبعض الخضراوات مثل البروكولي والسبانخ، كما أن الأغذية الغنية بفيتامين (أ) تشمل الخضروات الورقية الداكنة مثل الجرجير والسبانخ.
أما فيتامين "د" فيمكن الحصول عليه من التعرض لأشعة الشمس يوميا من 10-15 دقيقة، إذ يساعد ذلك على تكوينه في الجسم ما يقوي المناعة ويساعد في الحفاظ على صحة العظام، حسب قول الوزارة المصرية.
وأشارت إلى أن الأغذية الغنية بالزنك تتمثل في اللحوم الحمراء لكن بكميات قليلة، والبقوليات مثل الحمص والعدس والفول، إضافة إلى منتجات الألبان والبيض والمكسرات.