فيتامين "د" هل يساعد في مواجهة فيروس كورونا؟
يأتي هذا في ظل مخاوف متنامية بشأن العدد غير المتناسب لأصحاب البشرة السمراء، والآسيوين والأقليات الذين يلتقطون العدوى
يراجع مسؤولو الصحة العامة في بريطانيا بصورة عاجلة القدرة المحتملة لفيتامين (د) في تقليل مخاطر فيروس كورونا المستجد.
يأتي هذا في ظل مخاوف متنامية بشأن العدد غير المتناسب لأصحاب البشرة السمراء، والآسيوين والأقليات الذين يلتقطون العدوى ويتوفون جراء المرض، بما في ذلك التقارير بشأن 94% من جميع الأطباء الذين قتلهم الفيروس.
وقال الدكتور أدريان مارتينو، أستاذ أمراض الجهاز التنفسي في جامعة كوين ماري في لندن إن فيتامين (د) يمكن التفكير فيه باعتباره عقار يساعد الجسم في التعامل مع حالات العدوى الفيروسية، حيث يعزز قدرة الخلايا على قتل الفيروسات ومقاومتها، وفي نفس الوقت يحد من الالتهابات الضارة، التي تمثل أحد أكبر مشاكل "كوفيد-19".
ويقود مارتينو دراسة وطنية لجمع المعلومات بشأن عوامل الخطورة المتعلقة بفيروس كورونا الجديد مع التركيز على نقص فيتامين (د) لمعالجة غياب البحث في هذا الشأن، ويمكن لأي مقيم في المملكة المتحدة أكبر من 16 سنة المشاركة.
وأوضح أستاذ أمراض الجهاز التنفسي أنه لا يوجد تجارب إكلينيكية بشأن قدرة فيتامين (د) على منع فيروس كورونا المستجد جارية في أي مكان في العالم "على حد علمه"، كما أن الأدلة السريرية بشأن استخدامه لتقليص مخاطر التهابات الجهاز التنفسي الحادة مختلطة.
لكن رجحت دراسات أن مكملات فيتامين (د) آمن ويحمي ضد عدوى الجهاز التنفسي الحادة، كما أن زيادة نسبة الميلانين في الجلد تؤدي لتقليص مستويات تكوين فيتامين (د) التي تتراكم في الدول التي يوجد بها معدلات منخفضة من أشعة الشمس، ويمكن لهذا أن يسبب ضعف في أجهزة المناعة.
وفي وقت سابق، اكتشف الباحثون وجود علاقة قوية بين نقص فيتامين (د) الحاد ومعدلات الوفيات، وتم الإعلان عن هذه النتيجة في بحث نشر بموقع "ميدركسيف" لنشر الأبحاث.
وأجرى فريق البحث، بقيادة جامعة نورث وسترن، تحليلاً إحصائيًا لبيانات المستشفيات والعيادات عبر الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة (المملكة المتحدة) والولايات المتحدة.
ولاحظ الباحثون أن المرضى من البلدان التي ترتفع فيها معدلات الوفيات بسبب الفيروس، مثل إيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة، لديهم مستويات أقل من فيتامين "د" مقارنة بالمرضى في البلدان التي لم تتأثر بشدة.
حذر الباحثون من أن هذا لا يعني أن الجميع، وخاصة أولئك الذين ليس لديهم نقص من الفيتامين، يحتاجون إلى البدء في تكديس المكملات الغذائية.
ويقول د.فاديم باكمان من نورثويسترن، الذي قاد البحث في تقرير نشره الجمعة الموقع الإلكتروني لجامعة نورث وسترن: "أعتقد أنه من المهم للناس أن يعرفوا أن نقص فيتامين "د" قد يلعب دورًا في الوفيات، لكننا لسنا بحاجة إلى دفع الجميع لتناول فيتامين د".
ويضيف: "هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسة، وآمل أن يحفز عملنا الاهتمام في هذا المجال، وقد تساعد البيانات في تحديد أهداف علاجية جديدة".
ومن خلال تحليل بيانات المرضى المتاحة للجمهور من جميع أنحاء العالم ، اكتشف باكمان وفريقه وجود علاقة قوية بين مستويات فيتامين "د" وعاصفة السيتوكين، وهي حالة شديدة الالتهاب بسبب فرط نشاط جهاز المناعة - بالإضافة إلى الارتباط بين نقص فيتامين "د" والوفيات.
ويمكن لعاصفة السيتوكين أن تلحق الضرر الشديد بالرئتين وتؤدي إلى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة والوفاة في المرضى، وهذا ما يبدو أنه يقتل غالبية مرضى الفيروس، وليس تدمير الرئتين بالفيروس نفسه، وهذا هو التأثير الذي يلعب فيتامين د في منعه، كما يعتقد باكمان.
ويقول: "لا يعمل فيتامين (د) على تحسين جهاز المناعة الفطري فحسب، بل يمنع أيضًا أن تصبح أجهزة المناعة لدينا مفرطة النشاط بشكل خطير، وهذا يعني أن وجود مستويات صحية من فيتامين د يمكن أن يحمي المرضى من المضاعفات الشديدة ، بما في ذلك الوفاة من الفيروس".
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز