الثوب الفلسطيني والحجاب والقرآن.. التاريخ يكتب بالكونجرس الأمريكي
رشيدة طليب، فلسطينية الجذور، تفي بوعدها وتؤدي القسم الدستوري على "القرآن الكريم" عضوا في الكونجرس الأمريكي وهي ترتدي الثوب الفلسطيني
أوفت رشيدة طليب، فلسطينية الجذور، بوعدها وأدت القسم الدستوري على القرآن الكريم عضوا في الكونجرس الأمريكي وهي ترتدي الثوب الفلسطيني التقليدي.
كما أدت الهان عمر القسم الدستوري القسم على القرآن عضوا في الكونجرس الأمريكي وهي ترتدي الحجاب، وبذلك أصبحت طليب وإلهان أول امرأتين مسلمتين تدخلان عضوية الكونجرس الأمريكي.
- الفلسطينية رشيدة طليب..أول مسلمة عربية في تاريخ الكونجرس الأمريكي
- صحيفة: الصومالية إلهان عمر ستحضر جلسة تنصيبها في"النواب" الأمريكي بحجابها
واختارت طليب، التي تعود جذور والديها إلى القدس ورام الله في فلسطين، أن تؤدي اليمين القانوني وهي ترتدي الثوب الفلسطيني للتأكيد على تمسكها بجذورها الفلسطينية.
وانضم إلى طليب في حفل أداء القسم العديد من الفلسطينيات-الأمريكيات، اللاتي ارتدين الثوب الفلسطيني التقليدي للتعبير عن تضامنهن وتأييديهن لها.
كما انضمت الكثير من الفلسطينيات حول العالم إلى "مبادرة الزي الفلسطيني"، التي دعت فلسطينيات لارتداء الثوب الفلسطيني التقليدي تضامنا مع طليب أثناء أدائها القسم الدستوري.
وكتبت طليب في تغريدة عبر "تويتر" "هذا حدث بالفعل، أنا عضو في الكونجرس الأمريكي، ليس سيئاً بالنسبة لفتاة من جنوب غرب ديترويت لم تكن تتحدث الإنجليزية، وهي ابنة لمهاجرين فلسطينيين".
وتوجهت طليب إلى ناخبيها بالقول "تم الأمر، لديكم رسميا عضو جديد في الكونجرس على استعداد للقتال من أجلكم، الوصول إليّ متاح منذ اليوم الأول لكل مقيم وبهذا أخدمكم.. بابي مفتوح دائما لكم".
وأعلنت طليب أنها ستنظم قريباً زيارة لأعضاء بالكونجرس إلى فلسطين للاطلاع على الأوضاع هناك.
ورشيدة طليب (42 عاما) لها تاريخ في تخطي الحواجز، ففي عام 2008 أصبحت أول مسلمة تنتخب لمجلس ميشيجان التشريعي. وقبل سنتين أخرجت من القاعة لمحاولتها مقاطعة خطاب لدونالد ترامب.
كما أنها ولدت لعائلة فلسطينية مهاجرة، وكان والدها يعمل في مصنع فورد للسيارات، وتعود جذورها إلى مدينة القدس الشرقية المحتلة، فوالدها من بلدة بيت حنينا، أما والدتها فمن رام الله وكلاهما هاجرا من فلسطين منذ عقود.
وفي أغسطس/آب الماضي، فازت رشيدة على 5 مرشحين في الحزب الديموقراطي نافسوها على عضوية الكونجرس في ديترويت، أكبر مدن ولاية ميشيجان، لملء مقعد النائب جون كونيرز الذي استقال في ديسمبر/كانون أول ٢٠١٧، وسط اتهامات أخلاقية.
وصول طليب إلى الكونجرس لم يأت من فراغ، فهي كانت أوضحت سابقا أن أسباباً شخصية دفعتها لتقديم ترشيحها، خصوصاً "الصعوبات التي يواجهها أبناؤها لإيجاد مكانتهم في بلد أصبح بشكل متزايد معادياً للمسلمين الذين يشكلون نحو 1,1% من الشعب الأمريكي"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية في وقت سابق.
وفي مايو/أيار، صرحت لشبكة "سي بي إس" نيوز الأمريكية بأن انتخابها سيوجه "رسالة قوية" لكل الولايات المتحدة، مفادها "نحن جزء لا يتجزأ من المجتمع، ونريد أن نقدم له شيئاً في المقابل مثل أي فرد آخر".
ومن جهتها، كتبت "عمر" في تغريدة على "تويتر" "قبل 23 سنة، وصلت أنا ووالدي إلى مطار في واشنطن العاصمة من مخيم للاجئين في كينيا، واليوم.. نعود إلى ذلك المطار نفسه عشية أداء اليمين القانونية كأول صومالية أمريكية في الكونجرس".
أما إلهان فبفضل قرارات مستجدة لإدارة مجلس النواب الأمريكي، فقد تمكنت الصومالية من حضور جلسة تنصيبها بحجابها.
الخطوة التي تشكل منعطفا في تاريخ بلد كان في السابق يحظر، وفق اللوائح، تغطية الرأس لأسباب دينية، داخل مجلس النواب أثناء إلقاء خطابات أو خلال عمليات التصويت، غير أن التغييرات التي أدخلها الديمقراطيون على هذه اللوائح، منح إلهان عمر، إمكانية الحضور مرتدية حجابها.
وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يعتبر هذا القرار من أوائل القرارات التي اتخذها الديمقراطيون ضمن حزمة من القواعد الجديدة لإدارة مجلس النواب، في حين أبقى المجلس على حظر القبعات داخله، وهو القرار الساري منذ عام 1837.
وكانت عمر، النائبة عن ولاية مينيسوتا، قالت، عقب انتخابها مباشرة في نوفمبر/تشرين ثان الماضي، في تغريدة عبر موقع "تويتر": "لم يضع أحد على رأسي حجابا، بل أنا من قام بذلك. إنه اختياري، ولن يكون هذا هو الحظر الأخير الذي سأعمل على إصلاحه".
وبموجب اللوائح الحالية، يسمح لإلهان عمر بارتداء حجابها داخل مبنى الكابيتول الأمريكي فقط، أي داخل مبنى المقر الرئيسي للسلطة التشريعية الفيدرالية (الكونجرس)، وليس داخل مجلس النواب حيث يلقي الأعضاء خطابات ويقومون بالتصويت، لكن بموجب حزمة لوائح الديمقراطيين الجديدة سيتغير ذلك.