إضرابات "السكك الحديدية" تتجه لدهس قانون المعاشات الفرنسي
"الجمعة السوداء" إضراب عام في وسائل المواصلات في فرنسا احتجاجا على قانون إصلاح المعاشات في فرنسا.
دعا عدد من النقابات الفرنسية إلى إضراب عام في قطاع السكك الحديدية والمترو، غدا الجمعة، تحت اسم "الجمعة السوداء"، بتوقف جميع القطارات وخطوط المترو احتجاجا على مشروع قانون المعاشات التقاعدية، والذي يتضمن عدة قطاعات بما فيها هيئة السكك الحديدية.
وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن "رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، من المفترض الإعلان، مساء الخميس، عن توقيت وطريقة المشروع، الذي يخطط لدمج 42 نظاما للمعاش التقاعدي في نظام واحد للعاملين في قطاع النقل".
- إضراب عمالي يؤخر الرحلات بمطار سخيبول الهولندي الإثنين
- القضاء ملاذ الخطوط الأيرلندية لتجنب عاصفة إضرابات مرتقبة في أوروبا
ودعت النقل المستقلة في باريس، اتحاد نقابات العمال العام، واتحاد القوى العاملة، والاتحاد الوطني لنقابات العمال المستقلة، بالاتصال مع العاملين بالقطاعات المختلفة، للانضمام إلى التعبئة العامة يوم الجمعة، والإضراب عن العمل.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن هيئة النقل في باريس تتوقع أن يكون يوم الجمعة، بمثابة تذكير لاذع بأسوأ الصراعات الاجتماعية التي شلت النقل في باريس على مدار الثلاثين عاما الماضية، كما ستكون أيضا أقوى تعبئة منذ إضراب 18 أكتوبر/تشرين الأول 2007، ضد خطط التقاعد الخاصة في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي.
من جانبها، قررت نقابات "مترو باريس" اتخاذ الخطوة الأولى لمواجهة قانون المعاش التقاعدي الذي طرحته حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكون الخطوط العريضة التي يطرحها دائما غامضة.
ووفقا للصحيفة فإن هناك عدة أيام بالفعل على أجندة للاحتجاجات، للإعراب عن السخط، مشيرة إلى دعوة الاتحاد العام للقوى العاملة في فرنسا للاحتجاج في 21 سبتمبر/أيلول الجاري، فيما نظمت المهن الحرة احتجاجات 16 سبتمبر/أيلول الجاري في باريس.
شبح الإضرابات الكبيرة عام 1995
وحذرت الصحيفة الفرنسية من اندلاع حركة احتجاجات جديدة تصعب السيطرة عليها، ووصفتها بـ"قنبلة سياسية في الأفق"، موضحة أن السلطة التنفيذية في فرنسا تعرف ذلك جيدا بأن إصلاح التقاعد الشامل يعد أكثر تفجرا والملف الأكثر حساسية في البلاد.
وسردت الصحيفة الفرنسية وقائع حركات الاحتجاجات في عهد رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه عام 1995، والتي استمرت أكثر من شهرين؛ الأمر الذي اضطر الحكومة الفرنسية آنذاك إلى سحب خطتها للإصلاح والاستقالة.
ودللت الصحيفة على واقعة أخرى في عهد ساركوزي الذي حاول إجراء اصلاح في قانون المعاشات التقاعدية ولكن دون جدوى أيضا.
من جانبه، قال رئيس الاتحاد العام للعمل في فرنسا فيليب مارتينيز، لإذاعة "إر.تي.إل" الفرنسية: "إن أفضل طريقة لحل هذه المشكلة هي الاستجابة للمطالبات ومراعاة الغضب المتزايد".
وأطلقت النقابات تحذيرات لمستخدمي وسائل النقل العام في منطقة "إيل دو فرانس" في باريس من الاضطرابات المستقبلية.