قبل عرضه في مهرجان البحر الأحمر.. Ravens يعانق الظلام والنور
يعرض في ثاني أيام مهرجان البحر الأحمر السينمائي فيلم "Ravens" في ميدان الثقافة - قاعة العروض الرئيسية بجدة.
ويتناول الفيلم السيرة الذاتية للمصور الياباني المبدع ماساهيسا فوكاسي، الذي عاش حياة مليئة بالترقب والاضطراب.
الفيلم من إخراج مارك جيل، يظهر الفيلم تحولات فوكاسي الفنية والشخصية، ليأخذنا في رحلة مثيرة عبر الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
ويجسد النجم تادانوبو أسانو شخصية فوكاسي ببراعة، ليكشف عن حياة مليئة بالصراع والإنجازات التي سُجلت بعد موته في 2012.
الغراب: صراع بين الذات والإبداع
يبدأ الفيلم بجملة شهيرة لفوكاسي "لقد أصبحت الغراب، أنا الغراب"، التي تصبح بمثابة رمز لصراعاته النفسية والفنية.
ويظهر الغراب في الفيلم ككائن ضخم متحدث، وهو تجسيد مادي لأفكار فوكاسي المظلمة التي تقوده إلى مواجهة ذاته وأفكاره الداخلية، ليحثه على الخروج من حدود المألوف والفوز بالبحث عن الحقيقة من خلال الفن.
فوكاسي يرفض التقليد
يتنقل الفيلم بين زمن فوكاسي في 1992 وأحداث حياته المبكرة في طوكيو، حيث يرفض فرض والده عليه بإدارة استوديو التصوير العائلي في هوكايدو ويقرر المضي قدمًا نحو تحدي التقاليد.
ويقرر فوكاسي أن يُظهر للعالم أن التصوير يمكن أن يكون أكثر من مجرد مهنة، بل فنًا يحمل في طياته رؤى جديدة لا حدود لها، ويصبح جزءًا من الحركة الفنية اليابانية التي انطلقت بعد الحرب.
يوكو: الحافز الذي أعاد إشعال شغفه
تلعب يوكو وانيبي دورًا محوريًا في حياة فوكاسي، حيث كانت أكثر من مجرد زوجة وعارضة أزياء، بل شريكة فنية نابعة من رحم الفكر الجريء.
وعبر علاقتها بفوكاسي، يكشف الفيلم كيف كانت تساهم في تحفيز وتوجيه مسيرته الفنية رغم التقلبات الشخصية التي مر بها، ليظل وجودها جزءًا لا يتجزأ من إبداعاته حتى بعد الطلاق.
الغراب: الصوت المظلم الذي يقوده للهاوية
يمثل الغراب في الفيلم أكثر من مجرد كائن خيالي؛ إنه الصوت الداخلي الذي يوجه فوكاسي نحو الفن الغير تقليدي.
وفي مواقف عديدة، يظهر الغراب كأداة تحفيزية تقوده نحو مغامرات فنية محفوفة بالمخاطر، مثل سلسلة الصور تحت الماء التي صورها بعد انفصاله عن يوكو، مما يعكس صراعه الدائم بين الرغبة في الحفاظ على التقليد وبين دفع حدود الإبداع.
تجسيد رائع لشخصيات معقدة
أدى تادانوبو أسانو دور فوكاسي ببراعة فريدة، حيث نقل مشاعر الصراع الداخلي والحزن العميق الذي عاناه طوال حياته.
أما يوكو تكيؤوتشي، فقد أبدعت في تجسيد شخصية يوكو وانيبي، لتصبح السند الفني العاطفي لفوكاسي، وتُظهر قدرتها على التأثير في مسيرته الفنية من خلال وجودها القوي والملهم.
لعبة الألوان بين الفرح والحزن
يُظهر فيلم "Ravens" براعة كبيرة في التصوير، حيث يساهم مدير التصوير فرناندو رويز في خلق بيئة بصرية تنقلنا إلى أعماق مشاعر فوكاسي.
تنوع الألوان بين الدافئة والباردة يعكس تحولات الفرح والحزن في حياته ويضفي طابعًا فنيًا مميزًا على الرحلة العاطفية التي يمر بها.
"Ravens" شهادة على روح الإبداع المستمرة
فيلم "Ravens" هو سيرة ذاتية ملهمة لفنان عانى كثيرًا ولكنه ترك بصمة لا تُنسى في عالم الفن.
ورغم بعض الفجوات التي قد يلاحظها المشاهدون الذين يعرفون تفاصيل حياة فوكاسي، إلا أن الفيلم يبقى تجربة سينمائية عميقة تتيح للمشاهدين التعرف على هذا الفنان الاستثنائي.
aXA6IDMuMTQ3LjY0LjE4NyA= جزيرة ام اند امز