المؤتمر العالمي للأنواع.. رزان المبارك تدعو لمستقبل يتعايش بوئام مع الطبيعة
دعت رزان المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ورائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر COP28، العالم إلى العمل التعاوني للمضي قدمًا نحو خلق مستقبل يعيش فيه العالم بوئام مع الطبيعة.
وفي كلمة عبر الفيديو خلال فعاليات المؤتمر العالمي الأول للأنواع، سلطت المبارك الضوء على العمل المهم الذي قام به الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ولجنة بقاء الأنواع في معالجة فقدان التنوع البيولوجي.
وقالت المبارك إن التقدم المحرز في إطار "كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي" والإنجازات الأخيرة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في الإمارات يؤكدان على أهمية العمل معًا.
تجدر الإشارة الى أن إطار "كونمينغ-مونتريال" العالمي للتنوع البيولوجي هو أحد مُخرجات مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي لعام 2022. ويهدف لمجابهة التدهور الخطير في الطبيعة الذي يهدد بقاء مليون نوع ويؤثر على حياة المليارات من البشر، ويتكون الإطار من أهداف عالمية يتعين تحقيقها بحلول عام 2030 وما بعده لحماية التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام.
واعتبرت المبارك أن مشاريع مثل إعادة إدخال الأنواع، واستعادة النظام البيئي، وممارسات الاستخدام المستدام، "تعتبر حيوية لتحقيق أهداف التنوع البيولوجي".
وأضافت في كلمتها: "بينما نستعد لاتفاقيات ريو والمؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة لعام 2025 الذي ينظمه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في أبوظبي، دعونا نواصل المضي قدمًا مع ReverseTheRed نحو خلق مستقبل نعيش فيه في وئام مع الطبيعة."
و"Reverse the Red" هو تحالف عالمي يهدف إلى وقف تدهور التنوع البيولوجي والحفاظ على الأنواع البرية.
التفاني لحفظ الطبيعة
وفي كلمتها قالت المبارك: "يشرفني بشدة أن أرحب بكم في المؤتمر العالمي الأول للأنواع. يمثل هذا الحدث لحظة حاسمة في جهودنا الموحدة لمعالجة الفقدان المتسارع للطبيعة والتنوع البيولوجي. أود أن أعرب عن امتناني للمنظمين لعقد هذا التجمع المحوري، ولكل واحد منكم ممن يتوافق تفانيهم في الحفاظ على الطبيعة مع المهمة الأساسية لـ"الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة"".
وتابعت: "بينما نتواصل من جميع أنحاء العالم من خلال هذا الحدث الفريد الذي يستمر 24 ساعة، فنحن هنا ليس فقط لعرض ممارسات الحفظ المثالية ودراسات الحالة، ولكن أيضًا للاستجابة للنداء العاجل لإطار كونمينغ مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي. هذا الإطار، الذي وافقت عليه الدول بالإجماع في جميع أنحاء العالم، ويلزمنا بحماية الطبيعة لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في العيش في وئام مع الطبيعة بحلول عام 2050. وتركز مناقشاتنا اليوم على الحلول العملية التي تقع في قلب عمل "لجنة بقاء الأنواع"".
وقالت: "من خلال مشاريع مثل استعادة النظم البيئية المتدهورة، وإعادة إدخال الأنواع إلى بيئاتها الأصلية، وتنفيذ ممارسات الاستخدام المستدام، تقوم "لجنة بقاء الأنواع" بإحداث تأثيرات قابلة للقياس. وتعتبر هذه المبادرات حيوية لتحقيق أهداف التنوع البيولوجي وترتبط، بطبيعتها، بأهداف العمل المناخي الواردة في اتفاق باريس".
نجاحات متعددة
وقالت إن النجاحات الأخيرة التي حققها الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، ومعاهدة الأمم المتحدة بشأن أعالي البحار، والدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، قد أكدت بالفعل على أهمية الإدارة البيئية المتكاملة."ففي الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، على سبيل المثال، أقر المجتمع العالمي بالدور الأساسي للتنوع البيولوجي والطبيعة في معالجة تغير المناخ، مما أدى إلى التزامات كبيرة مثل الاتفاق على وقف إزالة الغابات بحلول عام 2030 والتعهد بمبلغ 2.7 مليار دولار لحماية الغابات والنظم البيئية الساحلية".
وأوضحت أن "الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة" على استعداد لتعظيم تأثير هذه الاتفاقيات من خلال شبكته الواسعة التي تشمل الحكومة والمجتمع المدني والشعوب الأصلية، فضلا عن لجان الخبراء التابعة له.
وقالت إن "الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة" يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز جدول أعمال الحفظ العالمي. وتُظهر الإجراءات التي نتخذها من خلال هذه الشبكات أن حفظ الأنواع لا يقتصر فقط على تخصيص المناطق المحمية، بل يتعلق أيضًا بدمج اعتبارات التنوع البيولوجي والطبيعة في السياسات وجداول الأعمال الوطنية والدولية.
واستطردت: "بالنظر إلى المستقبل، فإن الاتفاقيات الثلاث المقرر عقدها في عام 2024 ومنتديات الحفظ الإقليمية القادمة لـ"الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة" ستعمل على تعزيز أهدافنا الاستراتيجية".
تحسين التكتيكات
وقالت "اجتماع قادة "لجنة بقاء الأنواع" في أبو ظبي سيكون حدثًا رئيسيًا لتحسين تكتيكاتنا وتعزيز استجابتنا العالمية. ولن تناقش هذه المنتديات الاستراتيجيات فحسب، بل ستركز أيضًا على الخطوات العملية التي يمكن أن يتخذها كل مشارك هنا اليوم. وبينما سنختتم هذا المؤتمر اليوم، دعونا نؤكد على الدور الحيوي الذي يلعبه "الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة"، و"لجنة بقاء الأنواع"، وتحالف Reverse the Red، ليس فقط للحفاظ على التنوع البيولوجي ولكن لتشكيل سياسة المناخ العالمية".
وتابعت: "إن جهودنا التعاونية تعتبر حاسمة لتحقيق الأهداف الطموحة للإطار العالمي للتنوع البيولوجي، وكذلك اتفاق باريس.. وأتطلع بفارغ الصبر إلى الترحيب بكل واحد منكم في "المؤتمر العالمي لحفظ الطبيعة" لعام 2025 الذي ينظمه "الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة" في أبوظبي، حيث سنحتفل بإنجازاتنا ونعزز جهودنا التعاونية لتحقيق أهدافنا الجماعية. دعونا نحافظ على هذا الزخم القوي ونواصل إحراز التقدم في رحلتنا الحيوية نحو عالم يعيش في وئام مع الطبيعة".