بعثة شرق أفريقيا للكونغو الديمقراطية.. هل تطوي صفحة التمرد؟
جدول زمني وضعه قادة مجموعة شرق أفريقيا يحدد خطوات طرد التنظيمات المسلحة، بما فيها حركة "إم 23" من شرقي الكونغو الديمقراطية.
لكن، ومع بدء العد التنازلي للجدول الزمني، يخشى خبراء ألا تقود جهود المجموعة الإقليمية لتحقيق الأهداف المنشودة في منطقة يطوقها المتمردون منذ سنوات.
ومع ذلك، تعول المجموعة على الضغط الذي من الممكن أن تمثله بعثتها إلى شرقي الكونغو الديمقراطية، لمعاضدة الجيش المحلي في مواجهة المتمردين.
ومن المتوقع نشر 100 جندي بوروندي، اليوم السبت، في منطقة ساكي على بعد 20 كيلومترا غربي غوما عاصمة إقليم شمال كيفو شرقي الكونغو الديمقراطية، المنطقة التي تعاني من تواتر هجمات المتمردين بالفترة الأخيرة.
والقوات البوروندية جزء من بعثة تعمل بتفويض من مجموعة دول شرق أفريقيا، وتضم 100 رجل مجهزين بكامل عتادهم، ومن المنتظر أن يصلو إلى غوما اليوم، وفق ما أعلنه ضابط رفيع في الجيش البوروندي.
وقال الضابط، في تصريح لإعلام فرنسي، إن هؤلاء الجنود سينتشرون قريبا في ساكي على بعد 20 كيلومترا غربي غوما، لـ"ضمان احترام وقف إطلاق النار" من جانب المتمردين، سواء المحليين أو الأجانب.
وتعاني المناطق الشرقية بالكونغو الديمقراطية من هجمات مجموعات مسلحة محلية، أبرزها حركة "23 مارس" المعروفة اختصارا بـ"إم 23"، وأجنبية في مقدمتها "تحالف القوى الديمقراطية".
كما من المتوقع أيضا أن تتمركز القوات البوروندية بمواقع في مدينتي كيتشانغا وكيلوريروي الخاضعتين لسيطرة حركة "إم 23" المتمردة.
والقوات جزء من وحدة أكبر قوامها ألف رجل، تم تجهيز ثكناتهم حتى الآن بالقرب من العاصمة البوروندية بوجمبورا، في انتظار مغادرتهم، وفق الضابط الذي أكد أن القوات "مستعدة قريبا للانتشار" في الكونغو الديمقراطية.
وينتشر ألفا جندي بوروندي بالفعل في جمهورية الكونغو الديمقراطية بموجب تفويض من مجموعة شرق أفريقيا، لكنهم جميعا يتمركزون في جنوب كيفو.
وبحسب المصدر العسكري البوروندي، فإنه يمكن زيادة كتيبة شمال كيفو لكن الخطوة تواجه صعوبات مالية.
ويأتي الوصول المنتظر للقوات البوروندية في سياق بالغ التعقيد، وفي إطار جدول زمني اعتمده رؤساء دول شرق أفريقيا قبل ثلاثة أسابيع، وينص على "انسحاب جميع الجماعات المسلحة، بما في ذلك حركة إم 23 من المنطقة بعد عملية من ثلاث خطوات، وذلك بحلول 30 مارس/ أذار الجاري.
ضغط
يعول قادة شرق أفريقيا على إحداث نوع من الضغط عبر نشر قوات عسكرية شرقي الكونغو الديمقراطية، بما يجبر المجموعات المسلحة الناشطة بالمنطقة على الانسحاب.
ففي فبراير/ شباط الماضي، دعا قادة المجموعة الإقليمية إلى "وقف فوري لإطلاق النار من جانب جميع الأطراف" وانسحاب جميع المجموعات المسلحة "بما فيها الأجنبية" من شرق الكونغو الديمقراطية.
جاء ذلك خلال اجتماع ضم، في العاصمة البورونودية بوجمبورا، رؤساء دول المجموعة التي تضم سبعة بلدان، لبحث الوضع عقب تصاعد أعمال العنف في شرق الكونغو الديمقراطية.
وفي بيانهم الختامي، دعا القادة إلى "وقف فوري لإطلاق النار من جانب جميع الأطراف" وانسحاب جميع المجموعات المسلحة "بما فيها الأجنبية"، ودعوا قادة الجيوش الاجتماع خلال أسبوع بهدف تحديد جدول زمني لهذا الانسحاب.
وحركة "إم 23" هي مليشيات كونغولية مؤلفة من أفراد ينتمون إلى عرقية التوتسي، وقد استأنفت في نهاية العام الماضي القتال متهمة كينشاسا بعدم احترام الاتفاقات الخاصة بإعادة دمج مقاتليها.
وفي يونيو/حزيران الماضي، استولت الحركة على مدينة بوناغانا الحدودية مع أوغندا، وبعد أسابيع من التهدئة تقدمت داخل إقليم روتشورو، ما دفع عشرات آلاف السكان إلى الفرار بحثا عن ملجأ آمن في مناطق مجاورة.