بعثة شرق أفريقيا للكونغو الديمقراطية.. انتهت الولاية فمتى الرحيل؟
تنتهي، الجمعة، رسميا ولاية بعثة مجموعة شرق أفريقيا للكونغو الديمقراطية، لكن على الأرض لا يزال معظم جنودها متمركزين بأماكن انتشارهم.
وهذه المهمة السريعة التي استمرت لمدة عام تقريبا، كان يعول من خلالها قادة شرق أفريقيا على إحداث نوع من الضغط عبر نشر قوات عسكرية شرقي الكونغو الديمقراطية، بما يجبر المجموعات المسلحة الناشطة بالمنطقة على الانسحاب.
وبنهاية تفويضها بأمر من كينشاسا غادر المئات من الجنود الكينيين، نهاية الأسبوع الماضي، الكونغو الديمقراطية، حيث حزم نحو 300 جندي من هذه القوات أمتعتهم وغادروا منطقة غوما باتجاه نيروبي.
والقوات الكينية كانت أول من وصل في إطار البعثة إلى المناطق المضطربة شرقي الكونغو الديمقراطية، وهم أيضا أول الراحلين عنها، لكن يبدو أن بقية القوات لا تسير على خطاهم، ما يطرح جدلا حل موعد رحيلها.
فمنذ مغادرة الجنود الكينيين تتجه الأنظار نحو قوات جنوب السودان وأوغندا وبوروندي وبقية أفراد البعثة، وسط ضبابية حول الجدول الزمني المقرر لانسحابها.
لكن مصادر مطلعة قالت لإعلام فرنسي إنه سُمح لبعض الجنود الأوغنديين والبورونديين بالبقاء على الأراضي الكونغولية.
وأوضحت المصادر أن القوات التي ستبقى تنتشر بالفعل في إطار اتفاقيات التعاون العسكري الثنائية للتصدي لمتمردي "تحالف القوى الديمقراطية"، المجموعات الأوغندية التي تؤرق شرق الكونغو الديمقراطية منذ سنوات.
وكان تدخل تلك القوات في البداية موجها ضد الجماعات المسلحة البوروندية الموجودة بالبلد الأفريقي، لكن منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شارك جنود بورونديون مع الجيش الكونغولي في عمليات بشمال كيفو (شرق) ضد متمردي "إم23".
هل نجحت؟
ذاك هو السؤال الذي يفرض نفسه في ظل نهاية مهمة مجموعة شرق أفريقيا، لكن في المقابل لا تزال إحداثيات العنف على الأرض مرتفعة نوعا ما، وإن سجل تراجعا بالأشهر الأخيرة بوتيرة هجمات المتمردين شرقي الكونغو الديمقراطية.
وخلال قمتهم الأخيرة المنعقدة في أروشا بتنزانيا، اتفق قادة مجموعة شرق أفريقيا على عدم تجديد ولاية البعثة، رضوخا عند طلب الكونغو الديمقراطية، وسط جدل حول النتائج التي حققتها في عام من نشرها.
ومع أن مهمة البعثة الأساسية كان التصدي لتمرد حركة "إم 23" (حركة 23 مارس/آذار)، إلا أن نتائجها تظل متباينة للغاية بحسب أونيسفور سيماتومبا، محلل منطقة البحيرات العظمى لمجموعة الأزمات الدولية.
نتائج محدودة، إلا أن الخبير استدرك بالقول إن البعثة "جعلت من الممكن على الأقل وقف تقدم حركة إم23، و"حتى الحصول على انسحاب جزئي".
ويوضح سيماتومبا أنه "إذا كانت مهمة القوة الإقليمية لجماعة شرق أفريقيا تستهدف هزيمة الحركة المتمردة، فإن الهزيمة ستكون أكثر من جانب مجموعة شرق أفريقيا".
كارت أحمر
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رفعت كينشاسا كارتا أحمر بوجه القوة الإقليمية المنتشرة على أراضيها، معلنة عدم التمديد لها.
ووصلت القوة الأفريقية نهاية العام الماضي إلى شرق الكونغو الديمقراطية، في ضوء تمرد حركة إم23 التي تتشكل في غالبيتها من قبيلة التوتسي.
وهزمت الحركة المتمردة في 2013، لكن مسلحيها عاودوا نشاطهم بقوة خلال الأشهر الماضية.
وفي بيان صدر إثر قمة لمجموعة شرق أفريقيا، قالت المنظمة إن "جمهورية الكونغو الديمقراطية لن تمدد مهمة القوة الإقليمية إلى ما بعد الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2023".
وطلب رؤساء الدول الأعضاء في الرابطة من قادة قوات الدفاع التابعة لها ومجموعة التنمية في أفريقيا الجنوبية، الاجتماع اليوم الجمعة، "ورفع توصياتهم في شأن المسار الواجب سلوكه لوزراء الدفاع، تمهيدا لتحويلها على قمة (رؤساء دول الرابطة) لدرسها".
و"حركة 23 مارس" التي تعرف باسمها المختصر "إم 23" هي مليشيات كونغولية مؤلفة من أفراد ينتمون إلى عرقية التوتسي، استأنفت في نهاية 2021 القتال متهمة كينشاسا بعدم احترام الاتفاقات الخاصة بإعادة دمج مقاتليها.
وفي يونيو/حزيران 2022، استولت الحركة على مدينة بوناغانا الحدودية مع أوغندا، وبعد أسابيع من التهدئة تقدمت منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه داخل إقليم روتشورو، مما دفع عشرات آلاف السكان إلى الفرار.
aXA6IDMuMTQ0LjkzLjM0IA== جزيرة ام اند امز