تمرد «إم 23».. واشنطن تقتحم خط المعارك باتصال مع الكونغو ورواندا
تحاول الولايات المتحدة، عبر جهود دبلوماسية مكثفة مع عواصم أفريقية، نزع فتيل التوتر في الكونغو الديمقراطية، إثر اشتباكات دموية.
وأمس الثلاثاء، اندلعت معارك في شرق الكونغو الديمقراطية بين الجيش ومسلّحين من حركة "إم 23" المتمرّدة، أسفرت وفق مصادر طبية محليّة عن سقوط ما لا يقلّ عن ثلاثة قتلى و38 جريحاً.
وقال عدد من سكّان بلدة بامبو الواقعة على بُعد 60 كلم إلى الشمال من غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، لوكالة "فرانس برس"، إنهم سمعوا طوال نهار الثلاثاء دويّ انفجارات ناجمة عن معارك بالأسلحة الثقيلة وأزيز رصاص ناجم عن معارك بالأسلحة الرشّاشة.
لكن المعارك هدأت مع هبوط الليل على هذه البلدة الكبيرة الواقعة في مقاطعة روتشورو. وفق ما أفاد به السكان.
من جهته، تحدث مصدر في مستشفى البلدة لـ"فرانس برس"، عبر الهاتف طالباً عدم الكشف عن اسمه: "الجيش يطلق النار (...) والمتمرّدون يردّون. لقد استقبلنا هنا في مستشفى بامبو 38 جريحاً وثلاثة قتلى، بينهم طفل".
ودارت معارك مماثلة بين الطرفين يومي الإثنين والثلاثاء في كيبومبا التي تقع إلى الجنوب من بامبو وتبعد حوالى عشرين كيلومترًا شمال عاصمة الإقليم.
وأسفرت هذه المعارك مساء الإثنين، عن تضرّر أحد خطوط التوزيع الكهربائي، ممّا أدّى لانقطاع التيّار في غوما، قبل أن يعود الثلاثاء، وفقاً لشركة الكهرباء المحلية.
وحركة "23 مارس" أو "إم 23" هي جماعة متمردة ينتمي عناصرها إلى إثنية التوتسي وتدعمها رواندا،
وتصاعدت منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في إقليم شمال كيفو حدّة المعارك بين هؤلاء المتمردين والجيش مدعوماً بجماعات مسلّحة موالية للحكومة.
على شفا كارثة
وتحرك الاشتباكات أزمة إنسانية، حيث قالت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء، اليوم الأربعاء، إن خطوط الكهرباء الرئيسية المؤدية إلى مدينة غوما بشرق الكونغو الديمقراطية انقطعت بسبب تصاعد قتال المتمردين في مكان قريب، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المستشفيات وشبكات المياه.
وأجبر القتال الأخير نحو 300 ألف شخص على الفرار من منازلهم، مما يرفع عدد النازحين بسبب تمرد حركة 23 مارس حتى الآن إلى نحو مليون، حسبما ذكرت الأمم المتحدة.
وقال جون بانيين، منسق المجتمع المدني في مقاطعة شمال كيفو: "عندما يكون هناك انقطاع للتيار الكهربائي بهذا الشكل، فهذه جريمة ضد الإنسانية. هناك مستشفيات ومحطات ضخ في المدينة تستخدم هذه الطاقة".
وأضاف أن "العواقب وخيمة على سكان غوما والنازحين في شمال كيفو".
سياسيا، تحاول الخارجية الأمريكية نزع فتيل التوتر في الكونغو الديمقراطية، إذ قالت إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث بشكل منفصل مع رئيس البلاد فيليكس تشيسيكيدي، ونظيره الرواندي بول كاغامي، وحثهما على تهدئة التوترات.
وأوضحت وزارة الخارجية أن بلينكن ناقش الوضع المضطرب والأزمة الإنسانية المتفاقمة على طول الحدود بين البلدين، وحث الجانبين على سحب القوات، في محاولة لوقف التصعيد الحالي في الكونغو الديمقراطية.