منذ 11 عاما.. سداسية برشلونة تجبر ريال مدريد على ضم رونالدو
خسارة ريال مدريد 2-6 من برشلونة في الكلاسيكو بملعب سانتياجو بيرنابيو أجبرت الفريق الملكي على ضم كريستيانو رونالدو منذ 11 عاما
سجل تاريخ 2 مايو/أيار 2009 مواجهة لا تنسى، بين ريال مدريد وبرشلونة في كلاسيكو الدوري الإسباني، أقيمت على ملعب سانتياجو بيرنابيو معقل "الملكي"، وانتهت بفوز الضيوف الكتالونيين 6-2، حيث تعد تلك المباراة من أبرز لقاءات الفريقين في العقود الأخيرة، لما ترتب عليها من نتائج.
في تلك المواجهة تعرض ريال مدريد لهزة كبيرة، ليس فقط بسبب النتيجة، لكن بسبب نتائج قبل وبعد تلك المباراة، ما أجبر النادي على ضم مجموعة لاعبين جدد خلال الميركاتو الصيفي التالي أثروا تاريخ النادي بإنجازات غير مسبوقة.
ونجحت كتيبة المدرب الإسباني بيب جوارديولا في قهر كبرياء الريال بسداسية في الجولة الـ34 لليجا، لتجبر الريال على تغيير جلده في صيف 2009، وضم مجموعة من أفضل لاعبي العالم أبرزهم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
سداسية البيرنابيو
إذا كان الريال قد تعرض لخسارة ساحقة في 2 مايو 2009، فإن الشواهد قبل اللقاء لم تكن تقول هذا، رغم أن الموسم يبقى أحد المواسم الكارثية في تاريخ النادي.
تعاقدت إدارة الميرينجي مع المدرب خواندي راموس في ديسمبر/كانون الأول خلفاً للألماني بيرند شوستر الذي رحل لسوء النتائج، لينجح المدرب الجديد خلال 18 مباراة، منذ الخسارة 0-2 في الدور الأول من البارسا، في تحقيق 17 انتصارا وتعادل وحيد، ليدخل الملكي اللقاء بفارق نقطة فقط عن المتصدر.
حتى في موقعة البيرنابيو كان الريال هو صاحب المبادرة، حين وضعته رأسية الأرجنتيني جونزالو هيجوايين في المقدمة بعد أقل من ربع ساعة عبر تلقي عرضية من الإسباني سيرخيو راموس.
لكن الوضع تغير بعدها، إذ أمطرت كتيبة جوارديولا الفريق الملكي بثلاثية في الشوط الأول، بدأت بعد 4 دقائق من الهدف المدريدي، حيث سجل الفرنسي تييري هنري بلمسة واحدة هدف تعديل النتيجة بعد تبادل للكرة مع الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي رفع الكرة بمهارة فائقة من فوق راموس الذي سقط وهو يحاول إبعادها.
بعد دقيقتين كانت رأسية القائد كارليس بويول تسجل أول تقدم للبارسا بعد عرضية تشافي هيرنانديز، ثم سجل ميسي بعد بينية من تشافي الذي اقتنص الكرة من لاسانا ديارا في مشهد لخص التفوق الكتالوني في منطقة الوسط قبل 10 دقائق من نهاية الشوط الأول.
ومع ذلك أهدر الريال أكثر من فرصة، إحداها في مواجهة مباشرة مع الحارس الإسباني فيكتور فالديز للهولندي الطائر آريين روبين المتخصص في إهدار الفرص الحاسمة في تلك السنوات، وأخرى للمهاجم الإسباني المخضرم راؤول جونزاليس في مشهد مشتبك مع مواطنه جيرارد بيكيه والبرازيلي داني ألفيس لاعبي برشلونة.
مشهد متكرر
الغريب أن بداية الشوط الثاني جاءت على نفس منوال سابقه، حيث سجل ريال مدريد هدفا رأسيا بعد 10 دقائق، عبر ركلة حرة مباشرة حولها روبين على رأس راموس لتعلن تقليص الفارق لآخر مرة في تلك الليلة.
وجاء الرد الأول من البارسا عبر هنري أيضاً وكأنه مشهد متكرر، بعد هجوم مرتد ولمسة واحدة مرت بها الكرة لداخل المرمى.
لكن الهدف الخامس كان مثل الثالث وليس الثاني، بينية متقنة من تشافي لميسي الذي انفرد وسجل في شباك الإسباني المخضرم إيكر كاسياس قبل ربع ساعة من النهاية.
ثم جاء الانهيار في مشهد الهدف السادس للمدافع بيكيه، بعرضية من الكاميروني صامويل إيتو سددها بيكيه في جسد كاسياس لتسقط ويسددها مجدداً لكن في الشباك قبل النهاية بـ8 دقائق.
حسم الليجا
تحول ريال مدريد في مشهد سيئ بعد الخسارة ليخسر في اللقاء التالي يوم 16 مايو/أيار 0-3 من فالنسيا، ليتوج البارسا بالليجا رسميا، وتتواصل بعدها سلسلة النتائج المخيبة للفريق الملكي، حيث خسر 2-3 من فياريال و1-3 من ريال مايوركا وأخيراً 1-2 من أوساسونا.
على الجانب الآخر، فاز برشلونة يوم 13 مايو بلقبه الأول في الموسم عبر الفوز 4-1 على أتلتيك بلباو في نهائي كأس الملك قبل 3 أيام من التتويج الليجا.
وفي 27 مايو، في ملعب روما الأولمبي، كان مانشستر يونايتد الإنجليزي يخسر 0-2 بثنائية إيتو وميسي، ليعلن تتويج برشلونة بدوري أبطال أوروبا لثالث مرة في تاريخه.
ثورة 2009
قرر فلورنتينو بيريز الذي عاد لرئاسة ريال مدريد في 14 مايو 2009 إحداث ثورة في الفريق الذي ودع دوري أبطال أوروبا بفضيحة ضد ليفربول تمثلت في الخسارة 0-5، بالإضافة لفضيحة الليجا، حيث أبرم مجموعة من أهم الصفقات في تاريخ النادي.
جلب بيريز كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد، وهو أفضل لاعبي العالم في 2008، ومعه البرازيلي ريكاردو كاكا من ميلان الإيطالي، وهو أفضل لاعبي العالم في 2007، وكريم بنزيمة من أولمبيك ليون الفرنسي، وهو المهاجم الذي تنافست عليه صفوة أندية أوروبا لسنوات.
ومن ليفربول، ضم تشابي ألونسو نجم وسط إسبانيا، والمدافع ألفارو أربيلوا، ومن راسينج الإسباني وألميريا ضم إيزكيل جاراي وألفارو نيجريدو بالإضافة لاستيبان جرانيرو من خيتافي، وراؤول ألبيول من فالنسيا.
على الجانب الآخر كان يتوجب رحيل مجموعة من اللاعبين، فخرج فابيو كانافارو أفضل لاعبي العالم في 2006، ورحل الثلاثي الهولندي روبين لبايرن ميونيخ الألماني وويسلي شنايدر لإنتر ميلان الإيطالي وكلاس يان هونتيلار لميلان.
بالإضافة لهؤلاء انتقل ميشيل سالجادو لبلاكبيرن روفرز وميجيل توريس لخيتافي وخافيير سافيولا إلى بنفيكا.
لكن يبقى رونالدو هو الصفقة الأبرز التي تسببت تلك المباراة الكارثية للريال في التعجيل بها، لا سيما أنه كان قريبا وقتها من الانضمام لبرشلونة، قبل أن يتدخل الملكي في اللحظات الأخيرة ويخطفه.
ورغم فشل الريال في التتويج بألقاب في 2009-2010، فإن هزة الـ2-6 كان لها دور لاحقاً فيما حققه الفريق من بطولات في المواسم التالية.