تحليل ريال مدريد وتشيلسي.. روح البطل تنقذ الرجل المريض
نجح ريال مدريد في التأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، رغم خسارته على أرضه (2-3) أمام ضيفه تشيلسي في إياب ربع النهائي.
كان لقاء الذهاب في ضيافة تشيلسي انتهى بفوز ريال مدريد (3-1)، ليتأهل الملكي بفضل تفوقه (5-4) في مجموع المباراتين.
"العين الرياضية" تقدم في السطور التالية تحليلا فنيا لمباراة ريال مدريد وتشيلسي في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا (2021-2022).
خدعة توخيل
قبل مباراة الإياب قال توماس توخيل، مدرب تشيلسي، إنه يستبعد قيام فريقه بقلب الطاولة وخطف التأهل بعد خسارته بثلاثية على ملعبه ذهابا، وهي خدعة شهيرة يلجأ لها المدربون لإبعاد الضغط عن لاعبيهم.
عادة يفضل توخيل اللعب بخطة (3-4-2-1) ومشتقاتها، بوجود رأس حربة وحيد، لكن أمام ريال مدريد غيّر الطريقة إلى (3-4-1-2) التي ساعدته على الفوز بسداسية نظيفة على ساوثهامبتون في المباراة الماضية، وبهذا بدأ تشيلسي المباراة بوجود الثنائي كاي هافيرتز وتيمو فيرنر في المقدمة ومن خلفهما ماسون ماونت.
في المقابل استمر اعتماد كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، على خطته (4-3-3) بوجود فيدريكو فالفيردي في مركز الجناح الأيمن بجوار كريم بنزيما وفينيسيوس جونيور.
وعلى الرغم من أن تصريحات أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي كشفت أنه لم ينخدع بما قاله توخيل، فإن الفريق اللندني "التهم" مضيفه المدريدي في الشوط الأول، حيث نجح لاعبو "البلوز" في تحجيم أصحاب الأرض والضغط عليهم بكثافة لمنعهم من التقدم والخروج بالكرة من مناطقهم.
وبدا وسط ريال مدريد، خاصة توني كروس، غير قادر على مجاراة 5 لاعبين في وسط ملعب تشيلسي بقيادة نجولو كانتي وماتيو كوفاسيتش، وهو ما سهل مهمة "البلوز" في السيطرة على مجريات اللعب.
افتتح تشيلسي التسجيل في الدقيقة 15 بتسديدة ذكية من ماونت، وواصل الضغط لنهاية الشوط الأول وسط تراجع تام للفريق الملكي.
ريس جيمس نجح في تعطيل أحد أهم مفاتيح لعب ريال مدريد، ألا وهو فينيسيوس، حيث عزله عن بنزيما وجعل خطورته تقتصر على الانطلاقات السريعة والمراوغات غير المنتجة.
بعد مرور 6 دقائق من الشوط الثاني استغل أنطونيو روديجر ثغرة باتت معتادة في دفاع ريال مدريد بوجود مساحات كبيرة بين اللاعبين ليضيف هدفا ثانيا، ثم أحرز ماركوس ألونسو هدفا ثالثا في الدقيقة 62 أُلغي بداعي وجود لمسة يد عليه.
لكن ريال مدريد، الذي ظل بلا خطورة تذكر، تلقى هدفا جديدا في الدقيقة 75 من توقيع تيمو فيرنر الذي تلاعب بدفاع الفريق الملكي، وبهذا أصبح تشيلسي على بعد 15 دقيقة فقط من التأهل.
انتفاضة الرجل المريض
من الناحية الفنية، تشيلسي هو الطرف الأفضل طوال المباراة تقريبا، لكن ريال مدريد احتاج فقط أن يستمد بعض القوة من روحه القتالية التي جلبت له بطاقة التأهل رغم أن ضيفه اللندني هو الأفضل بفارق لا يمكن تجاهله.
في الدقيقة 80 اخترق لوكا مودريتش دفاع تشيلسي بتمريرة ذكية بوجه القدم الخارجي وصلت عند رودريجو الذي سجل الهدف الأول لأصحاب الأرض، ليجبر الفريق اللندني على لعب وقت إضافي.
في الشوط الأول من الوقت الإضافي بدأ التحسن يظهر على شكل ريال مدريد واتضح تأثير التبديلات التي تمت في نهاية الوقت الأصلي، وعلى رأسها خروج توني كروس ودخول إدواردو كامافينجا، وإقحام لوكاس فاسكيز بدلا من ناتشو، ليلعب كارفاخال كقلب دفاع وفاسكيز كظهير أيمن.
في الدقيقة 96 لعب كريم بنزيما دور المنقذ مرة أخرى، وسجل هدف تأهل ريال مدريد، بعدما استغل تمريرة خاطفة من فينيسيوس الذي تحرر لوهلة من رقابة جيمس.
لم يستسلم تشيلسي وواصل محاولاته للخروج بنتيجة إيجابية تضعه في نصف النهائي، لكن هنا برز دور البلجيكي تيبو كورتوا، الذي استحق مجددا أن يوصف بـ"نصف الفريق" بفضل تصدياته الحاسمة للتسديدات التي أطلقها رجال توخيل في أوقات حرجة مع اقتراب المباراة من نهايتها.
كذلك عرف دفاع ريال مدريد شيئا من التماسك بعد خروج ناتشو بفضل المساندة المنضبطة من وسط الملعب، كما أن كارفاخال الذي كان يقدم أداء دفاعيا باهتا حين لعب كظهير، ظهر بشكل أفضل حين لعب كقلب دفاع، لتنتهي المباراة بتأهل الملكي رغم الخسارة مستفيدا من فوزه ذهابا 3-1.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi4xMjQg جزيرة ام اند امز