بالأرقام.. كيف بدأت أندية نصف نهائي دوري أبطال أوروبا رحلة المجد؟
قبل 19 عاماً من الآن كان ريال مدريد الإسباني بقيادة مدربه الحالي زين الدين زيدان عندما كان لاعبا يفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة التاسعة.
وقتها سجل "زيزو" هدف الفوز 2-1 على باير ليفركوزن الألماني، في جلاسكو، بينما لم تكن فرق تشيلسي أو مانشستر سيتي أو باريس سان جيرمان قد لعبت من قبل نهائي البطولة.
ولكن مع مرور عقدين على هذا اللقب التاسع، تغير الكثير، وباتت تلك الأندية منافسة قوية للريال على المجد الأوروبي، وها هي الفرق الـ3 تجد نفسها في مواجهة الفريق العريق ريال مدريد الباحث عن التتويج الـ14 في تاريخه.
ريال مدريد يفتتح مواجهات نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، الثلاثاء، ضد تشيلسي، الساعي لخوض النهائي الثالث في آخر 20 عاماً.
المباراة التي سيحتضنها ملعب ألفريدو دي ستيفانو، ستمثل أول مواجهة بين الريال وتشيلسي في دوري أبطال أوروبا، رغم حقيقة أن الفريقين تأهلا كثيراً للأدوار الحاسمة للبطولة في أخر 20 عاماً.
على الجانب الآخر، سيلتقي باريس وسيتي في فرنسا، في مواجهة تأمل فيها كتيبة بيب جوارديولا أن يحقق الفريق التأهل الأول في تاريخه لنهائي دوري أبطال أوروبا.
تشيلسي الأكثر نجاحاً
يعتبر تشيلسي أحد أبرز التجارب الناجحة في البطولات الأوروبية، لا سيما بين الثلاثي الذي يواجه ريال مدريد في الدور نصف النهائي، حيث حقق دوري أبطال أوروبا بالفعل في 2012، وتأهل قبلها لنهائي 2008 الذي خسره بركلات الترجيح ضد مانشستر يونايتد.
بالإضافة لذلك، بقي "البلوز" عنصرا دائما في المراحل الحاسمة للبطولة، من خلال التأهل لنصف النهائي في نسخ 2004 و2005 و2007 و2009 و2014، والتتويج بالدوري الأوروبي في 2013 و2019 بالإضافة للقب دوري الأبطال.
تشيلسي بدأ نجاحاته بعد انتقاله إلى ملكية الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش في بداية العقد الأول من القرن الـ21.
وبعد عامين فقط من انتقال الملكية، بات تشيلسي هو المهيمن على الكرة الإنجليزية بحقبة جوزيه مورينيو الشهيرة، والمرشح الدائم للفوز بدوري الأبطال، وهو ما حدث بالفعل.
نجاحات مانشستر سيتي
تجربة انتقال ملكية مانشستر سيتي إلى مجموعة أبوظبي للتنمية والاستثمار حدثت في عام 2008 ولازالت إلى الآن تجني ثمارها.مانشستر سيتي يتفوق على تشيلسي في عنصر مهم، وهو الاستقرار الفني والإداري، والمتمثل في الدعم الحاصل لبيب جوارديولا، مدرب الفريق الحالي، رغم فشله في أول مواسمه مع الفريق، على العكس تماماً في تشيلسي الذي قام بتغيير 14 مدربا في 18 سنة.
تشيلسي وإن كان أسرع في النجاح من سيتي فيما يخص التتويج الأول بالبريميرليج (2005) بعد عامين من تحول ملكيته إلى أبراموفيتش، فإن سيتي على الجانب الأخر، أكثر نجاحاً في فترة زمنية أقل.
سيتي حقق منذ 2008 إلى الآن، 13 سنة، 15 لقبا، منها 4 للدوري مرشحة أن تصبح 5 في خلال أسابيع قليلة بحسم اللقب.
على الجانب الآخر، حقق تشيلسي اللقب المحلي 5 مرات، لكنه ابتعد بشدة في السنوات الأخيرة عن المنافسة لصالح سيتي وليفربول.
تشيلسي فاز بـ15 لقب محلي ولكن في 18 عاماً وإن كان يتفوق أوروبياً على سيتي، وهذا أيضاً مرتبط بأن "البلوز" قبل انتقال الملكية لأبراموفيتش كان من أندية الوسط القوية وليس ناد يعاني من أجل البقاء في البريميرليج كالسيتي.
تجربة باريس سان جيرمان
في فرنسا بدأت نجاحات تجربة باريس سان جيرمان في 2011، بتحول النادي إلى ملكية مجموعة قطر للاستثمارات الرياضية.
باريس يعتبر النادي الأكثر إنفاقاً في العالم، وهو النادي الذي أبرم أغلى صفقة في التاريخ بضم نيمار دا سيلفا من برشلونة مقابل 222 مليون يورو قبل 4 سنوات، وفي نفس السنة دفع 180 مليون للتعاقد مع كيليان مبابي من موناكو.
باريس يحتفظ بنفس عادة تشيلسي في تغيير المدربين، ورغم أن تحوله إلى الملكية القطرية جاء قبل 10 سنوات فقط إلا أن الفريق نجح في التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بعد سنوات من الفشل المتواصل.
وبمقارنة ما ينفقه باريس على النجوم وما ينفقه أي ناد آخر، فإن النادي الفرنسي يسرع الخطى من أجل تحقيق المجد الأوروبي، لكن الغريب أنه دوماً ما كان يسقط بسيناريوهات غير متوقعة مثلما حدث ضد برشلونة ومانشستر يونايتد في 2017 و2019.