10 سنوات "أنستقرام".. “تيك توك" يظهر في السيلفي
يوم 6 أكتوبر المقبل يحتفل "أنستقرام" بعيد ميلاده العاشر، بعد أن سطر قصة نجاح كبيرة اجتذب خلالها نحو مليار شخص حول العالم
بعد 4 أيام يحتفل تطبيق "أنستقرام" بمرور 10 أعوام على أول ظهور له، وسط مخاوف من الشعبية المتزايدة لتطبيق الفيديوهات القصيرة "تيك توك".
ومنذ الانطلاقة الأولى لتطبيق "أنستقرام" استطاع أن يستحوذ على عقول وقلوب الملايين حول أنحاء العالم، وأصبح ضرورة لا يمكن الاستغناء عنه في كل المجالات، بداية من الشخص العادي وصولا للشركات العملاقة والماركات التجارية الكبرى.
لكن رويدا بدأ تطبيق "تيك توك" الصيني في سحب البساط من تطبيق "أنستقرام" الذي يحمل مسيرة مليئة بالإثارة والأرقام نستعرضها في هذا التقرير:
10 سنوات مرت على وجود أنستقرام في يوميات نحو مليار شخص في كل أنحاء العالم، أصبح خلالها هذا التطبيق جزءاً من حياتهم، قلب خلالها عاداتهم رأسا على عقب، سواء فيما يتعلق بالأكل أو السفر أو حتى الاستهلاك.
أطلق الأمريكيان كيفن سيستروم ومايك كريجر شبكة اجتماعية مخصصة لنشر الصور، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2010.
وكان الجديد في هذا التطبيق المخصص للهواتف الذكية أنه يوفّر "فلاتر" لتحسين إضاءة الصورة وألوانها وتفاصيلها التقنية، فتصبح الصورة كاملة ومثالية والأهم أنها فورية، على غرار ما كانت عليه صور كاميرا "بولارويد"، وبالتالي يحصل صاحبها على ردود فعل مباشرة.
بعد عامين، اشترت شركة "فيسبوك" هذا التطبيق الذي أحدث أيضاً ثورة في مجال التصوير من خلال فرض قواعده.
وأصبح أنستقرام في هذا الوقت المنصة التي يمكن من خلالها لأيّ كان أن يتولى "إخراج" صورته بواسطة الصور الذاتية "السيلفي".
حتى أن الأمر أنتجَ نوعاً جديداً من النجمات الافتراضيات، منهنّ مثلاً كيارا فيرّاني (21 مليون متابع) التي أصبحت لاحقا نجمة "لانكوم"، وكايلي جينر الأخت غير الشقيقة لعائلة كارداشيان، ويتابعها 196 مليون شخص.
ويرى رئيس "المرصد الفرنسي للعوالم الرقمية" عالِم النفس مايكل ستورا أننا "دخلنا عصر "إنترنت الواقع"، حيث لا يمكن أن نكون موجودين إلا من خلال ما ننشره على الشبكات الاجتماعية".
وتابع: "أنا أتصور سيلفي إذاً أنا موجود".
ولاحظ ستورا أن هذا السعي المحموم إلى علامات الإعجاب أو الـ"لايك" يؤدي إلى "وضع المراهقين داخل فقاعة من الكمال" تجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا "بالمستوى" اللازم.
وتابع: لكنّ هذه الآثار السلبية غالباً ما يُسكِتُها عشّاق هذه الشبكة.
منجم ذهب
سرعان ما لفت نجاح أنستقرام انتباه الشركات والعلامات التجارية. فصورة الـ"سيلفي" في احتفال توزيع جوائز الأوسكار عام 2014 مثلاً، والتي جمعت براد بيت وجنيفر لورنس وإيلين ديجينيريس، التقطت في الواقع بهاتف "سامسونج" الذكي، الجهة الراعية للمناسبة.
وباتت العلامات التجارية الفاخرة كما تلك الشعبية الخاصة بـ"الموضة السريعة" أو "فاست فاشن"، تدرك أن أنستقرام يتيح لها تحويل ملايين المستخدمين إلى زبائن لها، بفضل وظائف للتسوّق الإلكتروني يلحظها التطبيق، توجّه المستخدم إلى موقع العلامة التجارية من خلال النقر على الرابط.
ومكّن أنستقرام العلامات التجارية من أن تخاطب المستهلكين أينما كانوا، عبر هواتفهم الذكية، والأهم أنها تتواصل معهم مباشرة، من دون وسيط.
وشكّل أنستقرام منجم ذهب أيضاً لشركات المنتجات الفاخرة التي استفادت منها لتقترب أكثر من المستهلكين، وتظهر أنها في متناولهم جميعاً وليست حكراً على فئة منهم.
ومن جهتها قالت مؤرخة الموضة أودري مييه في هذا الصدد "من خلال نشر المحتوى مجاناً تنفتح هذه العلامات التجارية على الجميع، كاسرة صورة التكبّر التي كانت موصومة بها".
وكما هو بمثابة "آلة مال" للشركات ووسيلة كسب لها، تحوّل التطبيق مصدر رزق لآلاف المؤثرين من الجنسين، غالباً ما يكونون في عمر الشباب، بفضل الصور التي ينشرونها على حساباتهم، وهم يحصلون على رعاية مادية من العلامات التجارية.
وشرحت بولين بريفيز (36 عاماً)، وهي مؤثرة منذ العام 2009 في مجالي الأزياء ومستحضرات التجميل ولديها 140 ألف متابع "بعد أن يُرسلوا إليّ المُنتَج، أتولى كل الخدمة (التسويقية) له، من التصوير إلى النشر.. لم تعد العلامات التجارية بحاجة إلى الاستعانة بوكالة إعلان. نحن نهتم بكل شيء".
مدرسة للطهي
وفرض التطبيق نفسه أيضاً في عالم المطبخ وقطاع المطاعم، فغيّر حياة الطهاة وذوّاقة الطعام على السواء، وبات في إمكان أيّ كان أن ينشر صورة طبقه أو فنجان قهوته أو كوب مشروبه.
وتتابع الشابة الثلاثينية ماييل بورّاس "نحو 15 طاهياً" من بينهم آلان فاسار (نصف مليون متابع) وسيريل لينياك (مليونان ونصف مليون متابع).
وقالت "في عطلة نهاية الأسبوع، أحاول أن أطبّق بعض ما ابتكراه".
وتابعت: "يمكن متابعتها مجاناً والدخول إلى حسابهما، ويمكّنني ذلك من تنويع ما أطبخه في المعتاد".
مرشد سياحي
ويشكّل أنستقرام، واجهة عرض مثالية لمكاتب السياحة التي باتت تتكل على هذا التطبيق وعلى مستخدميه لتسويق الوجهات السياحية وتقديمها في أبهى حللها.
وتحظى المؤثرة بولين بريفيز بفرصة السفر 6 أو 7 مرات في السنة على نفقة جهات راعية، "من دون احتساب الأسفار الصغيرة السريع ليومين".
وتنشر بولين "قصصاً مصوّرة" عن هذه الرحلات، وتمدح في منشوراتها هذه الوجهة السياحية أو تلك، مبرزةً ميزّاتها وأبرز ما فيها، وطبعاً هذا لقاء أجر.
ولّى إذاً زمن المرشدين السياحيين أو الكتب التي تتضمن معلومات وخرائط عن كل وجهة، فبولين مثلاً تكتفي بالاسترشاد بما توافر من معلومات على أنستقرام: "أطلب توصيات ونصائح من المتابعين، وأبحث عبر أدوات تحديد الموقع الجغرافي".
ناشطون
خلال فترة الحجر الصحي، حقق الوقت الذي يقضيه المستخدمون في تصفّح "تويتر"، كما غيره من المنصات، قفزة ضخمة.
وبعد شهرين، طغت حركة "حياة السود مهمة" على اهتمامات مستخدمي الشبكة في الولايات المتحدة، إذ اتخذت المنصة بوضوح بعداً سياسياً لم يكن واضحاً من قبل.
في المقابل، اكتسب تطبيق "تيك توك" جمهوراً أكبر بعدما كان يجتذب الشباب والمراهقين بمقاطعه المصورة التي تتضمن رقصاً أو غناءً أو محاكاة ساخرة.
وتهدد شعبية توك توك الصاعدة بإطاحة أنستقرام عن عرشه.