متحور أوميكرون.. "الحمل الفيروسي" بريء من سرعة الانتشار
أظهرت دراسات جديدة أن السبب في سرعة انتشار أوميكرون ليس الحمل الفيروسي العالي، ولكن القدرة على التهرب من الاستجابة المناعية.
ومنذ اكتشاف متغير أوميكرون في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 بجنوب أفريقيا، أشارت الملاحظات الوبائية الأولى إلى أن البديل الجديد لفيروس SARS-Cov-2 التاجي قادر على الانتشار بسهولة أكبر من متغير دلتا.
كما سمح بالتغلب بسرعة على الأشكال الفيروسية الأخرى المتداولة حتى أصبح السلالة المهيمنة على مستوى العالم.
ومع ذلك، وفقاً للباحثين، فإن سرعة الانتشار تعود إلى قدرة أوميكرون على التهرب من جزء من الاستجابة المناعية الناجم عن التطعيم أو عن طريق العدوى المرتبطة بالمتغيرات السابقة، وفقاً لموقع " notizie" الإيطالي.
للوصول إلى هذا الاستنتاج، قيم العلماء مستويات مختلفة من الفيروسات الموجودة في أنف وحلق الأشخاص المصابين بأوميكرون، ومقارنتها بمستويات الأشخاص المصابين بسلالة دلتا.
وأظهرت المقارنة أن عدوى دلتا لها ذروة حمولة فيروسية أعلى قليلاً من عدوى أوميكرون، وليس العكس.
وجاءت هذه النتائج من دراستين مختلفتين، واحدة أجراها فريق البحث من جامعة جنيف بسويسرا بقيادة عالم الفيروسات بنجامين ماير، والأخرى من قبل مجموعة عمل أمريكية في كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة في بوسطن، بولاية ماساتشوستس نسقها إخصائي الأمراض المعدية، يوناتان جراد، وزملاؤه المؤلفون على البيانات من الرابطة الوطنية لكرة السلة، المنظمة المسؤولة عن كرة السلة للمحترفين في أمريكا الشمالية، حيث يجري الدوري اختبارات COVID-19 بشكل متكرر للاعبين والموظفين.
وبالإضافة إلى استبعاد قابلية الانتقال الأكبر المرتبطة بالحمل الفيروسي المقاس من خلال الحمض النووي الريبي الفيروسي، قارن ماير وزملاؤه أيضاً بشكل مباشر عدد الجسيمات المعدية الموجودة في العينات التي حللت لمسحات الأنف والحنجرة التي تم جمعها من الأفراد المصابين، ووجدوا أن الذين لديهم دلتا، لديهم ذروة حمولة فيروسية أعلى قليلاً من أولئك الذين لديهم أوميكرون.
كما اتخذ ماير وزملاؤه الدراسة لخطوة أبعد، فبدلاً من قياس الحمض النووي الريبي الفيروسي فقط، قاسوا أيضاً عدد جزيئات الفيروس المعدية على المسحات التي تم جمعها من مجموعة منفصلة تضم حوالي 150 شخصاً مصاباً.
ولم تجد هذه الطريقة الأكثر صرامة فرقاً كبيراً بين الأحمال الفيروسية للأفراد المطعمين المصابين بأوميكرون والمصابين بدلتا.
ويبدو أن هذه النتائج لها آثار سلبية على سياسات الحكومة بشأن العزلة بعد الإصابة، إذ فحص فريق ماير عينات من الأشخاص الذين طعموا ولكنهم أصيبوا مع ذلك بدلتا.
ووجدوا أن حوالي نصف العينات لا تزال تحمل فيروساً معدياً بعد 5 أيام من نتيجة اختبار الأفراد إيجابية.
كما وجد جراد وزملاؤه أنه بعد 5 أيام من الاختبار الإيجابي الأولي لأوميكرون، كان لدى حوالي نصف الأفراد المختبرين أحمال فيروسية عالية بما يكفي لدرجة أنهم ربما لا يزالون معديين.
وعلق جراد: "نتائج هذه الدراسات مقلقة، لأن الإرشادات التي نشرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) تسمح للأشخاص المصابين بالفيروس بإنهاء عزلهم بعد 5 أيام من اختبارهم إيجابياً أو ظهور الأعراض الأولى، وتنص الإرشادات على أن الأشخاص الذين خرجوا من العزلة يجب أن يستمروا في ارتداء الكمامة لمدة 5 أيام أخرى، لكن لا يحتاجون إلى اختبار سلبي للخروج من العزلة".
ومن نتائج إيجاد الخبراء تباينا أكبر في الحمل الفيروسي لدى الأفراد المصابين بأوميكرون أكثر من الأشخاص المصابين بدلتا، قال جراد إن هذا يعني أنه لا يوجد نهج واضح واحد يناسب الجميع.