"الرصاص الطائش".. الليبيون يتساقطون في الأفراح
يسقط بشكل شبه يومي مواطنون ليبيون بين قتيل وجريح، كهدف سهل لإطلاق للقذائف العشوائية والرصاص الطائش في المناسبات الاجتماعية.
وسجلت أغلب المستشفيات الليبية حالات إصابة متفاوتة بالأعيرة النارية بالإضافة لوفيات قُيدت كلها ضد مجهول، بسبب إطلاق النار العشوائي في المناسبات.
الأسبوع الماضي وحده سقط نحو 3 شباب قتلى وأصيب نحو 7 آخرين في مناطق مختلفة، إذ شهدت مدينة إجدابيا وفاة الشاب محمد طاهر الخفيفي بعدما أصابه عيار ناري عشوائي، وهو في طريقه لتقديم واجب العزاء.
ويوم الأربعاء الماضي، سقط مقذوف عشوائي "دانة RBJ" على مجموعة شباب في مدينة سبها تسبب في وفاة مواطنين وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة، أثناء حضورهم لعرس بحي المنشية بالمدينة.
وفي أكتوبر/تشرين الماضي، تعرض لاعب نادي أهلي طرابلس محمد العاتي لرصاصة عشوائية كادت تقضي على مستقبله الرياضي، وتقصيه خارج ملاعب كرة القدم، وفي أغسطس/آب الماضي تعرض الطفل عبدالحي لعجيلي لإصابة على مستوى العمود الفقري بعد سقوط رصاصة عشوائية عليه في مدينة العجيلات غربي البلاد.
ويقول على الطرشاني الناطق باسم الغرفة الأمنية سبها، إن نقطة أمن مركز سبها الطبي تسجل بشكل أسبوعي حالات إصابة وقتل بالرصاص العشوائي قيدت أغلبها ضد مجهولين.
وأضاف "الطرشاني" لـ"العين الإخبارية" إن هذه الحالات كلها جاءت نتيجة انتشار السلاح بين أوساط المجتمع، حيث أصبحت الرماية به تعبيرا عن الفرح أحيانا.
ولفت إلى أن الأسلحة الثقيلة والمتوسطة أصبحت تستعمل بكثرة بين الأحياء المدنية، الأمر الذي تسبب في تدخل الغرفة الأمنية عديد المرات لوقف هذا العبث بأرواح الناس.
وطالب أهالي مدينة سبها والمناطق المجاورة لها بضرورة التخلي عن مثل هذه الأعمال التي تسببت في إزهاق أرواح وبتر أطراف بعض المواطنين.
من جانبه، طالب سالم الحضيري، أحد أعيان مدينة سبها، المنطقة العسكرية بسبها، بضرورة التصدي لهذه الممارسات العبثية وإيداع من يمارسونها في السجن.
وقال "الحضيري" لـ"العين الإخبارية"، إن الرصاص العشوائي تسبب في مآس لمدينة سبها التي لا يكاد ينقضي أسبوع إلا وتشهد حادثا أليما من مثل هذه الممارسات.
واستنكرت العديد من المنظمات المحلية استعمال الذخيرة الحية بطرق عشوائية داخل الأحياء حيث أدانت منظمة فزان هذه الأعمال، وقدمت العديد من الندوات حول خطورة هذا التصرف.
ومن جانبها أصدرت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بالحكومة الليبية تعميما على الخطباء للتحذير من "انتشار ظاهرة رماية الرصاص العشوائي داخل المدن والمناطق".
كما دعا عدد من النشطاء لتفعيل قرار رئيس الأركان العامة بالجيش الليبي القاضي بتجريم إطلاق الرصاص العشوائي، وتفعيل كافة القوانين القاضية بنزع السلاح من المدنيين وأن يكون حمل السلاح حكرا على الدولة ممثلة في جيشها وشرطتها.
aXA6IDE4LjIxNy4xMTguNyA= جزيرة ام اند امز