تعافي الطلب على النفط يتجه للتباطؤ.. تحذير أخير لـ"الطاقة الدولية"
خفضت الوكالة توقعاتها لعام 2020 بمقدار 200 ألف برميل يوميا إلى 91.7 مليون برميل يوميا
قلصت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب على النفط للعام الحالي اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى الحذر بشأن وتيرة التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا.
وخفضت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا توقعاتها لعام 2020 بمقدار 200 ألف برميل يوميا إلى 91.7 مليون برميل يوميا، وهو ثاني خفض لتوقعاتها بشأن الطلب على النفط في عدة أشهر.
- استقرار أسعار النفط.. الخام الأمريكي بالقرب من 37 دولارا للبرميل
- تقديرات قاتمة من أوبك للطلب النفطي.. أزمة الفيروس مستمرة
وانخفضت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، نتيجة مخاوف بشأن تعافٍ بطيء للطلب العالمي على الوقود الذي تضرر بسبب جائحة فيروس كورونا في ظل تحذير من توقعات متشائمة من منتجي النفط الكبار.
ونزل خام القياس العالمي برنت أربعة سنتات ما يوازي 0.1% إلى 39.57 دولار للبرميل بحلول الساعة 0642 بتوقيت جرينتش في حين فقد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سنتين ما يعادل 0.1% إلى 37.24 دولار للبرميل. وأغلق الخامان على هبوط طفيف أمس.
ولكن الخسائر كانت محدودة بفعل تغطية مراكز مكشوفة قبل اجتماع مهم لمنظمة أوبك وحلفائها، فيما يعرف بأوبك+، هذا الأسبوع لبحث الامتثال لبرنامج طموح لتخفيضات الإنتاج لدعم الأسعار.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري "نتوقع تباطؤ تعافي الطلب على النفط على نحو ملحوظ في النصف الثاني من 2020 حيث تم بالفعل جني معظم المكاسب السهلة".
وأضاف التقرير "التباطؤ الاقتصادي سيحتاج شهورا لينعكس كلية...إلى جانب ذلك هناك احتمال أن تقوض موجة ثانية من الفيروس (وهو ما نشهده بالفعل في أوروبا) القدرة على التنقل مجددا".
عودة كورونا والطلب
وقالت الوكالة إن تجدد ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 وتدابير العزل العام المرتبطة بذلك، واستمرار العمل عن بعد وضعف قطاع الطيران يلحقون الضرر بالطلب.
وذكرت الوكالة أن الصين، التي رفعت إجراءات العزل العام قبل بقية الاقتصادات الكبيرة ووفرت دعما قويا للطلب العالمي، تواصل تعافيا قويا فيما ساهمت زيادة حالات الإصابة بالفيروس في الهند في أكبر تراجع للطلب منذ أبريل/ نيسان الماضي.
وأضافت أن زيادة إنتاج النفط وخفض توقعات الطلب يعنيان أيضا سحبا أبطأ من مخزونات النفط الخام التي تراكمت في ذروة إجراءات العزل العام.
وتتوقع الوكالة حاليا سحبا ضمنيا من المخزونات في النصف الثاني من العام بنحو 3.4 مليون برميل يوميا، بما يقل بنحو مليون برميل يوميا عما توقعته في الشهر الماضي، مع بلوغ مستويات المخزون في يوليو تموز بالدول المتقدمة مستويات قياسية مرتفعة مجددا.
لكن بيانات أولية لشهر أغسطس/آب كشفت أن مخزونات النفط الخام تراجعت في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان.
ومع تخفيف تخفيضات الإنتاج بين المنتجين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها مثل روسيا، زادت إمدادات النفط 1.1 مليون برميل يوميا في أغسطس/آب الماضي.
وبعد زيادات على مدى شهرين، تعثر التعافي في البلدان غير الأعضاء في اتفاق أوبك+، إذ انخفض الإنتاج في الولايات المتحدة 400 ألف برميل يوميا بعد إغلاق مرتبط بالإعصار لورا.
مستوى قياسي لمخزونات الاقتصادات المتقدمة
وذكرت الوكالة أن مخزونات النفط الخام في الدول المتقدمة بلغت مستوى قياسيا غير مسبوق في يوليو/ تموز الماضي في مؤشر على تداعي الطلب جراء الضرر الاقتصادي الناجم عن فيروس كورونا.
وقالت الوكالة "المخزونات نزلت في يونيو/ حزيران لتنهي ثلاثة أشهر من الزيادات الكبيرة وكان يُعتقد أنه بداية لفترة من الانخفاض المتدرج للمخزونات.
وتابعت "لكن عادت الزيادات في يوليو/ تموز لتصل بمخزونات القطاع في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لمستويات قياسية عند 3.225 مليار برميل".
وعدلت الوكالة بالخفض توقعاتها للسحب من المخزون للنصف الثاني من عام 2020 بنحو مليون برميل يوميا إلى 3.4 مليون برميل يوميا مشيرة إلى زيادة الإنتاج العالمي وطلب دون المتوقع.
وتشير البيانات الأولية لشهر أغسطس/ آب الماضي لانخفاض مخزونات الخام في أسواق رئيسية معينة مثل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وأن مخزونات الخام العائمة هبطت هبوطا حادا بواقع 59.9 مليون برميل إلى 168.4 مليون برميل.
ولكنها حذرت من أن "التقارير الأولية تشير لاحتمال زيادة الأحجام في سبتمبر/ أيلول".
توقعات متشائمة
وقال تشيوكي تشن كبير المحللين في سنوارد تريدينج "تظل المعنويات متشائمة في سوق النفط بسبب توقعات قاتمة لمنتجي الخام في حين أجج تزايد حالات الإصابة بكوفيد-19 من جديد في العديد من الدول المخاوف بشأن نمو أبطأ للطلب على الوقود عالميا".
ويتوقع كبار المنتجين وشركات التجارة في القطاع مستقبلا قاتما للطلب على الوقود عالميا بسبب الجائحة التي تهدد الاقتصاد العالمي وقلصت أوبك توقعاتها للطلب على النفط، في حين قالت شركة النفط الكبرى بي.بي إن الطلب ربما بلغ ذروته في 2019.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقرير شهري إن الطلب العالمي على النفط سيهوي 9.46 مليون برميل يوميا هذا العام، ارتفاعا من توقعها قبل شهر لانخفاض قدره 9.06 مليون برميل يوميا.
كما أضعف الشهية للمخاطرة مخاوف من زيادة الإمدادات العالمية بعدما تعهد القائد العسكري الليبي خليفة حفتر بإنهاء الحصار الطويل لمنشآت النفط.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjIwMSA=
جزيرة ام اند امز