المناخ أكبر المتضررين من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.. كيف؟

قال محللون إن عمليات تحويل الحاويات في البحر الأحمر لا تؤدي فقط إلى ارتفاع أسعار الشحن، بل تؤدي أيضًا إلى زيادة انبعاثات الكربون.

الناجمة عن السفن التي تتخذ مسارًا ممتدًا حول رأس الرجاء الصالح.

وعلى الرغم من النوايا الطيبة لأغلبية شركات النقل وعدد كبير من عملائها من شركات الشحن لتقليل انبعاثاتها، فإن قواعد الفيزياء البسيطة تتطلب أن الرحلة الأطول ستحرق المزيد من الوقود وتنبعث منها المزيد من الكربون.

وذكر تحليل حول تأثر شركات الشحن بالتطورات الجيوسياسية في المنطقة، أجرته شركة Sea-Intelligence، أن الانبعاثات من المرجح أن ترتفع أيضًا مع سعي شركات النقل إلى زيادة السرعات، في حين أن الانبعاثات سترتفع أيضًا مع نشر عدد متزايد من السفن الصغيرة لنفس السبب.

• «رأس العواصف» و«مقبرة السفن».. هنا طريق «رأس الرجاء الصالح»

وقال آلان مورفي، الرئيس التنفيذي لشركة Sea-Intelligence: "سيختلف التغير الفعلي في الانبعاثات بشكل كبير، اعتمادًا على مجموعات الموانئ والسفن الفردية".

ومع تجنب الممر الملاحي لقناة السويس، افترض مورفي أنه في الخط التجاري بين آسيا وكل من شمال أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، ستزيد مسافات الإبحار إلى 28400 ميل بحري و29000 ميل بحري على التوالي. ومن حيث النسبة المئوية، يمثل هذا زيادة بنسبة 31% و66% مقارنة بمسار السويس.

زيادة الانبعاثات

وقال مورفي: "إذا استخدمت شركات النقل نفس السفن بالضبط، وبنفس السرعة بالضبط، فإن النسبة المئوية للزيادة في المسافة هي نفس النسبة المئوية للزيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون".

لكن إعادة التوجيه ستتطلب سفينتين أو أربع سفينتين إضافيتين للحفاظ على الخدمة الأسبوعية، ولكن إذا لم تكن تلك متاحة على الفور، فيمكن لشركات النقل تقليل عدد السفن المطلوبة عن طريق الإبحار بسفينتها الحالية بشكل أسرع.

لكن شركة Sea-Intelligence تشير إلى أن زيادة السرعة بنسبة 1% تؤدي إلى زيادة بنسبة 2.2% في استهلاك الوقود، وبالتالي الانبعاثات.

وقال مورفي: "إذا افترضنا أن السرعة المستخدمة هي 16 عقدة، وبسبب إعادة توجيه هذه الزيادة إلى 17 عقدة، فإن ذلك يعني زيادة في السرعة بنسبة 6.3%، وهذا بدوره يعني زيادة في الانبعاثات بنسبة 14%."

وأضاف أن نوع السفينة التي يتم شحن البضائع عليها سيكون له أيضًا تأثير كبير على إجمالي الانبعاثات لكل حاوية نمطية.

ويمكن أن تصل الزيادة في الانبعاثات لكل حاوية عند الانتقال من سفينة سعتها 24000 حاوية نمطية إلى سفينة سعتها 5000 حاوية نمطية إلى 257%.

وقال مورفي: "إذا قامت شركة الشحن بحجز حمولتها على نفس السفينة قبل الأزمة، فإن التأثير يأتي من المسافة الأطول وسرعة الإبحار الأعلى".

وأوضح: "في هذه الحالة، ستشهد شركة الشحن زيادة بنسبة 50% إلى شمال أوروبا و89% إلى البحر الأبيض المتوسط".

ولكن إذا تم نقل الشحنة إلى سفينة أصغر، فإن الزيادة كانت أكبر كثيرا، مع ارتفاع الانبعاثات بنسبة 250% في الرحلة من آسيا إلى شمال أوروبا، وبنحو 350% في الرحلة من آسيا إلى البحر الأبيض المتوسط.

والسيناريو الأسوأ الذي يجمع بين جميع العوامل يمكن أن يشهد ارتفاع الانبعاثات لكل حاوية مكافئة للشحنات من آسيا وشمال أوروبا بنسبة 435٪ والبضائع من آسيا إلى البحر الأبيض المتوسط بنسبة 575٪.

وقال مورفي: "إن شركات الشحن عالقة بين المطرقة والسندان".

"إذا أرادوا نقل بضائعهم، فسيتعين عليهم قبول زيادة كبيرة في انبعاثاتهم الكربونية. ويمكنهم التخفيف من ذلك إلى حد ما، من خلال إدراكهم للسفن التي يحجزون حمولتهم عليها، ولكن من الناحية العملية لا يمكن القيام بذلك دائمًا.

وأضاف أن الحل الآخر الوحيد هو شحن كميات أقل.

"سيضمن هذا عدم زيادة انبعاثاتهم، لكن الجانب السلبي هو بالطبع أن هذا يعرض أعمالهم الأساسية للخطر، حيث لن تصل بضائعهم إلى أرفف المتاجر".