بالصور.. "الرعب الأحمر".. متحف يروي تاريخ تعذيب الإثيوبيين خلال القرن الماضي
متحف "الرعب الأحمر" في إثيوبيا يعرض صورا لطرق تعذيب المعتقلين قديما، وهياكل عظمية لمجموعة من الإثيوبيين الذين وجدوا في مقابر جماعية.
يجسد متحف "الرعب الأحمر" الذي يقع في ميدان الثورة بوسط العاصمة الإثيوبية أديس بابا، أبشع الانتهاكات التي مورست ضد الإثيوبيين في تاريخ البلاد الحديث، ويعكس كيف كان يتم التعذيب بأبشع الطرق التي أدت إلى مقتل واختفاء الكثيرين.
ويعرض المتحف صوراً لطرق التعذيب وأسماء المعتقلين، وهياكل عظمية لمجموعة من الإثيوبيين الذين وجدوا في مقابر جماعية، وكذلك أدوات التعذيب التي تم اضطهادهم وأسماء للمعتقلات والمواقع العسكرية.
وبدأت عمليات التعذيب تلك في مناطق متفرقة من البلاد، وحدثت إبان فترة "النظام الأحمر" في إثيوبيا، وهو النظام العسكري بقيادة العقيد منقستو هيلي ماريام في الفترة من 1974 إلى 1991.
وراح ضحية هذه العمليات العديد من المثقفين الإثيوبيين، وبلغت أوج قوتها عقب اندلاع الصراعات الداخلية بين الحكومة وحركات التحرر الوطني التي بدأت تنتشر في مختلف المناطق بالبلاد؛ حيث كانت تلك الجماعات تجند الشباب داخل الجامعات، وتستخدمهم لنشر أهدافها وتوزيع المنشورات التي تحث الشارع الإثيوبي على الخروج ضد "الحكومة العسكرية".
ويقول مدير المتحف فري سبت ميرد: "تلك العمليات كانت تهدف إلى محاربة الأعداء حسب النظام في تلك الفترة، وتم تعذيب المواطنين بأسوأ الأساليب، ومات حوالي نصف مليون إثيوبي في مختلف أنحاء البلاد، منهم 54 ألفاً في العاصمة أديس أبابا، وكان النظام العسكري (الدرغ) يتبع أساليب وحشية في التعذيب، وكانت أحداثاً مؤلمة، والهدف من إقامة المتحف هو تعريف الأجيال الحالية بتلك الجرائم".
وتجولت "العين الإخبارية" داخل متحف "الرعب الأحمر" الذي تأسس في عام 2010، ويجسد تاريخ ضحايا تلك المجازر، ورصدت الصور والمعلومات ومناظر الجماجم والهياكل البشرية وأساليب التعذيب التي أوضحت معالم تلك الفترة من التاريخ الإثيوبي.
ويضيف مدير المتحف: "تلك العمليات كانت من أبشع العمليات التي مرت على تاريخ البشر؛ حيث كان الشباب يعدمون أمام أسرهم، وكانت الأسر تمنع من دفن أبنائها، وكانوا يمنعونهم حتى من إقامة العزاء لهم، وكانت أغلب العمليات تقام باسم حماية الوطن ومحاربة أعداء الوطن".
ويضم المتحف العديد من الصور لجماجم دفنت في مقابر جماعية، وأدوات وأساليب التعذيب حتى صور ومعلومات عن بعض من تم إعدامهم، كما يحتوي على مواد متعددة وملابس لأفراد وجدت في بعض المعتقلات، وهياكل بشرية وجدت في مقابر جماعية كثيرة.
وعقب افتتاح المتحف قدم عدد من الأسر التي فقدت أبناءها في تلك المجازر متعلقاتهم وصورهم وسيرهم الذاتية، ومعلومات عن الفترة التي فقدوا فيها وأماكن اعتقالهم لإدارة المتحف، وهناك أسر تطوعت بتقديم جميع المعلومات عن تلك الفترة.