أساس قمم المناخ أو مبادرات الحد من التغير المناخي هو إيجاد خطة متكاملة لتجنيب الإنسانية كارثة كبرى.
لقد ارتفعت درجة حرارة كوكب الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بدرجة الحرارة، التي كانت سائدة قبل الثورة الصناعية.
وتكمن أهمية القمة العالمية للمناخ في غلاسكو باسكتلندا كل عام في كونها قمة دولية تراجع مدى التقدم أو التراجع، الذي حققه العالم في الأهداف المطلوبة للتخفيف من أعباء الأرض، وذلك منذ توقيع اتفاقية باريس الشهيرة للمناخ في عام 2015.
إن اجتماع 197 دولة -في مكان واحد أو افتراضيا- لمناقشة قضية تغير المناخ أمر شديد الأهمية، وذلك لمعرفة ما يمكن أن تفعله بلدان العالم لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها سريعا، فعالم ما بعد كورونا أصبح لزاما عليه الإيمان بالتشاركية في إيجاد حلول لمختلف القضايا والتحديات المصيرية لكوكب الأرض، كونها تهدد الجميع.
وهناك تحذيرات عدة لقادة العالم من مخاطر التقاعس عما يحدث لمناخ الكرة الأرضية، أو تجاهل الأدلة العلمية بشأن هذه المخاطر، فبعض حكومات العالم للأسف تعتبر المسألة المناخية مرتبطة بالتنازلات الاقتصادية، وهذا مفهوم غير دقيق.
وإذا لم تستطع أي قمة عالمية حول المناخ دفع الدول نحو التوصل إلى اتفاق بشأن المسائل المتنازع عليها وتقديم إجابات شافية عن الأسئلة المصيرية، فإن المساعدة المالية التي تقدم للدول النامية وتعويض البلدان الضعيفة عن خسائرها من جراء تغير المناخ، أمر لا بد منه لتغطية العجز الحاصل لديها.
وتفرض الحلول القائمة على الطبيعة نفسها بقوة على طاولة النقاش في قمة غلاسكو الاسكتلندية للمناخ بعد أيام، بحضور بابا الفاتيكان، الذي دشّن مبادرة خاصة بالمناخ.
ولعل استخدام الطبيعة لحل بعض مشكلات المناخ، كامتصاص الكربون والحماية من العواصف الرملية، بزراعة مزيد من الأشجار، شكل من أشكال المبادرات العربية الخاصة بالتغير المناخي، ونذكر في ذلك ما أعلنته الإمارات مؤخرا من مبادرة استراتيجية تسعى إلى بلوغ الحياد المناخي بحلول عام 2050، نظرا لحرصها على دعم جهود المجتمع الدولي لتحقيق التنمية المستدامة، فيما يتلاقى ذلك مع تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي في الإمارات كذلك، وفي نهاية المطاف الإسهام في خير البشرية.
وتولي الإمارات اهتماماً كبيراً لقضية التغير المناخي، إذ تم تعيين الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، مبعوثاً رسمياً لدولة الإمارات للتغير المناخي، وهو شخصية تمتلك خبرة واسعة في هذا المجال، خاصة بعد تتويجه مؤخراً بشخصية العام التنفيذية في قطاع الطاقة لعام 2021 من مؤسسة "إنرجي إنتيليجنس" العالمية.
المبادرات الهادفة للقضاء على استخدام الفحم وحماية النظم البيئية شدد على بنودها وزير الصناعة الإماراتي خلال لقائه مع نظيره، المبعوث الأمريكي للتغير المناخي وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، في نيوريوك خلال شهر يونيو الماضي، وذلك من أجل وضع حد لسلبيات تغير المناخ، ما سيضع العالم على مسار جديد نحو تحقيق نمو اقتصادي كبير منخفض الكربون، فالأمر لم يعد ترفاً، بل حاجة ضرورية توفر الحماية للكوكب وسكانه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة