انطلاقا من المبادئ العشرة، التي صاغتها الإمارات، تنهض الدولة بمشاريع واسعة تخدم المجتمع وترسم مستقبلا للخمسين عاما القادمة.
أساسيات المبادئ العشرة، التي أطلقتها الإمارات، جاءت شاملة مختلف المشاريع والبرامج الإنسانية والتنموية ونشدان العدالة والسلم والسلام، إذ ترى القيادة الإماراتية من خلال هذه القيم أنه ينبغي تسريع تبادل المعلومات وإنشاء آليات لمنع تمويل المنظمات الإرهابية، التي تهدد أمن العالم ككل.
ومن الضروري في هذا الشأن -حسب الرؤية الإماراتية- تعزيز الثقة بين الدول وبذل الجهود وتوطيد التعاون الدولي لمناهضة الإرهاب بكل أشكاله.
وقد شكّل مؤتمر السياسات العالمي، الذي استضافته الإمارات مطلع أكتوبر الجاري، مجموعة عمل تابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، كخطوة متقدمة للتصدي لرسائل التطرف، بالإضافة إلى آخر المستجدات في تركيز التحالف على كل من سوريا والعراق وغرب أفريقيا وأفغانستان.
وقد جمع المؤتمر شخصيات بارزة من قادة سياسة ورجال أعمال وأكاديميين وصحافيين على أرض الإمارات، سعوا جميعا بروح التسامح لتحقيق الصالح العام، والعمل على تكثيف جهود الأعضاء في التحالف لدحض رسائل "داعش" وفكره المتطرف، ومنعه من إعادة ترتيب صفوفه.
لدى دولة الإمارات العزم والمقدرة، وعن دراية وبصيرة في العمل مع الشركاء، لدعم جهود المجتمع الدولي في هزيمة التطرف والإرهاب، من خلال نشر قيم التسامح والتعايش والاعتدال، التي تعتبرها قيما أساسية ضمن نهج سياستها الخارجية.
من ناحية أخرى، شكّلت العلاقات بين دول الأطلسي وروسيا والصين مادة نقاش حيوية في المؤتمر حيال ما ينتظر العالم، ودول أوروبا خاصة، نتيجة ما بات يُسمى بـ"الحرب الباردة" بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، فيما يكمن التحدي الأكبر في كيفية مواجهة صعوبات سياسية وأمنية واقتصادية ومناخية أمام عالم العالم، والتي تحتاج في الأساس إلى تعاون القوى الدولية والتنسيق بينها.
هذا المؤتمر الدولي على أرض الإمارات جاء للمساعدة في تعزيز عالم أكثر انفتاحا وازدهارا وعدلا، ما يتطلب بذل جهد متواصل لفهم القوى الفاعلة والتفاعلات فيما بينها، فضلا عن استكشاف طرائق غير عدوانية لتحقيق التواصل بين الدول على المستويات كافة، مع احترام ثقافة كل دولة ومصالحها الأساسية.
وقد اكتسب المؤتمر أهمية خاصة، كون أنه عُقد بالتزامن مع استضافة الإمارات "إكسبو 2020 دبي"، أكبر حدث ثقافي في العالم، وأول إكسبو دولي يُقام في العالم العربي، الأمر الذي يعزز مكانة الإمارات المرموقة دوليا كواحة للتسامح وكوجهة ثقافية وسياسية واقتصادية.
وتوقف المؤتمر عند طفرة العولمة، التي شهدت نموا على مدى العقود الثلاثة الماضية، لتعود فتتراجع اليوم نتيجة جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية، فضلا عن تأثير الحركات اليسارية والنزعات القومية، التي حتما ستؤثر سلبا على مسار العولمة، خصوصا مع المتغيرات الديموغرافية، التي يشهدها العالم، وتراجع القوى العاملة.
مجمل القول، إن دولة الإمارات تعطي الأولوية القصوى للموضوعات والقضايا الكبرى التي تخص عالمنا المأزوم، مستمدة ذلك من تراثها الثقافي والقيمي، ودستورها، ومنظومتها التشريعية، التي تعزز مبادئ العدالة والمساواة والتسامح، ودعم العمل الإنساني والإغاثي، تماشيا مع مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
إنجازات الإمارات بلغت شأنا عاليا وراقيا، وأنّى اتجهت وتحركت لا تتوانى عن دعمها الشعوب والمجتمعات المحتاجة في أيام المحن والشدائد والكوارث الطبيعية، حتى غدت الملاذ الحقيقي لكل من قصدها، وعن يقظة واستحباب إنساني وحقوقي وبلا غفلة أو تردد، تعلو بمواقفها على كل النزوات والمؤثرات، ومبتغاها معالجة القضايا الإنسانية ومواكبة الحضارة البشرية، ذلك طموحها الأوحد على الدوام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة