محلل سياسي: أمريكا تنتهج دبلوماسية كبح النظام الإيراني
حملة دبلوماسية وضغط مالي، أعلن عنهما بومبيو في خطاب له مؤخرا، لوقف تدفق أموال تستخدمها طهران لإثراء نفسها ودعم الموت والدمار.
في خطاب بعنوان "دعم الأصوات الإيرانية"، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حملة دبلوماسية وضغطا ماليا، لوقف تدفق أموال تستخدمها طهران لإثراء نفسها ودعم الموت والدمار.
وأمام مجموعة من الأمريكيين الإيرانيين، قال بومبيو إن بلاده تحمل نفس أحلام الإيرانيين الموجودين في بلادهم، ما يشي بأن موقف واشنطن غدا حاسما بشأن المدّ التخريبي الداخلي والخارجي لطهران.
- نتنياهو: رؤية أمريكا حيال عدائية نظام إيران تغير المعادلة
- "يجب أن يرحل النظام".. هاشتاق يجتاح تويتر بإيران
علي رضا نادر، محلل السياسة الدولية لدى مؤسسة "راند" الأمريكية، قال إن عددا كبيرا من الحاضرين خلال خطاب بومبيو، رأوا في حديث الوزير فرصة لدعم الإيرانيين الذين يكافحون من أجل تحقيق الديمقراطية في بلادهم.
ومستدركا، في مقال له بمجلة "بوليتيكو" الأمريكية: "غير أن مجال تحرّك الولايات المتحدة في الداخل الإيراني يظل محدودا للغاية".
وتابع أن "الإيرانيين الشجعان هم من شاركوا في مظاهرات على مستوى البلاد، وأعلنوا حالة عصيان مدني ضد طهران منذ ديسمبر/كانون الأول 2017".
لكن، ومع أن الغضب الشعبي يظل شأنا داخليا، إلا أن نادر شدد على أن "هذا الأمر لا يعني أن واشنطن يجب عليها أن تكون متفرجًا؛ فالإيرانيون يحتاجون الدعم الأمريكي أكثر من أي وقت مضى".
وأوضح المحلل نفسه أن الإيرانيين يأملون في الإصلاح منذ أكثر من عقدين من الزمن، وأن كثير ا من الباحثين والمحللين في الغرب، دافعوا بشدة عن الأجندة الإصلاحية كحل وحيد لمعاناة الإيرانيين طويلة الأمد.
لكن اللافت هو أن حتى الاحتجاجات الأخيرة في إيران توضح، وفق المحلل، الفشل التام لتلك الأجندة، معتبرا أن "عشرات الآلاف من الإيرانيين جازفوا بأرواحهم خلال ذلك الحراك للتنديد ليس فقط بـ"المتشددين" داخل نظام الملالي، بل أيضًا بـ"الوسطيين" أو الإصلاحيين.
وفي المقال نفسه، أوضح نادر خلال المقال أن الإيرانيين يدركون الآن أكثر من أي وقت مضى، أنه لا مجال للإصلاح ببلادهم، ولكن يمكن فقط لنظام سياسي جديد تمامًا، قائم على الديمقراطية، إنقاذها من مسار أليم عرفته دول عديدة جراء تعنّت ساستها.