«عدو» في رأسك يمنع تحديث معلومات الذاكرة
مع تقدمنا في السن، يصبح النسيان تجربة شائعة، لكن التحدي يتجاوز مجرد الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة، إذ يواجه كبار السن أيضاً صعوبة أكبر وهي "إعادة دمج الذاكرة".
و"إعادة دمج الذاكرة"، هي العملية التي يتم من خلالها استدعاء الذاكرة الموجودة وتعديلها بمعلومات جديدة ثم إعادة تخزينها.
وتعد هذه العملية حيوية للحفاظ على المرونة المعرفية، مما يسمح لنا بتحديث فهمنا للعالم مع توفر معلومات جديدة.
ولسوء الحظ، تصبح هذه العملية مع تقدمنا في السن، أقل فاعلية، مما يؤدي إلى صعوبات في التكيف مع المعلومات الجديدة.
ورغم أهمية هذه "المرونة المعرفية"، فإن الآليات الكامنة وراء كيفية تحديث الذكريات، وكيف تتراجع هذه العملية مع تقدم العمر، لا تزال غير مفهومة جيدا.
وفي دراسة اختراقية نُشرت في مجلة "فورنتيرز إن موليكلر نيوروساينس"، اكتشف فريق بحث من جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية، لاعباً رئيسياً في ضعف الذاكرة المرتبط بالعمر، وهو إنزيم يعرف باسم هيستون دياسيتيلاز 3 (HDAC3).
وقد ارتبط هذا الإنزيم سابقاً بتأثيرات سلبية على تكوين الذاكرة والتعبير الجيني خلال مرحلة تعزيز الذاكرة الأولية، ومع ذلك، فإن دوره في تحديث الذاكرة، لم يكن مستكشفاً.
وركز الباحثون خلال الدراسة على كيفية تأثير حجب الإنزيم على إعادة دمج الذاكرة لدى الفئران الأكبر سناً، واكتشفوا أن تثبيطه في أثناء مرحلة إعادة الدمج يمنع الانخفاض النموذجي المرتبط بالعمر في تحديث الذاكرة.
ومن اللافت للنظر أن أداء الفئران الأكبر سناً كان على قدم المساواة مع الفئران الأصغر سناً في مهام الذاكرة، مما يشير إلى أن الإنزيم يلعب دوراً حاسماً في انخفاض قدرة الدماغ المتقدم في السن على تحديث الذكريات.
ويفتح هذا الاكتشاف إمكانيات جديدة لتطوير علاجات تهدف إلى تعزيز المرونة الإدراكية لدى كبار السن.
ومن خلال استهداف الإنزيم، قد يكون من الممكن تحسين ليس فقط انخفاض الذاكرة الطبيعي المرتبط بالعمر، ولكن أيضاً حالات مثل مرض ألزهايمر والخرف، حيث يكون تحديث الذاكرة ضعيفاً بشكل خاص.
aXA6IDEzLjU5Ljg3LjE0NSA= جزيرة ام اند امز