اللاجئون ينعشون اقتصاد ألمانيا..و44% زيادة في تأسيس الشركات
الاقتصاد الألماني تأثر إيجاباً بوصول 1.1 مليون لاجئ إلى البلاد وتوقعات بتزايد معدلات النمو.
تأثر الاقتصاد الألماني إيجاباً بوصول 1.1 مليون لاجئ إلى البلاد في 2015 و 2016، وتوقعات بتزايد معدلات النمو هذا العام، حسب بيانات المعهد الفيدرالي الألماني.
وتشير الإحصاءات إلى نمو اقتصادي بنسبة 1.9 % العام الماضي أي بمعدل أعلى من متوسط السنوات السابقة البالغ 1.4 في المائة، واستفاد النمو من جانبين، ارتفاع الإنفاق الحكومي وصعود الاستهلاك.
وتوضح بيانات نشرتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية فى عددها الصادر اليوم أنه في الجانب الأول، أنفقت الحكومة الألمانية في 2016 نحو 20 مليار يورو (21.3 مليار دولار) لاستقبال اللاجئين وإيوائهم والعناية بهم، وبهذا المبلغ يكون إجمالي المصروفات العامة ارتفع بنسبة 4.2% أي بأعلى معدل منذ 1992 وهي السنة التي تلت إعادة توحيد ألمانيا.
في الجانب الثاني ارتفع الاستهلاك 2.5 % مدفوعًا بزيادة الإنفاق الأسري ما أعطى دفعة للنمو الاقتصادي أيضاً.
على الصعيد الاستثماري كان لإسكان اللاجئين نصيب من حركة بناء المساكن الجديدة التي سجلت صعوداً بنسبة 4.3 % مقابل 2.5 % فقط لإجمالي الإنفاق الاستثماري.
ويؤكد معهد برلين الاقتصادي وغرف التجارة والصناعة أن الأثر الأكبر للاجئين في نمو الاقتصاد سيكون في 2017 والسنوات اللاحقة، إذ من المتوقع في المدى القصير خلق 500 ألف وظيفة جديدة في قطاعات الصحة والتعليم والتدريب والتجارة والأغذية.
على صعيد متصل، هبطت نسبة المواطنين الألمان الذين يعملون لحسابهم الشخصي خلال الفترة بين عامي 2005 و2015، فعندما يتعلق الأمر بتأسيس مشروع تجاري جديد، يعد الألمان أقل إقداما مقارنة بالشعب الأمريكي أو السويدي أو حتى الفرنسي، لكن مؤخرًا وبفضل الهجرة اجتاحت البلاد موجة من تأسيس الشركات الصغيرة في قطاعات المشاريع والمبادرات الحرة.
ففي عام 2015، بلغت نسبة نمو الشركات المسجلة حديثا في ألمانيا على يد مهاجرين يحملون جوازات أجنبية 44 % مقارنة بنسبة 13 % فقط في 2003.
ويقول مصدر بمؤسسة اتحاد المشروعات الصغيرة والمتوسطة الألمانية ،هناك زيادة ملحوظة في تأسيس أنشطة تجارية من السوريين والعراقيين والأفغان، مضيفاً "بعض اللاجئين جاءوا وهم يحلمون بتأسيس أعمال خاصة".
وتؤكد تقارير اتحاد الشركات الصغيرة والمتوسطة أن الدخل الذي يحصل عليه المهاجر أو اللاجئ من العمل الحر ينمو بمعدل أسرع مما لو كان يعمل لحساب آخرين، فضلا عن أن هذه الفئة تفضل القيام بأعمال تنسجم مع مؤهلاتها.
وتضيف التقارير " في العمل الحر لا يواجه اللاجئ مشكلة كبيرة في التمييز العنصري، فبعضهم ممن يحمل أسماء أجنبية يجدون صعوبة في الحصول على وظيفة عند إجراء مقابلة عمل مع شركات.
وبدوره رفع دويتشه بنك الألماني، في وقت سابق، توقعاته للنمو بألمانيا لعام 2016 إلى 1.9% من 1.7%, مشيرا إلى زيادة الهجرة، وقال إنها ستضيف نحو نصف نقطة مئوية لإجمالي نمو الاستهلاك.