تزايد الانتحار بين اللاجئين في ألمانيا
أعداد محاولات الانتحار بين اللاجئين في ألمانيا تتزايد بعد تشديد الحكومة إجراءات قبول اللاجئين للحد من تدفقهم الكثيف
رصدت وسائل إعلام ألمانية تزايد حالات الانتحار بين اللاجئين مع تشديد الحكومة لإجراءات وشروط دخول اللاجئين في الأشهر الأخيرة.
ووفق ما نقلته إذاعة "دويتش فيله" عن صحيفة "أوسنابروكر تسايتونج" في عددها اليوم الأربعاء فإن هناك زيادة كبيرة في محاولات الانتحار في ولاية ساكسونيا السفلى.
ونقلت عن وزارة الداخلية في الولاية أن 50 محاولة انتحار وقعت العام الماضي بالولاية، 4 منها أفضت إلى الموت في 13 بلدية أرسلت تقارير للوزارة بهذا الشأن من أصل 49 ولاية، في حين التزمت بقية البلديات الصمت ولم تنشر إحصاءاتها.
وبالمقارنة بعام 2015 الذي تضمن 19 محاولة انتحار بحسب ما تم تسجيله، فإن العدد يزداد بشكل كبير.
وعن الأسباب، قالت وزارة الداخلية بالولاية إنها تتعلق بالوضع النفسي والأزمات التي يعاني منها هؤلاء اللاجئون وتناول المخدرات.
كما أن اليأس وفقدان الأمل بعد رفض طلب اللجوء يكون من الأسباب أحيانا، خاصة أنهم يكتشفون أن توقعاتهم بالاندماج السريع وفرص الحياة "الذهبية" في ألمانيا ليست في محلها.
وفي هذا السياق وصف بيردند ميزوفيتش، نائب المدير التنفيذي لمنظمة "برو أزويل" التي تدافع عن اللاجئين، حال طالبي اللجوء هؤلاء بأنهم "يتحطمون وينهارون مع كل آمالهم"، لافتا إلى أن العدد الحقيقي لمحاولات الانتحار أكبر مما هو معلن بكثير.
ويؤكد ذلك كاي فيبر، من مجلس اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلى، قائلا إن صعوبة لم شمل العائلة فاقم من المشاكل؛ حيث أوقفت الحكومة الألمانية لم الشمل العائلي ضمن تشديد قوانين اللجوء عام 2016.
وشددت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل من شروط قبول اللاجئين في بلادها في محاولة للحد من تدفق اللاجئين والمهاجرين، وذلك بعد انتقادات واسعة وجهها ألمان وأحزاب لسياسة الباب المفتوح التي اتبعتها عام 2015 وأدت لتدفق نحو مليون مهاجر إلى ألمانيا.
ومع اقتراب الانتخابات العامة في سبتمبر/أيلول المقبل، والتي تطمح المستشارة في الحصول من خلالها على ولاية حكم رابعة، فإنها وافقت على عدة اقتراحات وقوانين لتشديد إجراءات وشروط قبول المهاجرين واللاجئين، ومنها تشديد الرقابة، وإطالة أمد إجراءات قبول اللجوء، واشتراط معرفة اللغة الألمانية، ووقف لم شمل العائلة الذي كان يسمح للاجئ باستقدام بعض أقاربه، وتقديم حزمة مشاريع تنموية لبعض الدول لتقبل باستضافة اللاجئين بدلا من ألمانيا، إلخ.
والأسبوع الماضي ذكرت مصادر مجلس اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلى، أن رجلا اريتريا انتحر، لأنه لم يستطع بسبب البيروقراطية وتعقيد الإجراءات شمل عائلته التي تركها في السودان، ما أصابه باليأس ودفعه للانتحار.