تهديدات إخوان تونس تتكسر على عزلة شعبية وتحذيرات رئاسية
حركة النهضة كشفت القناع عما تبطنه من إرهاب وعنف عبر تهديدات من قياداتها بأنه إما التواجد بالحكم وإما الفوضى
بعد عزلة شعبية وفرضية خروج من السلطة، كشفت حركة النهضة الإخوانية في تونس القناع عما تبطنه من إرهاب وعنف عبر تهديدات من قياداتها بأنه إما التواجد بالحكم وإما الفوضى وعدم الاستقرار بالبلاد.
وبنبرة تكشف الكثير من المخططات التدميرية للإخوان، وجه عماد الخميري الناطق باسم حركة النهضة تهديدًا مفاده بأن أي تغييب لحركة النهضة في الحكومة القادمة يساوي ضربًا للاستقرار.
إلا أن الرد جاء قاسيا من الرئيس التونسي، قيس سعيد، بأنه "من يفكر بالخروج على الشرعية يجب أن يعلم أنه سيصطدم بحائط ستتكسر عليه".
وتشهد تونس مباحثات مستمرة حول تعيين خليفة لرئيس الحكومة إلياس الفخفاخ الذي قدم استقالته مطلع الأسبوع المنقضي بعد ضغوط واتهامات له وقفت وراءها حركة النهضة بالتربح من منصبه.
ووفق مراقبين فإن رسائل القيادي الإخواني موجهة للرئيس التونسي أولا، ثم لكل من حزب التيار الديمقراطي (22 مقعدا)، وحركة الشعب القومية (18 مقعدا)، وحركة تحيا تونس (11 مقعدا) الذين عبروا عن مقاطعتهم لأي حكومة تتواجد بها حركة النهضة وذراعها العنيفة "ائتلاف الكرامة".
ولا تتردد قيادات إخوانية في التعبير عن توجهاتها العنيفة، خاصة بعد حالة العزلة السياسية والشعبية، حيث تكشف الصفحات "الفيسبوكية" للإخوان عما يكتنز باطن الحركة من عقل تخريبي، وقدرة على الذهاب إلى الاغتيالات في حال فقدت جزءا من السلطة.
ويعتقد متابعون أن هذا النهم المفرط تجاه السلطة لدى البيت الإخواني تحركه مخاوف من كشف ملفات خطيرة ارتبطت بسنوات حكمهم طيلة 10سنوات.
وتسعى حركة النهضة إلى التموقع في الحكومة منذ 2011؛ لأنها تؤمن بأن الدولة هي مجرد غنيمة للاستفادة الحزبية، وأداة للسيطرة على مفاصلها الحيوية.
وكانت قد كشفت مصادر مقربة من حكومة إلياس الفخفاخ بأن الصراع الذي قام بينه وبين حركة النهضة سببه الأساسي رفضه لتعيينات إخوانية على رأس مواقع حيوية في وزارة الداخلية التونسية.
وبينت ذات المصادر أن "النهضة" مستعدة للدفع بالبلاد الى حالة من الاحتراب الداخلي في حال فقدت السلطة، وهي مستعدة للمشاركة حتى بوزير واحد يكون دوره رقابيا لمصالح الإخوان.
من جهته، أكد العقل المدبر للإخوان، نور الدين البحيري، في تصريحات إعلامية، أن خروج حركة النهضة من السلطة يعني الاقتتال الداخلي، موجها تحذيرات مبطنة للرئيس قيس سعيد تحمل تهديدات خطيرة.
مخططات الإخوان
ولا يستبعد متابعون أن تكون نبرة التهديدات الإخوانية مرتبطة بشكل وثيق مع تنامي الخلايا التكفيرية الناشطة في تونس خلال الفترة الأخيرة والتي كشفتها وزارة الداخلية.
هذا يعطي مشروعية للسؤال الذي يطرحه أكثر من متابع وهو :ماذا تخطط حركة النهضة بعد انحسار وزنها السياسي، وانهيار شعبيتها، وعزلة رئيسها، وإمكانية خروجها من السلطة لأول مرة منذ سنة 2011؟
وخلال أسبوع واحد كشفت الداخلية التونسية عن ثلاثة مخططات خطيرة لعمليات إرهابية نوعية كانت ستستهدف مؤسسات أمنية ومحافظات في الجنوب التونسي.
كما أن الداخلية التونسية فككت في الأيام الأخيرة خلايا تكفيرية تابعة لتنظيم داعش، ولها ارتباطات بالأزمة الليبية وبؤر التوتر في سوريا والعراق.
ويعتقد خصوم حركة النهضة أنه لا يمكن الفصل بين هذه التنظيمات التي عادت تنشط بقوة في تونس دون ربطها بالتدخل العسكري التركي في ليبيا.
ويعلق الأمين العام للتيار الشعبي في تونس، زهير حمدي، قائلا "إن تركيا تسعى إلى تخريب دول شمال أفريقيا بمساعدة من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين".
وأوضح حمدي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن حركة النهضة منخرطة سياسيًا في هذه الأجندات التي زرعت شبكات الإرهاب وغذت تنامي الخلايا الإرهابية النائمة.
العنف.. سمة إخوانية
يذكر التاريخ السياسي الحديث لتونس لجوء حركة النهضة إلى رشق المواطنين بالزجاجات الحارقة في بداية تسعينيات القرن الماضي، عندما دخلت في صراعات حادة مع نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي (2011-1987).
كما أن عبد الفتاح مورو (أحد مؤسسي حركة النهضة) أعلن أن سبب ابتعاده عن الإخوان؛ لأنهم اتبعوا أسلوبا عنيفا وإرهابيا راح ضحيته العديد من التونسيين.
وأكد القيادي اليساري، منجي الرحوي، أن الغنوشي لم يتخل عن فكره التكفيري، حتى لو تظاهر بخلع جبة الإخوان ولبس ربطة عنق، مؤكدا في مداخلة برلمانية شهر يونيو/حزيران الماضي أن الإرهاب هو العقيدة الفكرية التي تبني أدبيات حركة النهضة.
وفي هذا السياق، تأتي تصريحات القيادي الإخواني عماد الخميري لتكشف فصلًا آخر من العلاقة العضوية بين الإخوان وثقافة الموت، توزعت شواهدها على أكثر من بلد عربي مثل الجزائر في سنوات الجمر، والسودان زمن حكم عمر البشير وغيرها من الدول التي كان فيها العقل الإخواني أداة للتخريب والحروب الأهلية.
رد سريع من الرئيس
وفي رد سريع على التهديات الإخوانية، قال الرئيس التونسي، الأربعاء، إنه لن يقبل أن تكون بلاده مرتعا للإرهابيين ولا أن يكون فيها عملاء يتآمرون مع الخارج ويهيئون الظروف للخروج عن الشرعية.
جاء ذلك خلال تفقده وحدة القوات الجوية واستعرض جاهزية القوات العسكرية واستعدادها للتصدي لأي اعتداءات.
وأضاف سعيد: "من يتصور أنه يمكنه أن يخرج على القانون فهذا من أضغاث الأحلام".
وأكد على ضروة أن "يواجه بالقوة كل من يتعد على الدولة التونسية، ومن يفكر بأن يتعدى بشكل من الأشكال على الشرعية من الخارج أو الداخل هناك المؤسسة العسكرية التي بها الثقة الكاملة للتصدي للمؤامرات التي تحاك بالخارج".
وأشار الى أن الفترة الأخيرة شهدت تونس الكثير من الحسابات السياسية الضيقة، مؤكدا على وجوب العمل على ضمان كرامة التونسيين وتحقيق مطالبهم المشروعة.