زلزال في رينو.. المدير الجديد يقلب الطاولة ويطيح برجل داسيا الأقوى

في خطوة بدت أقرب إلى "الصدمة المحسوبة"، كشف فرنسوا بروفوست، المدير العام الجديد لمجموعة رينو، عن أول قراراته المفصلية منذ تسلمه المنصب مطلع سبتمبر/أيلول، معلناً تغييرات عميقة في هيكل القيادة وموجهاً رسائل واضحة حول المسار الاستراتيجي للشركة.
القرار الأبرز، هو إنهاء مسيرة دينيه لو فو، الرجل الذي ارتبط اسمه بإنجازات علامة "داسيا"، الأرخص والأكثر ربحية وحيوية داخل مجموعة رينو.
لو فو، الذي كان حتى وقت قريب أحد المرشحين الأقوياء لخلافة لوكا دي ميو، غادر الشركة بعد إشادة مباشرة من بروفوست بأدائه، لكنه رفض الاستمرار داخل المجموعة، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.
ويصف محلل بنك أودو، مايكل فوندوكيديس، هذا التطور قائلاً: "إنها أخبار سيئة لرينو، لكنها لم تكن مفاجئة".
سباق الخلافة
الصراع على قيادة رينو لم يكن خفياً. ففي يوليو/تمو، تنافس بروفوست ولو فو على خلافة دي ميو، الذي اتجه نحو عالم الفخامة عبر مجموعة "كيرينغ" التابعة لعائلة بينو.
ورغم أن لو فو كان يمثل صورة المدير العملي القريب من الشارع والمستهلك، فضّل مجلس الإدارة شخصية بروفوست؛ المهندس الباريسي المتمرس في التفاوض مع الحكومات والمفوضية الأوروبية، والمتقن لبناء الشراكات الدولية، خاصة مع الفاعلين الصينيين.
نزع الضمادة دفعة واحدة
بهذه العبارة وصف مقربون من الملف قرار بروفوست المباغت، فالإعلان لم يقتصر على رحيل لو فو، بل شمل مباشرة تعيين خلف له على رأس "داسيا"، في خطوة تعكس رغبة المدير الجديد في حسم الملفات الحساسة سريعاً ومن دون تأجيل.
كاترين أدت.. رهان ألماني جديد
والبديل جاء من خارج البيت، فكاترين أدت، المحامية الألمانية التي راكمت خبرة تتجاوز ربع قرن في صناعة السيارات، معظمها داخل "مرسيدس-بنز".
وتولت قيادة "داسيا" فوراً، في إشارة إلى أن عملية الخلافة كانت قيد التحضير منذ أشهر، خصوصاً بعد توتر العلاقات بين لو فو ودي ميو قبل رحيل الأخير.
يرى مراقبون أن اختيار شخصية بخلفية ألمانية وقادمة من مدرسة "مرسيدس" يعكس رغبة رينو في الجمع بين التوجهات الأوروبية الصارمة في الجودة والابتكار وبين إستراتيجيات التوسع والربحية التي صنعت نجاح "داسيا".
طموحات المستقبل
وقرار استبعاد لو فو قد أثار خيبة لدى جزء من العاملين الذين كانوا يعتبرونه رمزاً لنجاح "داسيا" واستقرارها. لكن الإدارة فضلت الرهان على بروفوست، الذي ينظر إليه كشخصية قادرة على موازنة طموحات الشركة مع الضغوط السياسية والاقتصادية التي تحيط بصناعة السيارات في أوروبا، من التحول إلى السيارات الكهربائية وحتى التنافس مع الأسواق الآسيوية.
وتؤكد هذه القرارات أن رينو تدخل مرحلة انتقالية دقيقة، حيث لا يتعلق الأمر بمجرد تغيير أسماء في قمة الهرم، بل بإعادة صياغة فلسفة القيادة والاستراتيجية في وقت تتعرض فيه صناعة السيارات لضغوط غير مسبوقة.
فبين متطلبات التحول البيئي، المنافسة الشرسة من الصين، والضرورة الملحة لتحقيق أرباح مستقرة، تبدو خيارات بروفوست بمثابة اختبار حقيقي لقدرة رينو على البقاء لاعباً رئيسياً في السوق العالمية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOSA=
جزيرة ام اند امز