أطفال في مهب الريح.. "بوابة العين" ترصد المأساة من سوريا لميانمار
بوابة "العين" ترصد بعضا من صور الانتهاكات التي يتعرض لها أطفال سوريا والعراق واليمن وميانمار
الطفولة بكل براءتها لم تجنب أطفال سوريا والعراق واليمن وميانمار التعرض للقتل ورؤيته يوميا، فضلا عن معاناتهم أبسط الحقوق في الحياة مثل الرعاية الصحية والتعليم وغيرها.
بوابة "العين" ترصد في هذا التقرير بعضا من صور الانتهاكات التي يتعرض لها أطفال الدول الأربع.
سوريا
يعاني الأطفال السوريون القتل والتشريد والحرمان من التعليم.. ونشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" تقريرًا في 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، قدّرت فيه أنه لا يزال أكثر من 1.7 مليون طفل خارج المدرسة، و1.3 مليون طفل آخرين معرضين لخطر التسرب.
وعن معاناة الأطفال السوريين من نقص الغذاء اللازم، أشارت منظمة "يونيسيف" إلى أن حوالي 1.3 مليون طفل بحاجة للرعاية الغذائية، وفقا لتقرير المنظمة الذي نشرته في سبتمبر/أيلول 2015.
وفي الغوطة الشرقية فقط، أكد الناشط الإعلامي عامر الموهيباني، أنه يوجد 40 ألف طفل مهددون بالموت جوعا بالغوطة على غرار الطفلة سحر ضفدع البالغة من العمر 34 يوما، والتي توفيت، أمس نتيجة سوء التغذية.
ويزداد الأمر سوءًا مع غياب الأدوية لأعداد كبيرة من المرضى، لاسيما المصابين بمرض السرطان الذين يصل عددهم إلى 559 شخصًا، فيما لم يدخل منذ أكثر من 5 أشهر، أي دواء إلى مركز الرحمة، وهو المركز الوحيد لعلاج الأورام والسرطان في الغوطة، بحسب الموهيباني.
وفيما يتعلق بضحايا الحرب السورية من الأطفال، قال المدير الإقليمي لـ "يونيسيف" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غيرت كابيلاري، في مارس/آذار الماضي، إن الأطفال عانوا أكثر من غيرهم من الحرب السورية، وأكثرهم تضررا الأطفال المنفصلون عن أسرهم.
"يونيسيف" قالت في تقريرها إنها وثقت وفاة 652 طفلاً عام 2016، بزيادة بنسبة 20% عن عام 2015، لكن كابيلاري قال إن ذلك لا يمثل إلا نسبة ضئيلة من عدد الوفيات الحقيقي.
وأضاف المسؤول الأممي أنه "في عام 2016 كان طفل يموت أو يصاب بجروح خطرة كل ست ساعات في سوريا... أرقام مروعة. لكن هذه هي فقط الأرقام التي تمكنا من التحقق منها ونفترض أن عدد الضحايا من الأطفال أعلى بكثير في الواقع".
من جانبها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان حصيلة ضحايا الحرب في سوريا من الأطفال بحوالي 26.019 طفل، من آذار/ مارس 2011 حتى العام الجاري، في حين بلغت حصيلة الضحايا من الأطفال عام 2016 فقط حوالي 3.923 طفل.
وكانت الشبكة السورية نشرت تقريرا مفصلا من بداية الأزمة في مارس/آذار 2011 حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، وثقت فيه مقتل 23863 طفلا خلال تلك الفترة.
وتفصيلا، أوضح التقرير مقتل 20676 طفلا من قبل القوات الحكومية، بينهم 714 طفلا قتل برصاص قناص، وما لا يقل عن 160 طفلا بسبب التعذيب، وما لا يقل عن 276 طفلا نتيجة حصار القوات النظامية، في حين بلغ عدد المعتقلين من الأطفال ما لا يقل عن 11044 طفلا.
وعن الأطفال لدي داعش، قدر التقرير مقتل 438 طفلا، أما عدد المعتقلين لدي التنظيم فبلغ ما لا يقل عن 217 طفلا.
التقرير أوضح أيضا أن 3871 مركزا تعليميا بين مدرسة ورياض أطفال تضررت بفعل الأحداث؛ ما أدي لخروج ما يزيد عن 2.5 مليون طفل داخل البلاد من العملية التعليمية.
العراق
وإلى العراق الذي يلاقي أطفاله تقريبا المصير نفسه، فقد كشف تقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة أن ما بين 800 و900 طفل خطفوا على أيدي تنظيم داعش من مدينة الموصل العراقية وحدها في يونيو/حزيران 2015، لتدريبهم دينياً وعسكرياً.
التقرير الأممي أوضح ان الأطفال جرى تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى، لأطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات، ووضع هؤلاء في مخيمات لتلقي تكوين ديني، والثانية للأطفال ما بين الـ 10 و15 سنة، واقتيد أصحابها إلى مخيمات تدريب عسكرية، في معسكري العزة والغزلاني جنوب الموصل.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن الأشهر الستة الأولى من سنة 2015 شهدت تنفيذ 40 طفلاً من داعش لعمليات انتحارية في العراق.
الأوضاع غير المستقرة في العراق حرمت الأطفال من التعليم، وقال ممثل اليونيسيف ببغداد بيتر كوهين، في يوليو/تموز الماضي، إن القتال بين القوات العراقية وداعش حرم آلافا من الأطفال من التعليم.
وأشار كوهين إلى أن مدارس الرمادي أصبحت معطلة بنسبة واحدة من خمسة مدارس، فضلا عن 135 مدرسة طالها التخريب بسبب الإرهاب، وقرابة 800 مرفق تعليمي استخدم كملجأ لإيواء النازحين.
الأحداث الدموية التي شهدتها العراق منذ 2014، أدت إلى أن أكثر من نصف مليون طفل عراقي في حاجة إلى علاج نفسي من جراء الصدمة النفسية التي تعرضوا لها.
وقال كاريل دي روي، أحد ممثلي الأمم المتحدة: "هناك 5.7 مليون طفل عراقي في المدارس الابتدائية ونتوقع أن يحتاج 10% على الأقل من هؤلاء الأطفال إلى علاج نفسي من الصدمات التي تعرضوا لها خلال الحرب.
اليمن
لم ينجُ أطفال اليمن من مغبة الأحداث التي تشهدها البلاد، وكشفت مسودة تقرير 2016 نشرتها الأمم المتحدة في أغسطس/آب الماضي، عن أن الحوثيين والقوات المتحالفة معهم مسؤولون أيضا عن نحو ثلث إجمالي الضحايا من الأطفال الذين تحققت منهم المنظمة وعددهم 1340 طفلا.
وفي يوليو/تموز الماضي، قال شيرفين فاركي من اليونيسيف إن ما يقرب من مليوني طفل صارت أجسادهم هزيلة للغاية، صاروا عظاما ومن الصعب عليهم أن يظلوا أحياء.
وفي ذات السياق، قالت منظمة "إنقاذ الطفل" في يونيو/حزيران الماضي، 2017، إن "وباء الكوليرا بدأ يفتك بعشرات الأطفال، وبات خارج السيطرة، إنه يتسبب في إصابة طفل واحد على الأقل كل دقيقة".
وتابعت المنظمة في بيان: "إن معدلات الإصابة قد ارتفعت ثلاثة أضعاف خلال الأسبوعين الماضيين وأن 46% من الحالات الجديدة البالغة 5,477 حالة المشتبه إصابتها بالكوليرا أو الإسهامات المائية الحادة هم من الأطفال دون سن الخامسة عشرة، وهذا يعني أن 106 أطفال يصابون بالعدوى كل ساعة أو طفلاً واحداً كل 35 ثانية".
ووفقا للمنظمة، فإن أكثر من مليوني طفل مصابين بسوء التغذية الحاد "هم أكثر عرضة للمرض نظرا لضعف أجهزتهم المناعية غير القادرة على مقاومة المرض".
وبالإضافة لذلك، جند الانقلابيون الحوثيون الأطفال، ووثق تقرير التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في سبتمبر/ أيلول الماضي حوالي 630 حالة تجنيد للأطفال بين صفوف الحوثي وصالح.
ميانمار
ما بين التعذيب والتهجير والحرق، تعرض مسلمو الروهينجا لاضطهاد الجيش البورمي الذي لم يفرق بين الكبار والأطفال، الذين لم يشفع لهم صغر سنهم فيجنبهم تلك الأعمال الوحشية بحقهم.
وعن حجم الانتهاكات بحق الأطفال، قال مدير مشروع أراكان كريس ليوا: "لدينا تقارير حول وجود أطفال ماتوا بسبب سوء التغذية". ووفقًا لمشروع أراكان فإن حوالي 200 شخص قُتلوا على يد الجيش، فيما أفادت تقارير أخرى أن عدد القتلى يقارب الألف.
ومعدل الوفاة لطفل يعاني من سوء تغذية حادة يتراوح بين 30-50 %، حال لم يتم مساعدته خلال الأسابيع الأولى، حسب منظمة الصحة العالمية.
وأعلنت مؤسسات الأمم المتحدة أنها عجزت عن الحفاظ على أرواح 3 آلاف و466 من الأطفال المسجلين بقوائم المنظمة الدولية، معظمهم من أقلية الروهينجا في بلدتين بولاية أركان، بعد إغلاق الجيش للمنطقة أثناء عملياته، ردًا على هجمات شنها مسلحون على مراكز للشرطة في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أشار عمال إغاثة إلى أن الوافدين الجدد من الروهينجا إلي بنجلاديش يشملون نحو 16 ألف طفل فى سن المدرسة وأكثر من 5 آلاف طفل تحت سن الخامسة يحتاجون لتطعيمات.
كما دعا تقرير صادر عن منظمة اليونيسف إلى تحسين الوصول الإنساني لنحو 2.2 مليون طفل متأثر بالعنف في ميانمار، وإنهاء الانتهاكات المرتكبة ضد حقوق الأطفال.
وأشارت اليونيسف أيضا إلى استمرار معاناة الكثيرين من أطفال ميانمار، إذ يموت ما يصل إلى 150 طفلا تحت سن الخامسة كل يوم، فيما يعاني نحو 30% من الأطفال من سوء التغذية، ويعيش أكثر من نصف الأطفال تحت خط الفقر.
aXA6IDMuMTM4LjM2LjE2OCA= جزيرة ام اند امز