قمع احتجاجات العراق.. أسلحة تركية إيرانية لسفك دماء المتظاهرين
مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران والقوات الأمنية الخاضعة لسيطرتها تستخدم الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والقنص لإنهاء التظاهرات
كشف مسؤول أمني في رئاسة الوزراء العراقية عن وصول طائرتي شحن تركيتين محملتين بمواد مكافحة الشغب إلى مطار بغداد الدولي قبل انطلاقة موجة المظاهرات الشعبية الثانية بالعراق في ٢٥ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وانطلقت الاحتجاجات الشعبية في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول، لكنها توقفت في 8 من الشهر نفسه بعد أن أمهل المتظاهرون الحكومة العراقية أسبوعين لتنفيذ مطالبهم المتمثلة في تغيير العملية السياسية وإنهاء النفوذ الإيراني لكن الحكومة لم تستجب.
- الرئيس العراقي: عبدالمهدي وافق على تقديم استقالته وإجراء انتخابات مبكرة
- ترجيحات بطرح البرلمان العراقي سحب الثقة من الحكومة الخميس
وبدأت المظاهرات مجددا وما زالت مستمرة، حيث وصلت خلال الأيام الماضية بعد إعلان المدارس والجامعات العصيان المدني في بغداد ومدن جنوب العراق إلى ملايين المتظاهرين الذين يعتصمون في ساحة التحرير وسط العاصمة وساحات التظاهر وسط المحافظات جنوبي البلاد.
وتستخدم مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران والقوات الأمنية الخاضعة لسيطرتها الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والدهس والقنص لإنهاء التظاهرات منذ اليوم الأول لانطلاقتها، وأسفر استخدام العنف المفرط حتى الآن عن مقتل أكثر من ٢٥٠ متظاهرا بحسب إحصائيات رسمية حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادرها في وزارة الصحة العراقية.
فيما فاقت أعداد الجرحى ٨ آلاف جريح أصيب غالبيتهم بالرصاص الحي، مع وجود المئات الذين أصيبوا بالاختناق إثر تعرضهم للغاز المسيل للدموع.
وقال المسؤول الأمني في رئاسة الوزراء العراقية لـ"العين الإخبارية" إن طائرتا الشحن التركية كانتا تحملان مواد خاصة بمكافحة الشغب تكونت من ملابس خاصة بقوات مكافحة الشغب وعبوات غاز مسيل للدموع وقنابل غازية ورصاص مطاطي وعصي وهراوات، وسلمت الهدية التركية لوزارة الداخلية العراقية.
وتابع المسؤول الأمني أن "هذه الهدية كانت مقدمة صفقة عقدها العراق مع الجانب التركي لاستيراد هذه المواد لإنهاء المظاهرات"، مؤكدا أن قوات مكافحة الشغب ومليشيات الحشد الشعبي باشرت باستخدام الهدية التركية ضد المتظاهرين منذ ٢٥ أكتوبر/تشرين الأول.
وأشار المسؤول إلى أن رتلا مكونا من 35 سيارة رباعية الدفع سوداء اللون دخلت إلى العراق من منفذ المنذرية في قضاء خانقين بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد قادمة من إيران، وعلى متنها ١٤٠ خبيرا وضابطا من فيلق القدس جناح الحرس الثوري الخارجي، وقوات الباسيج، مختصين في مواجهة المظاهرات والاحتجاجات الشعبية، وقد وصل هذا الرتل إلى منطقة الجادرية وسط بغداد التي تحتضن المقرات الرئيسية وغرف عمليات فيلق القدس ومليشيات الحشد الشعبي في العراق.
وحذر المسؤول الأمني من فتنة تخطط لها مليشيا الحرس الثوري في العراق، كاشفا أنها "تستعد مع الأحزاب التابعة لإيران إلى تحشيد أتباعها، قرب مول النخيل في بغداد والانطلاق باتجاه ساحة التحرير لمواجهة المتظاهرين السلميين بشعارات مؤيدة لإيران ولمليشيات الحشد الشعبي، وقد تلقت هذه الجموع التابعة لإيران كافة الأوامر للاشتباك مع المتظاهرين السلميين".
وأضاف المسؤول، أن رئيس أركان مليشيات الحشد أبو مهدي المهندس يشرف بشكل مباشر على تنفيذ الخطة الإيرانية، وقد بدأ في تنفيذها منذ مساء الخميس من خلال زج مجموعة مكونة من مسلحي الحشد الشعبي غير المسلحين بين صفوف المتظاهرين على أنهم متظاهرون في منطقة السعدون التي تقع قرب ساحة التحرير، وتكون واجبات هذه المجموعة، الجمعة، إثارة الشغب داخل صفوف المتظاهرين السلميين في ساحة التحرير، وإعطاء الحجة للقوات الحكومية والمليشيات لمهاجمة المتظاهرين وفض اعتصامهم بتهمة إثارة الشغب.
ورغم إعلان مكتب علي السيستاني عدم مسؤوليته عن أي مظاهرات قد تنطلق باسمه الجمعة، إلا أن المسؤول الأمني العراقي أكد أن المطابع التابعة للحرس الثوري في العراق بدأت في طبع صور المرشد الإيراني خامنئي والمرجع الشيعي علي السيستاني لرفعها من قبل المتظاهرين.
شكوك حول الأسلحة المستخدمة
في غضون ذلك شككت مصادر طبية عراقية في المواد التي تتكون منها الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته قوات مكافحة الشغب خلال الأيام الماضية ضد المتظاهرين في ساحة التحرير، وفي محافظة كربلاء والمدن الأخرى جنوب العراق.
وقال الطبيب وسام الحسني الذي يقدم خدماته للمتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد لـ"العين الإخبارية" "أعراض المصابين بالغاز المسيل للدموع والقنابل الغازية التي استخدمتها القوات الأمنية خلال الأيام الماضية بكثافة ضد المتظاهرين تمثلت في احمرار العين وفقدان البصر للحظات، وحكة في الجلد وغثيان وتقيؤ، فضلا عن أن عددا من المصابين أصبحوا يعانون من التشنجات والهيجان بعد تلقيهم العلاج مجددا".
وأردف الطبيب أن "هذه الأعراض تؤكد أن الغاز المستخدم لم يكن مسيلا للدموع بل كان غازا ساما خصوصا أن هناك ارتفاعا في عدد الوفيات بسبب الاختناق"، داعيا المجتمع الدولي إلى التحقق من هذه الغازات القادمة من إيران وتركيا وحماية المتظاهرين العراقيين منها.
aXA6IDMuMTQ1LjE5Ni4xNTAg جزيرة ام اند امز