صحة
علماء يتوصلون لتقنية جديدة للقضاء على مرض السل
مهّد الباحثون في جامعة "كورنيل" بنيويورك، خلال دراسة حديثة، الطريق لاستراتيجية جديدة في تصنيع لقاحات مضادة لمرض السل.
وذلك من خلال تحليل كيفية تفاعل الخلايا المناعية للمريض مع البكتيريا التي تسبب هذا المرض المميت، وفقاً للوكالة الآسيوية الدولية للأخبار (إيه إن آي).
وقالت الوكالة، في تقرير نشرته الجمعة، إن هذه النتائج الجديدة تم التوصل لها في مختبر الدكتور ديفيد راسل، الأستاذ في قسم علم الأحياء الدقيقة والمناعة في كلية الطب بـ"كورنيل"، ونُشرت في مجلة الطب التجريبي الأمريكية.
وأشارت الوكالة إلى أنه على مدى سنوات، سعى مختبر راسل إلى الكشف عن الكيفية التي تصيب بها المتفطرة السلية، وهي البكتيريا المسببة لمرض السل، المريض بالعدوى، وقدرتها على الاستمرار في التكاثر داخل الخلايا المضيفة، والتي عادةً ما تكون خلايا مناعية تسمى البلاعم.
وجمعت الدراسة بين أداتين تحليليتين جديدتين تستهدف كل منهما جانباً مختلفاً من العلاقة بين البكتيريا المسببة للمرض والخلايا المضيفة: وهي بكتيريا المتفطرة السلية التي تتوهج بألوان مختلفة اعتماداً على مدى إجهادها في البيئة الموجودة فيها، وتسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية.
ونقلت الوكالة عن الدكتور راسل قوله: "لأول مرة على الإطلاق، يتم الجمع بين هاتين الطريقتين لتحليل الخلايا المناعية المصابة بالمتفطرة السلية من عدوى في الجسم الحي".
وبعد إصابة الفئران بالمتفطرة السلية، تمكن فريق راسل من جمع الخلايا المناعية (البلاعم) المصابة من الرئة، والتفريق بين الخلايا التي عززت نمو البكتيريا وتلك التي احتوت على بكتيريا مجهدة، وذلك بعدما وجدوا أن البكتيريا التي تنمو وتتكاثر تتحرك بشكل سريع وذات لون أحمر متوهج، فيما لم تنمو البكتيريا المجهدة ذات اللون الأخضر.
وبعد ذلك، قام الباحثون بأخذ مجموعتي البلاعم المصابة لإخضاعهما لتحليل تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية.
وعندما قارن العلماء بيانات تسلسل خلية البلاعم مع النمط الظاهري للبكتيريا، وجدوا ارتباطاً شبه كامل بين حالة اللياقة البدنية للبكتيريا وقدرتها على التكاثر في الخلية المضيفة.
كما شهدت البلاعم التي تحتوي على بكتيريا خضراء تعبيراً عن جينات معروفة بأنها تثبط نمو البكتيريا، في حين أن البلاعم التي احتوت على بكتيريا حمراء كان لديها تعبيراً عن جينات معروفة بتعزيز النمو.
واستناداً على هذه النتائج، فإن الباحثين في مختبر الدكتور راسل يخططون لبدء العمل للتوصل لعلاجات جديدة لهذا المرض المميت، وذلك من خلال استخدام بعض المركبات التي قد تكون مفيدة في تعديل الاستجابة المناعية للتوصل للقاحات تساعد جهاز المناعة على حماية الجسم من المرض.
وأكدت الدراسة أن هذه النتائج تعد بمثابة حجر أساس قوي لكيفية تأثير مسببات الأمراض على الخلايا المناعية، مما يسمح بإجراء فحص شامل على مختلف مسببات الأمراض الأخرى.
وقال راسل إن "هذا النهج مرن للغاية ويمكن استخدامه في دراسة أي مسببات أمراض أخرى داخل الخلايا المناعية، بما في ذلك الفيروسات، وهو قابل للتطبيق بسهولة على أي نموذج".