الإنفلونزا خطر على الحوامل.. تعرفي على السر
أوضح باحثون من جامعة رويال ملبورن للتكنولوجيا (RMIT) السبب وراء قدرة الإنفلونزا في أن تتسبب بمضاعفات خطيرة خلال فترة الحمل
مع اقتراب فصل الشتاء وموسم الإنفلونزا والتوقعات بزيادة حالات الإصابة بالمرض إلى جانب "كوفيد-19"، ينبه خبراء الصحة الفئات الأكثر عرضة للخطر بضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية، ومن بينهم النساء الحوامل.
وأوضح باحثون من جامعة رويال ملبورن للتكنولوجيا (RMIT) السبب وراء قدرة الإنفلونزا في أن تتسبب بمضاعفات خطيرة خلال فترة الحمل، مرجحين أن الفيروس لا يبقي بالجهاز التنفسي فحسب، بل ينتشر عبر الجسم.
وأظهرت الدراسة، المنشورة بدورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، أن عدوى فيروس الإنفلونزا (IAV) تتسبب في حدوث مضاعفات خلال فترة الحمل وما بعدها، بالرغم من عدم انتقال العدوى العمودية عبر المشيمة.
وأشار موقع "نيوز ميديكال"، الذي يغطي الشؤون الصحية، إلى أنه حتى لو لم يؤثر الفيروس على الجنين بشكل مباشر، لازال يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة بجسم الأم.
وتقدم الدراسة معلومات جديدة حول السبب وراء إصابة بعض الأمهات وأطفالهن الذين لم يولدوا بعد بمضاعفات خطيرة عند الإصابة بالإنفلونزا، ويمكنها مساعدة العلماء الذين يعملون على زيادة فهمهم لكيفية انتشار "كوفيد-19" من الرئتين إلى باقي أجزاء الجسم.
وتسلط نتائج الدراسة، التي جاءت من التجارب على نماذج حيوانية، الضوء على كيف يمكن للفيروس الانتقال من الرئتين إلى أجهزة الجسم الأخرى، متسببًا في أمراض بالغة محتملة، وقال فريق الباحثين إن الفيروس ينتقل من الرئتين عبر الأوعية الدموية إلى الدورة الدموية، متسببًا في استجابة مناعية مفرطة ضارة.
ولاحظ الفريق تأثير الفيروس على الفئران، سواء كن حوامل أم لا، ووجدوا أن العدوى لدى الفئران غير الحوامل تمكنت من معالجة ذاتها واقتصر تواجدها على الرئتين.
أما بالنسبة للفئران الحوامل، شق الفيروس طريقه إلى أجزاء أخرى من الجسم من خلال الأوعية الدموية الرئيسية للأم، من بينها الشريان الأورطي، متسببًا في الإصابة بالتهابات.
وتتمدد الأوعية الدموية الصحيحة بنحو 90 إلى 100% للسماح بتدفق الدم بحرية، بينما تتمدد الأوعية الدموية المصابة بعدوى الإنفلونزا أو تعمل بنسبة 20 لـ30% فقط، ونتيجة لذلك، تتسبب العدوى في عاصفة بالأوعية المحيطية، مع زيادة محفزات الالتهابات وتدفق خلايا الدم البيضاء.
وبصرف النظر عن العاصفة الوعائية، فقد تأثرت الدورة الدموية، وترجح الدراسة أن نظام الأوعية الدموية يكون مركز المضاعفات المدمرة المحتملة التي تتسبب فيها الإنفلونزا خلال الحمل.
وخلال الحمل، تفرز المشيمة بروتينات والحمض النووي للجنين بدم الأم، متسببة في التهابات. وقال فريق الباحثين بالدراسة إن عدوى الإنفلونزا قد تزيد من الالتهابات، متسببة في التهاب جهازي شامل.
وأشارت الدراسة إلى أن كل ذلك قد يؤدي بدوره إلى تأخر نمو المشيمة، فضلًا عن تقييد النمو داخل الرحم، فضلًا عن مضاعفات أخرى تتضمن نقص الأكسجين في دماغ الجنين، وزيادة العوامل المرتبطة بالإصابة بمقدمات ما قبل تسمم الحمل.
ويعتقد الباحثون أن الدراسة قد تمهد الطريق أمام تطوير عقارات تستهدف التهابات الأوعية الدموية، وهو ما من شأنه مساعدة النساء الحوامل اللاتي يعانين عدوى الإنفلونزا.
aXA6IDMuMTUuMjI1LjE3NyA= جزيرة ام اند امز