استقالة وزير أحرج النظام في إيران
قبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الثلاثاء، استقالة وزير كان قائدا سابقا في الحرس الثوري بعد أن وضع حكومته في حرج بالغ.
واستقال اليوم وزير النقل والتنمية الحضرية الجنرال رستم قاسمي، الذي ظهر الشهر الماضي مع امرأة لم تكن ترتدي الحجاب.
وارتداء الحجاب إلزامي للمرأة في إيران وقد تم التأكيد على الالتزام به مرات عديدة في عهد حكومة رئيسي، لكن زاد من وقع الأمر الاحتجاجات التي تشهدها البلاد على خلفية مقتل الشابة الكردية مهسا أميني خلال احتجازها من قبل شرطة الأخلاق بسبب عدم ارتداء الحجاب.
وتشهد البلاد منذ مقتل أميني قبل 3 أشهر احتجاجات عارمة، وبات خلع الحجاب أحد أبرز أشكال الاحتجاج خلالها.
وقال بيان للرئاسة الإيرانية إن "إبراهيم رئيسي وافق على طلب استقالة وزير النقل والطرق والتنمية الحضرية رستم قاسمي، وتعيين شهريار أفندي زاده مسيرًا لأمور الوزارة لحين اختيار وزير جديد".
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، قال الرئيس الإيراني إنه يوافق على استقالته "إثر تفاقم مرض" الوزير، وأعرب عن أمله في "الاستفادة من قدرات رستم قاسمي بعد شفائه التام".
والمفارقة أن النظام الإيراني قد برر وفاة أميني كنتاج لمرض أصابها في الطفولة، في معرض نفيه المسؤولية وراء مقتلها.
وتم الإعلان عن نبأ استقالة رستمي بينما أثار نشر صوره في ماليزيا مع امرأة لم ترتدي الحجاب جدلاً بين المسؤولين الإيرانيين.
وتحول الاعتراض على الحجاب الإلزامي إلى شعارات مناهضة للحكومة وأثناء القمع الشديد، بحسب منظمات حقوقية، قتل أكثر من 40 شخصاً حتى الآن، ما جعل الصورة التي تعود لعام 2011 لامرأة بلا حجاب بجانب رستم قاسمي، تتحول لأزمة حكومية أثارت انتقادات للحكومة، بما في ذلك داخلها.
وفي مسعى لإخماد الأزمة أشيع خبر مرض الوزير، وحينها طلب النائب إقبال شكري من الرئيس النظر في الأمر واتخاذ "قرار آخر" إذا كان قاسمي غير قادر على القيام بالعمل، مضيفاً "أنه إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات، فهناك احتمال لعزله".
وفي ظل انتقادات شديدة لوزير النقل والطرق والتنمية الحضرية، إلا أن صحيفة الدولة الإيرانية اعتبرت نشر الصور من عمل "تيارات سياسية وعناصر غامضة" تنوي القيام بـ "حركات منحازة" ضد "المجتهدين والعاملين" في حكومة رئيسي.
وكتبت صحيفة "إيران" الحكومية "بغض النظر عن صحة الصور، ما هو الغرض من نشر صور شخص خاصة بخلاف الأغراض السياسية القذرة؟"
وبشكل عام يشكو المعارضون في إيران من أن الحكومة تمارس ضغوطًا متكررة على منتقديها وخصومها بسبب حياتهم الخاصة بطرق مختلفة.
من هو رستم قاسمي؟
وكان رستم قاسمي من كبار قادة الحرس الثوري، ورئيس مؤسسة خاتم الأنبياء الذراع الاقتصادية للحرس، وانتخب وزيراً للنفط من قبل الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد في الدورة العاشرة لرئاسة الجمهورية.
وأُدرج قاسمي في قائمة عقوبات الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وفي هذا الصدد قال إنه "منع بسبب مسؤوليته في مؤسسة خاتم الأنبياء".
كما قال عن مسؤوليته في الحرس الثوري الإيراني: "أنا لست شخصية عسكرية، لكنني أعتبر نفسي وصيًا للثروة الوطنية وقيم الحرس الثوري".
واعتبر قاسمي أن وجوده في الحرب يرجع في الغالب إلى أنشطة البناء والدعم، وأضاف أنه تعامل أيضًا مع العمل في مؤسسة خاتم الأنبياء بملابسه المدنية و"نادرًا ما كان يرتدي الملابس العسكرية في هذه السنوات".
وقال إنه خلال زيارة الزعيم الإيراني علي خامنئي، ارتدى زياً عسكرياً إلى منطقة عسلوية شمال حقل غاز بارس الجنوبي جنوب إيران".
مزاعم الفساد
وفي سبتمبر/أيلول من هذا العام، ومع نشر خبر اعتقال محمد قاسم مكارم شيرازي، المفتش الخاص ومستشار وزير النقل والطرق والتنمية العمرانية، واجه قاسمي ردود فعل كثيرة.
واتهم مكارم شيرازي بالفساد المالي وقيل إن "عملاء وزارة المخابرات الإيرانية حاصروا مكارم شيرازي على موعد "لتلقي رشوة" باليورو.
وفي الوقت نفسه، رد رستم قاسمي، على هذه القضية بإعلان بعد انتقاد صمته حيال هذا الأمر، واصفاً التصريحات بأنها "تكهنات" وقال إن "أصالتها غير معروفة ومؤكدة".
وطالب وسائل الإعلام بالامتناع عن "التكهنات التي لا أساس لها" حتى تثبت التهم أمام القضاء، و "الإضرار بسمعة الناس".
وبعد هذا التعليق، اختفى عن أعين الجمهور لفترة، وقيل إنه بسبب "دخوله" إلى المستشفى، لكن لم يكن هذا هو الاتهام الوحيد وعندما كان قاسمي وزيرا للنفط في حكومة أحمدي نجاد، واجه أسئلة حول مبيعات النفط.
aXA6IDMuMTYuODIuMTgyIA== جزيرة ام اند امز