طبيب أطفال يكشف لـ"العين الإخبارية" كل شيء عن الفيروس التنفسي المخلوي (حوار)
أثار الفيروس التنفسي المخلوي في الآونة الأخيرة قلقاً في بعض المجتمعات، خصوصاً لدى تلاميذ المدارس الذين تشيع العدوى بينهم بشكل سريع.
يقول خبير طب الأطفال سامح أمين في حوارٍ مع "العين الإخبارية" إنَّ الالتهاب التنفسي أحد الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال والبالغين أيضاً.
وفي حواره يشرح أمين أسباب المرض وأعراضه بالإضافة إلى أساليب الوقاية والعلاج، وإلى نص الحوار:
ما هو الفيروس التنفسي المخلوي؟
فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، ويسمّى أيضاً الفيروس المخلوي التنفسي البشري (hRSV)، هو فيروس شائع ومعدٍ يسبب التهابات في الجهاز التنفسي وخصوصاً لدى الرضع.
ومتى ينشط هذا الفيروس؟
عادة ما تكون معدلات الإصابة أعلى خلال أشهر الشتاء الباردة، ما يتسبب في التهاب القصيبات لدى الرضع ونزلات البرد الشائعة لدى البالغين وأمراض الجهاز التنفسي الأكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي لدى كبار السن ومرضى نقص المناعة.
وهل يعد مرضاً معدياً؟
يعد RSV من الأمراض المعدية التي تتفشي بشكل كبير ما لم يُحتوى أو يُسَيطر عليه سريعاً، وقد يستمر الفيروس في الانتشار لمدة تصل إلى أربعة أسابيع.
يصيب الفيروس الجهاز التنفسي العلوي والسفلي بعد العدوى الأولية عن طريق العين أو الأنف، ما يتسبب في التهاب وتلف الخلايا وانسداد مجرى الهواء.
ومتى اكتُشِف المرض لأول مرة؟
اكتُشِف فيروس RSV لأول مرة في عام 1956 عندما عُزِل الفيروس من مجموعة من الشمبانزي المصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وأطلقوا حينها على الفيروس CCA (عامل الشمبانزي Coryza).
وفي عام 1957، تمّ تحديد هذا الفيروس نفسه من قبل روبرت م. شانوك في الأطفال الذين يعانون من مرض التهاب الجهاز التنفسي.
ماذا عن الأعراض؟
يمكن أن تظهر عدوى RSV في شكل مجموعة متنوعة من العلامات والأعراض التي تتراوح من عدوى خفيفة في الجهاز التنفسي العلوي إلى عدوى الجهاز التنفسي السفلي الشديدة والتي قد تهدد الحياة والتي تتطلب دخول المستشفى ووضع المريض على جهاز التنفس الصناعي.
وتتمثل أعراض الإصابة لدى الأطفال في احتقان وسيلان الأنف والسعال والتنفس المزعج والحمى منخفضة الدرجة مع التهاب الحلق وملتحمة العين.
أما في حالة إصابة الجهاز التنفسي السفلي، مثل التهاب القصيبات أو الالتهاب الرئوي الفيروسي أو الخناق، فتصبح الأعراض أشد وأكثر خطورة.
ومع الأسف فإن الرضع هم الأكثر عرضة لخطر تطور المرض وحينها يصبح الطفل غير قادر على الرضاعة بشكل كافٍ، وقد تظهر أيضًا عليه علامات الجفاف.
وما هي طرق الوقاية؟
تشمل تدابير الوقاية الرئيسية غسل اليدين وتجنب الاتصال الوثيق مع الأفراد المصابين.
حالياً، لا يوجد لقاح ضد RSV، لكن العديد منها قيد التطوير.
وكيف يتم علاج الطفل المصاب بالمرض؟
يتم علاج المصاب في المقام الأول عن طريق دعم الجهاز التنفسي وتحسين مناعة المريض، من خلال دعم التنفس بالأكسجين عالي التدفق للأنف، حسب الحاجة.
أما في حالات فشل الجهاز التنفسي الشديد، قد نحتاج لإدخال أنبوب التنفس والتهوية في القصبة الهوائية للمصاب مع شفط إفرازات الجهاز التنفسي.
وقد نحتاج أحياناً لاستخدام موسعات الشعب الهوائية لعلاج الأزيز التنفسي المصاحب لعدوى الفيروس المخلوي التنفسي، ويعد عقار Ribavirin هو الدواء الوحيد المضاد للفيروسات المرخص حالياً لعلاج RSV عند الأطفال، على الرغم من أن استخدامه لا يزال محل جدل كبير.
هل يتسبب المرض لأي مضاعفات؟
مع التعرّض للإصابة بالمرض لفترات طويلة، فإن الأطفال يصبحون عرضة لخطر الإصابة بالربو وحساسية الصدر ومضاعفات حادة بالجهاز العصبي وهي من الأمراض المزمنة التي قد تستمر حتى مرحلة البلوغ.
aXA6IDMuMTQyLjUzLjE1MSA= جزيرة ام اند امز