بعد ترميم 14 عاما.. مصر تفتتح هرم "زوسر" للزيارة
هرم زوسر يتميز بمعماره المشيد على شكل مدرجات ومصاطب، فهو أقدم مبنى حجري ضخم في التاريخ
افتتح رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزير السياحة والآثار المصري خالد العناني، الخميس، هرم زوسر المدرج بمنطقة سقارة، بعد الانتهاء من أعمال الترميم التي استغرقت نحو 14 عاماً.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد بمنطقة سقارة: "ترميم المناطق الأثرية من أولويات الدولة المصرية، بهدف الحفاظ على التراث وجذب مزيد من حركة السياحة الوافدة إلى مصر".
وأكد أن مشروعات ترميم الآثار لا تقل أهمية عن المشروعات القومية التي تنفذها مصر في مختلف المحافظات، مشيرا إلى افتتاح المعبد اليهودي إلياهو هانبي والمتحف القومي للحضارة، إضافة إلى الاستعدادات لافتتاح المتحف الكبير نهاية العام الجاري.
وأعرب رئيس الحكومة المصرية عن فخره بافتتاح هرم زوسر الذي يعد أقدم مبنى حجري في التاريخ والانتهاء من أعمال الترميم بعد 14 عاماً.
وأوضح الدكتور خالد العناني أن أعمال الترميم لهرم زوسر المدرج تضمنت ترميما خارجيا وداخليا، وتطوير مسارات الدخول المؤدية للهرم والممرات الداخلية بالهرم، إضافة إلى ترميم دقيق للتابوت الحجري والحوائط وسلالم المدخل الشرقي والجنوبي من الخارج.
وأشار إلى أن أعمال تطوير منطقة سقارة تمت وفقاً لخطة لتقديم خدمات أفضل للزائرين بالتعاون مع القطاع الخاص.
وشُيد هرم زوسر في القرن 27 قبل الميلاد، بجبانة سقارة الواقعة شمال غربي مدينة ممفيس القديمة، من أجل دفن الملك زوسر ثاني ملوك الأسرة الـ3 الفرعونية بالدولة القديمة.
وتعود فكرة تشييد هرم زوسر المدرج إلى المهندس والطبيب "أمحتب" المعروف في مصر القديمة بمهندس المجموعة الجنائزية في أهرامات الجيزة؛ أمحتب كان يعمل وزيراً لدى الملك زوسر وقام بتشييد الهرم من أجله.
ويتميز هرم زوسر بمعماره المميز بشكل المدرجات والمصاطب، ويعد أقدم مبنى حجري ضخم في التاريخ، وظل زوسر وهرمه لهما مكانة مختلفة في تاريخ مصر القديمة رغم تشييد عشرات الأهرامات في منطقة الجيزة.
اكتشف المهندس الإيطالي غيرولانو سيجاتو مدخل هرم زوسر المدرج وممراته خلال عام 1821، وعثر وقتها على بقايا لمومياء الملك زوسر من جمجمة وقدم مهشمة، بعد إزاحة الأتربة والرمال من أعلى الهرم.
وبدأت أعمال ترميم هرم زوسر في 2016، وتوقفت خلال 2011 وعادت مرة أخرى خلال 2013.
وشملت الترميمات توثيقا لجميع وحدات الهرم والمقبرة الجنوبية، وترميما وتطويرا هندسيا دقيقا للواجهات الجنوبية والغربية والشمالية والشرقية، إضافة إلى إصلاح الحوائط والأعمدة والممرات وإزالة الرديم وتنظيف الممرات لمعالجة التصدعات والشروخ في داخل وخارج الهرم.