"العناني" يستعرض مشروعات ترميم الآثار المصرية بالمنظمة الفرانكفونية
وزير الآثار المصري يؤكد سعي بلاده لمعالجة جذور النزاعات في أفريقيا، وإعادة بناء السلام لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بدول القارة.
استعرض الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، المشروعات الجارية لترميم الآثار الفرعونية والمسيحية واليهودية والإسلامية، وكذلك إنشاء المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة المصرية المزمع افتتاحهما عام2020، خلال إلقائه بيان مصر أمام القمة الـ17 لرؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للفرانكفونية، والتي عُقدت في العاصمة الأرمينية "يريفان" يومي 11و 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتحدث العناني عن الخلفية التاريخية للشخصية المصرية التي تتميز بالتعددية من حيث التسامح وقبول واحترام الآخر، فضلا عن الحضارات المتنوعة التي تعاقبت على مصر، وموقعها الجغرافي المتميز الذي طالما جعلها مستقرا، ووجهة للعديد من الشعوب على مدار التاريخ، وأكد أن مصر تحتضن في الوقت الراهن أكثر من 5 ملايين مواطن من دول الجوار الشقيقة.
وأكد وزير الآثار المصري، في البيان الذي ألقاه أمام العديد من القادة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء بالمنظمة، على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بأهمية إيلاء التعليم والصحة والثقافة أهمية قصوى؛ نظرا لكونها الأدوات الرئيسية لتحقيق طموحات الشعب المصري، وبصفة خاصة الشباب، وكذلك حرص الرئيس على النهوض وتمكين المرأة التي تشكل نسبة كبيرة سواء في الحكومة أو في مجلس النواب، فضلا عن الإنجازات التي حققتها الحكومة المصرية في مجال النهوض بالمرأة، واستراتيجية 2030 التي اعتمدها المجلس القومي للمرأة في هذا الإطار.
وأشار إلى أنه عُقِد في مصر العديد من المنتديات للشباب المصري وشباب العالم بمبادرة من الرئيس السيسي رغبة منه في خلق أداة للتواصل بين الشباب من مختلف دول العالم، وأوضح في هذا الصدد أن بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ستشهد انطلاق فعاليات منتدى شباب العالم في شرم الشيخ.
وأبرز العناني في كلمته الأهمية التي توليها مصر لقضايا القارة الأفريقية خصوصا مع رئاسة مصر القادمة للاتحاد الأفريقي في فبراير/شباط 2019، من منطلق اهتمامها التاريخي بالقارة، وسعيها المستمر لتدعيم العمل الأفريقي الموحد، ومعالجة جذور النزاعات في أفريقيا، وبذل جميع الجهود لإعادة بناء السلام لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بدول القارة.
وعقد الوزير، على هامش مشاركته في القمة، جلسة ثنائية مع كرستي كالجيولاد، رئيسة جمهورية استونيا، حيث ثمنت الرئاسة المصرية القادمة للاتحاد الأفريقي، وأعربت عن تفاؤلها لعقد العديد من الشراكات لبلادها مع الاتحاد الأفريقي خلال الرئاسة المصرية، كما تناول اللقاء أهمية توفير الخدمات الرقمية للمواطنين في أفريقيا، وكذلك الاهتمام بالتعليم والمرأة.
يذكر أن القمة الفرانكفونية عقدت تحت عنوان "العيش معا بتضامن والتشارك في المبادئ الإنسانية واحترام التنوع، مصدر السلام والازدهار في العالم الفرانكفوني"، حيث تمثل مجالا من أكبر المجالات اللغوية العالمية، فهي ليست مجرد تقاسم لغة لأنها تعتمد أيضا على أساس الاشتراك في القيم الإنسانية التي تنقلها اللغة الفرنسية، ويمثل هذان العنصران الدعائم التي ترتكز عليها المنظمة الدولية للفرنكفونية.
وتهدف المنظمة، منذ نشأتها عام1970، إلى تجسيم تضامن نَشِط بين الدّول والحكومات الـ80 التي تتكون منها، (57 عضوا و23 مراقبا)، وهو ما يمثل أكثر من ثلث الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة"، والتي تضم 900 مليون نسمة من بينهم 274 مليونا ينطقون بالفرنسية.