ترميم معبد "لالش".. خطوة لحفظ ذاكرة الإيزيديين في العراق (صور)
شرع أبناء المكون الإيزيدي في العراق بعمليات ترميم معبد (لالش) المقدس، ضمن المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان وبغداد.
ويقع المعبد "المقدس" لدى الإيزيديين عند تضاريس جبلية قرب عين سفني (60 كم شمال غرب مدينة الموصل)، ويضم قبر زعيم الطائفة الإيزيدية، عدي بن مسافر، ما يضفي عليه القدسية والمكانة الروحانية لدى الأتباع، وكذلك هو مقر المجلس الروحاني للديانة في العالم ويقصدونه للحج ولو لمرة واحدة في الحياة.
قبل يومين، حضر أمير الإيزيديين في العراق والعالم، حازم تحسين سعيد، يرافقه وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان، بشتوان صادق وجمع غفير من رجال الدين، احتفالية خاصة بإعادة تأهيل جزء من المعبد.
سعيد وفي كلمة له خلال الحفل، قال: "يطيب لي أن نلتقي جميعا وأن نجتمع على فعل الخير وتعزيز أواصر المحبة بين الجميع لنعلن انطلاق مشروع ترميم جزء من معبد لالش المقدس".
وأضاف: "هذا المعبد الرئيسي للإيزيديين في العراق والعالم والذي أصابه الحيف والويل على مر تاريخ الإيزيدية؛ حيث يذكر لنا التاريخ شواهد ومواقف عديدة كيف تعرض المعبد للتدمير والخراب والحرق ونبش القبور على يد الغزاة والمحتلين إبان حملات الإبادة الجماعية التي حدثت للإيزيديين على مدى ما يقارب 74 حملة إبادة وآخرها حملة الإبادة الجماعية في سنجار".
وتأتي عمليات الترميم ضمن خطوة ترعاها حكومة إقليم كردستان وبدعم من البنك المركزي العراقي ورابطة المصارف العراقية ضمن صندوق المبادرات المجتمعية (تمكين).
ومنذ سنوات تجري عمليات ترميم على المعبد بين الحين والآخر، بالاعتماد على التبرعات الشخصية من ميسوري أبناء الطائفة وبقية من المهتمين بذلك الشأن.
ويعود عصر إنشاء معبد لالش إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ويتميز بطراز فني نادر في العمارة والبناء، يمتزج فيه الفن السلجوقي وكذلك الشرقي القديم المرتبط بالتراث الكردي من حيث الأبنية الواسعة.
يقول مسؤول إعلام معبد لالش، لقمان سليمان، إن "الترميم الجاري يستهدف إعادة الروح للبناء جراء تقادم الأزمان عليه وما يتناسب مع تاريخه وقيمته الروحية والدينية لدى المكون الإيزيدي".
ويضيف سليمان، لـ"العين الإخبارية": "نسعى للعودة ببناء المعبد إلى ما كان عليه قبل 150 عاماً"، لافتاً إلى أن "هناك عمليات ترميم مماثلة قد بدأت في الكثير من المزارات الدينية التابعة للإيزيديين".
وكانت وزارة الثقافة العراقية، أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول 2020، عن إدراج معبد لالش على اللائحة المؤقتة لـ"يونسكو" لحين ضمه إلى قائمة التراث العالمي.
وبحسب سليمان، فإن للمكون الإيزيدي نحو 500 مزار ديني تتوزع أغلبها في مناطق شمال العراق وقد طال الكثير منها التخريب والدمار جراء سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على بعض مناطق العراق في صيف 2014.
وكان تنظيم داعش اجتاح في يونيو/حزيران 2014، مناطق واسعة من مدن العراق، وفرض سيطرته على إدارتها والتحكم في مواردها لنحو 3 أعوام.
وفي أغسطس/آب من العام ذاته، وصل عناصر التنظيم الإرهابي إلى مناطق جبل سنجار، حيث معقل المكون الإيزيدي الرئيس في العراق، وارتكب بحقهم واحدة من أبشع المجازر على مستوى التاريخ المعاصر.
وقبيل الاجتياح الإرهابي، كان عدد الإيزيديين في العراق يقرب من الـ 550 ألف نسمة، إلا أنهم تناقصوا بشكل كبير عقب تلك الأحداث، حيث نزح نحو 360 ألف شخص نحو المخيمات وهاجر ما يقرب 90 ألف خارج العراق.
ومن مجموع 6417 إيزيدياً كانوا قد وقعوا في أسر داعش منهم 3548 من الإناث و2869 من الذكور، ما يزال أكثر من 2800 شخص مصيرهم مجهولاً حتى الآن.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi41MSA=
جزيرة ام اند امز