موسم الأعياد في أمريكا.. شركات التجزئة تكبح التوظيف وسط تباطؤ اقتصادي
خلال موسم الأعياد الحالي في الولايات المتحدة يشير أصحاب العمل إلى اتباع نهج أكثر حذرا في التوظيف هذا العام.
متاجر التجزئة التي اعتادت تعزيز فرق عملها لتغطية ذروة موسم الأعياد الممتد من عيد الشكر إلى عيد الميلاد، مثل "ميسي" و"يو بي إس"، لم تعلن أهداف التوظيف المعتادة لديها.
وفي المقابل، قالت شركات أخرى مثل "كروجر" إنها تتوقع توظيف عدد أقل من العمال المؤقتين مقارنة بالعام الماضي.
ومن بين النماذج التي طالتها هذه الظروف، الشابة الأمريكية تايلور غوسمان، التي تبحث عن وظيفة بدوام كامل منذ تخرجها من كلية سانت ماري في كاليفورنيا قبل عامين.
وبعد حصولها على درجة البكالوريوس في الاتصالات وتدريبها في التسويق، كانت تأمل أن تحصل على وظيفة موسمية في مجالها خلال موسم الأعياد تساعدها على الانتقال إلى عمل دائم، إلا أنها تقدمت لأكثر من 30 وظيفة دون أن تتلقى ردًا من معظمها.
وقالت غوسمان لصحيفة "نيويورك تايمز"، وهي تبلغ من العمر 24 عامًا وتقيم في سان فرانسيسكو: "الأمر مخيف للغاية بصراحة، لا أعرف ما الذي سيحدث، ولست متأكدة من موعد حصولي على الوظيفة".
وقد أدت الرياح الاقتصادية المعاكسة إلى زيادة حذر الشركات، في ظل آثار الحرب التجارية، وأطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، وتكاليف التعريفات الجمركية، إلى جانب أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعيد تشكيل بعض الأدوار الوظيفية، الأمر الذي صعّب حصول العديد من الأمريكيين على عمل.
وبحسب تقرير صادر عن موقع Indeed، ارتفعت عمليات البحث عن وظائف العطلات بنسبة 27% مقارنة بالعام الماضي، في حين ارتفعت الوظائف الموسمية المتاحة بنسبة 2.7% فقط.
وقال كوري ستاهلي، الخبير الاقتصادي بالموقع: "سيكون موسم التوظيف الموسمي هذا أكثر تنافسية".
ويتوقع الاتحاد الوطني لتجارة التجزئة أن يوظف القطاع ما بين 265 ألفا و365 ألف عامل موسمي هذا العام، انخفاضا من 442 ألفا في عام 2024. كما أفادت شركة الأبحاث "تشالنجر، غراي آند كريسماس" بأن عدد الموظفين في موسم العطلات قد ينخفض إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقد.
وقال آندي تشالنجر، نائب الرئيس الأول بالشركة: "إن الوتيرة الحذرة للإعلانات حتى الآن تشير إلى أن الشركات لا تراهن على زيادة موسمية كبيرة". وأضاف: "قد يكون هذا العام أكثر تركيزًا على إنجاز المزيد بموارد أقل".
ويعكس ازدياد صعوبة سوق التوظيف خلال موسم العطلات تحولًا بدأ بعد الجائحة، حين واجهت متاجر التجزئة صعوبة في شغل الوظائف فاضطرت إلى تعيين موظفين مبكرا وبشكل أكثر ثباتا على مدار العام.
ويحاول الكثير من الشركات حاليا منح ساعات عمل أطول للموظفين الحاليين قبل فتح فرص العمل للمتقدمين الموسميين، مما يقلل من عدد الوظائف قصيرة الأجل المتاحة مع اقتراب شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول.
وفي العام الماضي أعلنت شركة "تارجت" أنها ستوظف 100 ألف عامل موسمي، بينما اكتفت هذا العام بالإعلان عن توفير ساعات عمل إضافية للموظفين الحاليين، دون تحديد عدد الوظائف الموسمية المتوقعة.
كما ذكرت الشركة أنها ستستعين بفريق "العمل حسب الطلب"، الذي يضم نحو 43 ألف موظف يعملون وفق جداول مرنة.
وخلال إعلان أرباحها يوم الأربعاء، قالت "تارجت" إنها تتوقع موسم عطلات ضعيفًا، مع تراجع المستهلكين عن الإنفاق على الملابس والسلع المنزلية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTIwIA==
جزيرة ام اند امز