هل العودة للمدرسة الألمانية "طوق نجاة" بايرن؟
بعد تجربتين خارجتين لم يثبتا نجاحهما مع بايرن ميونيخ، هل تكون العودة للمدرسة الألمانية طوق النجاة لاستعادة هوية وهيبة بايرن.. كيف؟
منذ رحيل الألماني يوب هاينكس صيف 2013 عن تدريب بايرن ميونيخ وتحقيقه للثلاثية التاريخية حينها، ثم اعتزاله التدريب، بإعلان تولي الإسباني بيب جوراديولا تدريب الفريق، قبل أن يرحل هو الآخر، ليخلفه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، يعاني الفريق البافاري من أزمة "هوية" فنية له، حيث جرب الثنائي الأخير أسلوبهما وطريقتهما وفلسفتهما، التي لم تؤت بثمارها.
أنشيلوتي يحقق رقما قياسيا سلبيا في تاريخ بايرن
وضع البايرن في ظل قيادة بيب كان أفضل كثيراً مما شهده الفريق مع المخضرم الإيطالي، الذي أقيل الخميس بعد خسارة مذلة أمام باريس سان جيرمان بثلاثية نظيفة في مجموعات دوري الأبطال، ليصبح أسرع مدرب أجبر على الرحيل في تاريخ النادي الألماني العريق، لكن في الفترتين لم يكن للفريق هويته الفنية، التي اعتاد عليها مشجعيه في السنوات الماضية.
الفريق عانى مع جوارديولا من أسلوب "الاستحواذ" على الكرة وتناقل التمريرات بشكل مبالغ فيه، حتى تصل الكرة لمرمى الخصم، ما أضفى على آداء البايرن مللا لم يعتاده مشجعوه، ولم ينجح في ظل هذا الأسلوب، في الفوز بدوري الأبطال، مكتفيا بالبطولات المحلية التي يستحوذ عليها بالفعل في السنوات الأخيرة، ليرحل المدرب بعد 3 سنوات قضاها في ملعب "أليانز ارينا".
الأمر نفسه تكرر مع المخضرم أنشيلوتي الذي أضفى أسلوبه على الفريق بعد فترة عناء مع الإسباني المجدد، حيث حول أسلوب اللعب لـ"الهجمة المرتدة" واللعب بتمريرات سريعة وعلى أطراف الملعب والضرب بالهجمات المرتدة مع شكل دفاعي متحفظ بعض الشيء، وهو ما أفقد الفريق متعته، وجعل آداءه عاديا ونمطيا، وزاد الأمر بتعرضه لهزائم كثيرة أمام أغلب الفرق، خاصة التي تمتلك القوة في خطي الوسط والهجوم، مثلما حدث مؤخراً أمام سان جيرمان.
الكرة الألمانية لها مدرسة خاصة في كرة القدم، وتعتمد على القوة البدنية الكبيرة وقدرات مميزة في الركض واللعب السريع، مع بعض المتعة في الشكل وطريقة اللعب، فضلا عن التصويب عن بعد، وتقدم الأطراف للدعم الهجومي، وأيضاً الاستحواذ على الكرة، ولكن ليس بشكل صارخ كما فعل بيب، وتلك هي هوية بايرن التي لطالما طالب بها نجمي الفريق الكبيران فرانز بيكنباور وكارل هانس رومينيجيه، وانتقدا جوارديولا وأنشيلوتي لغيابها.
وفي التاريخ الحديث لبايرن، حدث نفس الأمر مع المدرب الهولندي لويس فان جال موسم 2010-2011، حيث تدهور مستوى ونتائج الفريق بشكل ملحوظ، وساءت علاقة المدرب بأغلب نجوم الفريق، وعلى رأسهم الثنائي آريين روبن وفرانك ريبيري، لتتخذ الإدارة نفس القرار، بإقالته قبل نهاية الموسم بشهرين، ليكمل مساعده المهمة، قبل التعاقد مع يوب هاينكس ليعيد "البافاري" إلى الطريق الصحيح، ويستعيد هويته الفنية، ويقدم الكرة المعروف بها، وينجح في نهاية مهمته بعد موسمين فقط، في السيطرة على كل البطولات، محققا الثلاثية التاريخية (الدوري والكأس ودوري الأبطال) عام 2013.
ومع إقالة أنشيلوتي تحدث الجميع عن بعض المرشحين لخلافة أنشيلوتي، أبرزهم توماس توخيل مدرب دورتموند السابق، الذي لا يعمل في الوقت الراهن، وربما يكون الأقرب لتولي المهمة، حتى على الأقل لنهاية الموسم الحالي، فضلا عن يورجن كلوب مدرب ليفربول الحالي.
توخيل يمتلك كل مواصفات المدرب الألماني الناجح الذي يطبق هوية المدرسة الألمانية في كرة القدم بشكل جيد ومتطور، ما يجعله مرشحا مناسبا للغاية لتلك الظروف لقيادة سفينة بايرن.
أما المرشح الثاني فهو كلوب، المعلم، وأستاذ توخيل، الذي قد يعاني من صعوبة ترك فريقه الحالي بعد جولات قليلة من بداية الموسم، لكن الأزمات التي يعاني منها في ليفربول، خاصة في خط الدفاع، بالإضافة لتراجع نتائجه، قد يجله خيارا جيدا للبافاري بداية من الموسم المقبل، وليس في وسطه كما الحال حاليا.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni4yNTEg جزيرة ام اند امز