العائدون من داعش.. وباء يفتك بديمقراطية تونس تستغله النهضة الإخوانية
المخاوف تتزايد في تونس من عودة عناصر داعش في ظل غياب الإجراءات المناسبة وسعي حزب النهضة الإخواني لاستغلالهم بالانتخابات.
تتكشف يوما بعد يوم مخاطر عودة الإرهابيين خاصة من قاتلوا في صفوف داعش في سوريا والعراق إلى تونس، وتزداد التساؤلات حول المنهجية التي ستتبعها الحكومة التونسية التي يسيطر عليها الإخوان بأجهزتها المختلفة مع 6 آلاف إرهابي عائدين من رحلة الدماء و القتل.
ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب مختار بن نصر، أن الأرقام المسجلة حتى الآن هي عودة 1000 إرهابي، فإن أرقاما غير رسمية تشير إلى أن العدد الإجمالي تجاوز 3000 عنصر قادمين عبر مطار إسطنبول بتركيا ثم مطار مصراتة اللبيبي ومن بعده إلى تونس.
ورغم الاستعدادات التي اتخذتها الدولة الواقعة في شمال أفريقيا للمواجهة، إلا أن التحالف بين النهضة الإخواني، الذي تتلاقى عقيدته مع أصول داعش الإرهابي، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد يثير مخاوف الرأي من عودة الفترة المظلمة لحكم النهضة، والتي انتشرت خلالها العمليات الإرهابية، وأن تشكل النهضة حاضنة للإرهابيين للاستفادة منهم خلال معاركها الانتخابية المقبلة.
مسار ديمقراطي مهدد
في تصريحات لـ"العين الإخبارية" قال النائب التونسي نزار عمامي: "إن عودة آلاف الإرهابيين تشكل تهديدا للأمن العام، خاصة في ظل وضع سياسي هش ومنظومة حزبية ضعيفة.
وأشار إلى أن لهؤلاء الإرهابيين أطرافا سياسية تلتقي معهم في نفس المشروع التكفيري والظلامي الذي يعادي الديمقراطية والحريات الفردية، وتزيد من مخاوف انتشار الإرهاب.
وأضاف النائب التونسي نزار عمامي أن الديمقراطية لا يمكن أن تجد طريقها الصحيح، إلا إذا كُشف عن الأطراف التي ترسل الشباب التونسي إلى سوريا و العراق، مؤكدا أن أصابع الاتهام تتجه لحركة النهضة الإخوانية، إذ سافر خلال حكمها آلاف الشباب عبر ليبيا وتركيا للقتال مع داعش.
غياب أدوات المعالجة
عدم وجود إجراءات كافية لمواجهة جحافل الخطر القادم والعجز عن رسم سياسات واضحة للتصدي للإرهابيين، دفعت الكثيرين لتوجيه انتقادات لاذعة لحكومة الشاهد والنهضة الإخوانية، بتغليب المصالح الشخصية على مصالح للبلاد، والتركيز فقط على كيفية التمسك بالحكم، والتموقع السياسي في الانتخابات القادمة.
وتتهم المعارضة وخاصة ائتلاف الجبهة الشعبية (يساري وقومي) حزب النهضة الإخواني بتسهيل عودة الإرهابيين لتوظيفهم كجنود احتياطيين في حربهم ضد الأطراف العلمانية ومن ينتقدون أفكاره السياسية.
تصفية خصوم النهضة
كشفت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي النقاب عن أن النهضة كان يستعمل الأطراف السلفية التكفيرية في تصفية الخصوم، وهناك تقاطعات استراتيجية بين قيادات الإسلام السياسي في تونس والعناصر الإرهابية.
وقال الناشط هشام حسني عضو المجلس الوطني التأسيسي (2014-2011)، إن ائتلاف الشاهد والإخوان لا يقدر خطورة الوضع الأمني والتغلغل الإرهابي في تونس، والتحالف الحكومي لا يفكر إلا في برامج الدعاية الانتخابية، وكيفية توظيف أجهزة الدولة لحسم نتائج الانتخابات.
وطالب حسني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" بضرورة الوقوف بحزم وطمأنة الرأي العام التونسي والتعاون الاستخباراتي مع الدول العربية التي تواجه الإرهاب.
ورغم طمأنة رئيس الدولة الباجي قائد السبسي، فإن الواقع مختلف، فبين الحين والآخر تقع عمليات اختطاف تنفذها الجماعات الإرهابية التي ترفع راية العداء للدولة وتهدد مسار الانتقال الديمقراطي.
aXA6IDMuMTQyLjE3Mi4xOTAg
جزيرة ام اند امز