السلطة في إيران.. هل تنتزعها "البيادات" من أصحاب "العمائم السوداء"؟
لأكثر من عقدين صارع تيار داخل أروقة الحكم من أجل دعم سلطة المؤسسات المنتخبة ضد الدولة الموازية، لكنهم الآن يتصالحون مع فشل هذا المشروع
الانتقال من حكم أصحاب العمائم السوداء إلى "البيادات" مقولة تنتشر في إيران للتعبير عن الزحف الممنهج للحرس الثوري الإيراني للهيمنة على مفاصل صناعة القرار في طهران، وتكفي نظرة لتركيبة البرلمان الحالي لتفسير تلك المقولة.
وفي تقرير لـ"فورين أفيرز" أشارت المجلة الأمريكية إلى أن محمد باقر قليباف رئيس مجلس الشوري الإيراني هو جنرال سابق بالحرس الثوري، وأن ثلثي أعضاء هيئة البرلمان إما أعضاء سابقون أو حاليون بالحرس الثوري والتنظيمات التابعة له.
وأضافت المجلة في تقريرها المنشور عبر موقعها الإلكتروني أن الكثيرين في إيران والولايات المتحدة لطالما توقعوا أن يسيطر الحرس الثوري على الحكومة، وستكون الخطوة الثانية في هذا الاتجاه هي انتخاب مرشح تابع لهم رئيسًا عام 2021.
وأوضحت أن إيران دولة منقسمة تدير فيها المؤسسات المنتخبة الشؤون اليومية تحت ظل مكتب المرشد الإيراني الأكثر قوة، الذي تستجيب له في النهاية المؤسسات الأمنية، بما فيها الحرس الثوري.
ولأكثر من عقدين، صارع تيار داخل أروقة الحكم من أجل دعم سلطة المؤسسات المنتخبة ضد الدولة الموازية، لكنهم الآن يتصالحون مع فشل هذا المشروع.
ورأت المجلة الأمريكية أن تشكيل حكومة تديرها قوى عسكرية قريبًا في إيران ليس أمرًا محتومًا، ولكن يبدو أنه الأكثر ترجيحًا.
واستنزفت العقوبات الأمريكية شريان الحياة الاقتصادي للبلاد، ويبدو أن الرئيس حسن روحاني، الذي لم يتمكن من الوفاء بوعوده سواء المتعلقة بالسياسة الخارجية أو الداخلية، استسلم للأمر الواقع، كما تشير إدارته لأزمة جائحة فيروس كورونا.